الأخ محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

نأمل أن يتحلى الجميع بروح التسهيل وليس التعطيل للوصول إلى المصالحة، لم يعد الواقع الحالي بإمكانه تحقيق طموحاتنا في إنهاء الاحتلال والبحث عن البدائل صحي وغير مخيف إعطاء مهلة شهرين للأميركيين والإسرائيليين هو مضيعة للوقت.

كل كادر فتحاوي عليه مسؤولية كبيرة في هذه الفترة، مسؤولية بإعادة النهوض والبناء وإعادة امتلاك القدرة و امتلاك القوة للتأثير مرة أخرى لمواجهة التحديات في المرحلة القادمة والتي هي صعبة للغاية، نحن بحاجة إلى وحدة ولإعطاء الأولوية بشكل دائم للتناقض الأساسي مع الاحتلال الإسرائيلي وخلق انسجام داخلي أفضل لنتمكن من مواجهة التحديات،هكذا بدأ الأخ محمود العالول أبو جهاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حواره  معنا حول وضع المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وملف المصالحة مع حماس وأمور أخرى

 

س: الأخ محمود العالول في القمة العربية التي عقدت في سرت أعطى قادة العرب مهلة شهر للإدارة الأمريكية لإعادة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ما الجديد في الموضوع؟

أعتقد أن القادة العرب في مؤتمر القمة الذي تم  في ليبيا تفهموا الوضع بشكل جيد، لكن من الواضح تماما أن الوضع الراهن هو بحاجة إلى أن تتحمل كل الأطراف وتحديدا الفلسطينيين والعرب، مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية التي تمر بوضع خطير، لا أن يعطوا مهلة من الوقت فهناك مضيعة للوقت بإعطاء فرصة للاسرائيليين وللإدارة الأمريكية ، لقد صار واضحا تماما وللجميع بأن هذا الخيار ألا وهو المفاوضات وخيار حل الدولتين بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة قد فشل تماما، لذلك ما هو مطروح أمام العرب هو إيجاد الخيار البديل ...عليكم أن تجدوا المخرج من المأزق الراهن وعلينا نحن أن نعود مرة أخرى نحو أساس القضية وهو كيف ننهي الاحتلال، وما هي الاستراتيجية من أجل ذلك وما هي تلك الخيارات الممكنة من أجل تحقيق ذلك، أما التعاطي مع هذه القضية بهذا الأسلوب وهذه الطريقة هو شكل من أشكال إضاعة الوقت الذي يصب في صالح الاحتلال ليغير على الأرض الحقائق وليس في صالحنا نحن، والتعلق بالأوهام عسى أن تأتي بحل كالتعلق بوهم أن الإدارة الأمريكية قد تأتي بحل أو أن تغير موقفها وأن تؤثر أكثر وأي شيء من هذا القبيل لا أعتقد أن هذا من الممكن أن يحصل على الإطلاق.

 

س: ما هي الخيارات التي يمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية و للسلطة الوطنية الفلسطينية أن تلجأ لها عند التفاوض ؟

الاتجاه العام أنه لا بد من استراتيجية مختلفة ولا بد من خيارات مختلفة، والهدف منها هو العودة إلى أساس وجوهر القضية الا وهو إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، لذلك هناك كم هائل من الاجتهادات التي تطرح على هذا الصعيد مثل الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، واللجوء إلى المنظمات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومحكمة جرائم الحرب، وكذلك اللجوء إلى خيار الدولة الواحدة متعددة القومية فالخيارات كثيرة التي تطرح في هذا الموضوع، لا بد أن يتم التركيز على خيار محدد، وأن يتم اختيار هذا الخيار نتيجة ما للتوافق والإجماع  والتقاطع عليه لدى القوى الفلسطينية الأساسية، وبالتعاون مع المجموع العربي لأنه يجب أن يكون واضحاً تماما للجميع أن هذه القضية ليست قضيتنا وحدنا، وإنما قضية الأمتين العربية والإسلامية معا، لأنها تؤثر على الأمن القومي العربي بشكل كبير جدا، ولسنا الوحيدين المستهدفين كفلسطينيين من هذا الأمر، لذلك على الجميع أن يتحمل مسؤوليته وما جرى في قمة سرت بشكل واضح وأساسي، وهذا ما طالبناهم به، ووضعنا أمامهم قرارنا كفلسطينيين، وهو أن المفاوضات المباشرة لم تعد خيارا مجديا على الإطلاق، ولا يوجد لدى أحد وهم بأنها من الممكن أن تؤدي إلى نتيجة، فعلى الأمة أن تختار الأفضل والمناسب كخيار يفضي إلى إنهاء الاحتلال فالحديث عن خيار واحد ومحدد لا مشكلة عليه أو فيه الأهم أن نخرج من هذا الوضع الذي يكبل القضية ويحصرها في أفق واحد، فالخيارات كثيرة منها على الجانب السياسي ومنها في الجوانب الأخرى فمن الممكن اللجوء إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.

