لم نعد اليوم، والقدس تتعرض لخطر الأسرلة المطلقة، والتهويد العنصري الإقصائي المتطرف، لم نعد أمام لحظة عابرة في مواجهة هذا الخطر، وإنما نحن اليوم أمام لحظة، هي في توصيفات التاريخ، لحظة فاصلة على نحو ما سيجعلها زمنا سيمتد بجولات متنوعة حتى المعركة الأخيرة، بيننا، والاحتلال الإسرائيلي، نعني معركة الخلاص من هذا الاحتلال، وتسوية الصراع، بالحل الممكن الذي دعت إليه الشرعية الدولية في مجمل قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ما تقوله القدس العاصمة اليوم بهبة جماهيرها، إن شعبنا الفلسطيني مثلما كان منذ بدء الصراع، وما زال وهكذا سيظل، غير قابل للانكسار والهزيمة، ولا لأية حالة من حالات اليأس والإحباط، ولا حتى لأية حالة من حالات التردد، أو التراجع أو النكوص، ولا شيء يشبه عزيمة هذا الشعب، وقد بات في سجل التاريخ المعاصر شعبًا أعاد للفروسيات النبيلة أمجادها، بل وللأسطورة حقيقتها الواقعية، وباختصار شديد في هذا السياق هنا، نقول ما تقوله القدس اليوم، إن لواء النصر لا بد أن يعقد لفلسطين، وشعبها، ولا شك أنه سيكون كذلك لا محالة، ولا شيء الآن في هذه اللحظة، وأمام هذه الحقيقة، وهذا الواقع، أثمن وأجدى من الوحدة الوطنية تعزيزًا لهبة القدس البطولية، وتمكينا لها في دروب المقاومة الشعبية، لكسر إرادة المحتل، وتبديد أوهامه الاستحواذية، وهزيمة مخططاته الاستيطانية في الشيخ جراح.
الوحدة الوحدة، ولا بديل عنها اليوم لتعزيز مسيرتنا النضالية الحرة، والتي باتت تتنامى اليوم في كل مكان يتواجد فيه شعبنا، في الوطن، وفي بلاد الشتات، والمنافي، وانظروا إلى مخيماتنا في لبنان، وإلى جالياتنا في شتى بقاع العالم كيف يتواصلون مع هبة القدس بتظاهرات علم فلسطين وهتافاته الوطنية.
وما تقوله القدس العاصمة بهبة أبنائها اليوم، وبوضوح شديد، إياكم والهتاف الحزبي، والفئوي، والعصبوي الجاهلي، إياكم وهتاف القلوب المريضة، وهتاف التخريب مدفوع الأجر، إياكم وإياكم وهتاف الرويبضة، هذا الذي بات يهذي على مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات الفتنة والقتل والخراب..!!!
لا هتاف لنصرة القدس وأهلها، سوى الهتاف الوطني، الهتاف الجامع الموحد، هتاف فلسطين الذي لا بد أن يحلق عاليًا مع علمها، تحديًا للاحتلال ومستوطنيه.
هنا القدس العاصمة، وهنا اللحظة الفاصلة، والمعركة الأخيرة، قد تكون بين ليلة وضحاها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها