لم تمر الإساءة للرئيس الرمز أبو عمار، والاعتداء على مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، مرور الشتيمة غير المسؤولة عن مصلحة فلسطين وشعبها وصولًا إلى العاصمة اللبنانية بيروت التي شهدت استياء "واسعًا" على المستويين الفلسطيني واللبناني، تجلى بتوالي المواقف الساخطة والمستنكرة، لما تمثله هاتان الشخصيتان من رمزية دينية ووطنية ونضالية. 
القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في بيروت تطرق إلى خطيئة التعرض لسماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية حسبما وصفها، معتبرًا أن الاعتداء من بعض "الغوغاء" لا يمثل المقاومين والمرابطين على أرض فلسطين ويسيء إلى طهارة القضية الفلسطينية وشرف الأقصى والمقدسات في كل فلسطين. وقال القاضي عريمط لـ "الحياة الجديدة": سماحة مفتي القدس هو معيار صدق المرابطين والمجاهدين لتحرير الأرض والمقدسات وهو الذي اعتقل وعذب عشرات المرات من قبل العدو الصهيوني، فكل تعرض له هو مشبوه، وكل تطاول عليه هو عار وعلى الغوغاء ومن يحركهم أن يتقوا الله في العلماء وأن يعودوا إلى صوابهم". 
وأضاف: "مفتي القدس صفحة مشرقة من صفحات النضال الفلسطيني منذ عام 1936 حتى عامنا هذا فرويدا رويدا أيها الواهمون فالرعاع لا يصنعون وحدة وطنية ولا يبنون وطنًا وبسوء نية أو بحسنها يخدمون وهم لا يدرون مخططات العدو الصهيوني في تمزيق وحدة الشعب والأرض والمقدسات". 
وتوقف القاضي عريمط ابن قضاء عكار الذي واكب الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في بيروت عام 1969 عند الخطيئة الثانية المتمثلة بالإساءة للرئيس الرمز ياسر عرفات قائلًا: "أبو عمار هو قبلة الثوار والمقاومين ورجال فتح وصقورها هم شرف الأمة ومعيار صدق من يحمل السلاح في مواجهة الأفعى الصهيونية، أبو عمار هو من احتضن الشيخ أحمد ياسين ورفاقه وكل المناضلين الشرفاء في أمتنا". 
وتابع القاضي عريمط: "فتح الثورة، فتح أبو عمار وأبو جهاد وفتح معركة الكرامة وأول رصاصة توجه باقتدار وصلابة نحو العدو الصهيوني في فلسطين، فتح أول انتفاضة وأول شبل وصبية فلسطينية ترمي وجه الأفعى الصهيونية بحجر من سجيل وفتح الثورة هي صانعة القرار الوطني المستقل وهم الذين استشهدوا دفاعًا عن سيدة العواصم بيروت وعن المخيمات الفلسطينية التي حاصرها وذبحها المجرم شارون" . 
وأردف القاضي عريمط: "ثوار فتح وشهداؤها هم الذين صنعوا معجزة بعث القضية الفلسطينية، هم أشبه بمجاهدي الصحابة في معركة بدر الذين قهروا المستحيل وصنعوا من الضعف قوة وبالقلة العددية نصرًا وفتحًا". 
وإذ لفت عريمط إلى أن ثوار فتح وقادة فتح هم معيار الوطنية والعروبة والإسلام وهم المثل والمثال لصدق المقاتلين وعزيمة المكافحين وصبر المجاهدين لتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية أما غيرهم من دعاة الممانعة والمقاومة فهم ما زالوا أطفالا ومريدين في مدارس ومعسكرات فتح وقواتها العاصفة وصقورها في أرض فلسطين.
 وقاال: "مهلًا مهلًا أيها المقاومون الجدد فإن التشكيك برفاق السلاح لا يصنع نصرًا في معركة الوجود وما أنتم إلا حلقة من حلقات معجزة الثورة الفلسطينية فتح وثوارها وأشبالها فكفى عبثا بالقضية الفلسطينية التي لا تباع ولا توهب ولن تكون ورقة بيد إقليمية أو دولية للمساومة والصفقات".