 

س: الاعتراف بيهودية الدولة لإسرائيل هناك تخوف من أن يطلب من القيادة الفلسطينية كشرط لإقامة دولة فلسطينية، هل هذا وارد؟

  هذه مسألة لا مرونة فيها ولا يوجد هامش مرونة بها على الإطلاق وغير المسموح لأحد لا بالتصريح ولا بالتلميح ولا بالتبرير أن يتحدث عن محاولة لاستعراض ردود الفعل أو بالونات اختبار وكل ما إلى ذلك، فهذه مسألة لا يجوز التطرق لها على الإطلاق، هذه مسألة مضرة بدرجة كبيرة جدا، وتجحف بحقنا وبحق العودة وبحق أهلنا في مناطق الـ 48 واللاجئين في كل مكان، لذلك المسألة محسومة، والموقف الفلسطيني واضح وحاسم في هذا الأمر، وان هذه القضية مرفوضة تماما من قبلنا.

 

س: دول الاتحاد الأوروبي أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية كدول مانحة، كيف يمكن توظيف ذلك للعب دور سياسي أكبر مقابل وموازٍ للدور الأمريكي في عملية السلام في المنطقة؟

ضمن استراتيجية حركة فتح المرحلية البند الأول فيها يؤكد على المقاومة الشعبية للاحتلال، وبندها الثاني يؤكد على الحراك الدولي والحراك السياسي العالمي من أجل المساهمة الأكبر في حصار دولة الاحتلال الإسرائيلي، والمساهمة في ذلك بشكل كبير، فالتحرك باتجاه الدول الأوروبية وباتجاه كل من له تأثير في العالم وهذه مسألة مهمة وعلينا ألا نصاب بالارتكان على قوة واحدة وكأن العمل مع الأوروبيين سيحل المسألة ككل( وسيطول الزير من البير)، هذا غير مقبول وغير دقيق، والأساس هنا العامل الذاتي الفلسطيني والعربي، وهذا سيدفع الآخرين نحو مساعدتنا ودعمنا ومساندتنا في جميع المحافل الدولية لأنهم يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وبالحق الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لكن فوجئنا خلال الفترة الماضية حينما طرحت الإدارة الأمريكية العودة إلى التفاوض المباشر الذي كنا ضده، وكانت المجموعة الأوروبية ضده، ولكن حين قررت الإدارة الأمريكية العودة للتفاوض غيَّر الأوروبيون مواقفهم انسجاما مع ذلك، فهامش الاستقلال في الموقف السياسي تجاه الشرق الأوسط لدى أوروبا إلى حد ما محدود ومرتبط بالموقف الأمريكي بشكل كبير للغاية، وهذا لا يمنع العمل معهم ولكن الأساس في التحرك العامل الفلسطيني الذاتي، وهذا ما نعمل عليه الآن مع الجميع.

 

س: حل السلطة والعودة لمنظمة التحرير الفلسطينية واستقالة الرئيس، أمور تنشط في نهاية كل مرحلة من مراحل التفاوض وخصوصا عند تأزم الأمور ما صحة هذه الأطروحات؟

هناك الكثير من الخيارات التي تُطرح الآن وطرحت في السابق، وهي متعددة ومتناقضة لكن الهدف من كل هذه الطروحات هو البحث عن البدائل للوضع القائم، وبصراحة ووضوح الوضع القائم لسنا فخورين به، ولم يعد ممكناً، ولم يعد بإمكانه تحقيق طموحنا في إنهاء الاحتلال، وأصبح ليس متعثراً فقط، وإنما عاملاً معيقاً ولن يؤدي إلى الحل، لذا هناك كم كبير من الخيارات والأفكار التي يجري تداولها الآن، لا يجب أن نخاف من هذه الحلول والأفكار، أو التخوف من حل السلطة، أو ما إلى ذلك، بل علينا أن نتخوف بشكل أساسي من استمرار الوضع الراهن الذي لا يوجد منه نتيجة، ولن يوصل إلى نتيجة لمصلحة شعبنا، فالبحث عن البديل صحي وغير مخيف.

 

س: الأربعاء القادم من المفترض أن يتم  لقاء المصالحة مع حماس ماذا تتوقعون من ذلك اللقاء ؟ وماذا سيبحث؟

اللقاء من حيث المبدأ سيتم وقد تكون المشكلة في موعده ومكانه، إذا تم الاتفاق على نقله إلى بيروت هذا سيكون بحاجة إلى فترة زمنية أكبر من أجل تأمين الإجراءات، وتأشيرات الدخول للوفد المفاوض، العملية عملية وقت وتجهيز ليس إلا، واللقاء سيتم وقريبا إن شاء الله، وسيتم بحث ما ورد في الشأن الأمني بجولات الحوار السابقة التي عقدت في القاهرة، وما ورد بالشأن الأمني في الورقة المصرية، وعن كيفية التطبيق والتنفيذ وليس لاختراع شيء جديد، نأمل أن يتحلى الجميع بروح التسهيل وليس التعطيل للوصول إلى المصالحة، وخلال الجلسات الأخيرة التي تمت في دمشق وضعنا في أجواء اللقاء، وبأن الإخوة في حماس لديهم تغيُّر ما، وأن هناك تفاؤلاً وأن هناك جدية في الأمر، وبغض النظر عن ما تطرحه وسائل حماس الإعلامية والناطقون باسمها من استفزازات وتصريحات متناقضة مع جو المصالحة، نحن دائما نفكر بآمالنا وتمنياتنا في أن ننجز المصالحة بشكل سريع وسليم، ونأمل أن تكون هذه الأجواء الايجابية التي لمسناها لدى حماس أن تبقى سائدة للتوصل إلى الاتفاق على كل المسائل العالقة، الملف الأمني يعالجه المختصون به، وقد تم بحثه في القاهرة، وسيتم متابعة البحث فيه في اللقاء القادم بعد أيام من الآن، نأمل أن يتم التوصل إلى حل لهذا الملف بشكل جيد، والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تعمل بشكل جيد، وربما تكون هناك ملاحظة هنا أو هناك، أو إعادة تأهيل، أو معالجة لملاحظات معينة، هذا لا مانع منه على الإطلاق، لكن الخلل الذي حدث هو انهيار هذه الأجهزة في قطاع غزة وضرورة إعادة تشكيلها وبنائها مرة أخرى.

كل كادر فتحاوي عليه مسؤولية كبيرة في هذه الفترة، مسؤولية إعادة النهوض والبناء وإعادة امتلاك القدرة والقوة للتأثير مرة أخرى لمواجهة التحديات في المرحلة القادمة التي هي صعبة للغاية، وهي بحاجة إلى وحدة وإعطاء الأولوية بشكل دائم للتناقض الأساسي مع الاحتلال الإسرائيلي، وخلق انسجام داخلي أفضل لنتمكن من ذلك، أدرك تماما صعوبة الوضع الراهن الذي تعيشه جماهير فتح وتحديدا في لبنان، وفي بقية المناطق، لذا نحن دائما بحاجة إلى فرسان  قادرين على تغيير الوضع الراهن، ونحن على ثقة بأن فتح لديها الكثير من المناضلين والفرسان المؤهلين لذلك