أيام وتقدم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قائمتها الخاصة للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، وبذلك تحسم الحركة التصورات والتحليلات حول قائمة مشتركة، ونعتقد في هذا السياق أن ما طرحه أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب عبر وسائل الإعلام وأكده في لقاءات مع قيادات الحركة يقطع الشك باليقين أن الأحسن والأنبل أن تتقدم رائدة تطبيقات المنهج الديمقراطي العملية بقائمة خاصة..ولا يحق لأحد الاجتهاد وتفسير قرار فتح على مقاس رغباته أو تصوراته القاصرة، فحركة فتح لم تطرح موضوع تشكيل قائمة مشتركة مع حماس أبدًا لا في اجتماعات القاهرة ولا في أي مكان آخر، وطالما أنه لم يصدر عن مركزية الحركة لا من قريب ولا بعيد عن قائمة مشتركة مع حماس، فهذا يعني أن الأمر محسوم، لكن هذا لا يعني انقطاع الحوار معها، فالحوار مستمر لإنجاح الانتخابات كما رأينا في جلستي الحوار الوطني في القاهرة وقرأنا عنهما وسمعنا التصريحات بخصوصهما. 

ستكون قائمة فتح جاهزة ضمن المواعيد القانونية، ونعتقد أنها ستخرج للملأ بما يحقق أهداف الحركة في الفوز بالأغلبية، فحركة الشعب الفلسطيني التي تفخر بقدرات وطاقات وتجارب وخبرات مناضليها، وأنصارها والمؤمنين بنهجها  النضالي الوطني، بإمكانها خوض الانتخابات دون الحاجة إلى تحالفات، ما دامت قادرة حسب شعبيتها المعلومة للجميع قادرة على تحقيق الهدف، لكننا نستطيع القول بكل ثقة أن الجمهور الفلسطيني سيكون في غاية الارتياح والاطمئنان عند أول نظرة على أسماء القائمة، وستتعزز  ثقته بحسن اختيار حركة فتح عندما يطلع على مدى انطباق معايير الحركة على أعضاء القائمة، كالانتماء والالتزام والأخلاق والخبرة والمؤهلات العلمية والمعرفية التخصصية وشهادة المجتمع لعطائه اللامحدود من أجل الوطن وقضاياه، علاوة على طهارة اليد والسلوك، كل هذا متوج بموافقة اللجنة المركزية للحركة التي وضعت منهجًا عمليًا لتقديم مرشحي الحركة لجمهور الناخبين الفلسطيني الذي سيكون له الكلمة الفصل إلى جانب مناضلي الحركة وأعضائها وأنصارها الذين سيكونون عماد الانتصار لقائمة الحركة وإيصال مرشحيها للمجلس التشريعي. 

بإمكاننا القول ونحن على ثقة إن قائمة فتح ستكون نتاج خلية عمل شاركت فيها ولا تزال قواعد الحركة ابتداء من الشعب والمناطق والأقاليم والمجلسين الثوري والاستشاري واللجنة المركزية، حيث وزعت المهام بعناية مطلقة، ومنحت حرية الترشح للقائمة لأعضاء الحركة كما منحت الأطر القيادية المذكورة حق تطبيق المعايير ورفع الأسماء للإطار القيادي الأول (اللجنة المركزية) التي ستتخذ القرار النهائي بتوافق وإجماع بعد استكمال النقاشات مع الأطر القيادية المعنية كالثوري والاستشاري. 

مذهب الديمقراطية الذي تتبعه الحركة يجيز لكل ملتزم فيها ترشيح نفسه لقائمة الحركة فلا "فيتو" من أحد على أحد ، لكن المعايير التي حددتها وأقرتها قيادة الحركة ولقيت استحسانا لدى قواعدها وكوادرها وأنصارها والجماهير الفلسطينية المعنية بانتخابات نوعية ومجلس تشريعي مميز يحمل أعباء المرحلة القادمة ستكون ميزان الذهب الذي ستمر عليه الأسماء، ولولا أن القائمة محصورة برقم لايمكن تجاوزه قانونيا لكان عندنا  رقم كبير من مناضلي الحركة الذين تنطبق عليهم المعايير، وهنا تكمن الأمانة التي أكد عليها رئيس الحركة وقائدها العام محمود عباس في عملية الاختيار النهائية. 

لقد وسعت حركة فتح دوائر النقاش الموضوعي حول المرشحين لضمان أعظم نسبة من النجاح التي إن لم تلامس الـ100% فيجب ألا تهبط عن الـ99%  فالموضوع مرتبط بمبدأ تجسيد الديمقراطية كمنهج  وحسن الاختيار في أهم معركة سياسية وطنية موجهة ضد سلطة الاحتلال، لأن نجاح قائمة حركة فتح يعني نجاح النهج الوطني النضالي والقرار الوطني المستقل، ونجاحا للبرنامج السياسي للحركة، وانتصارا للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتجسيدًا لإرادة الشعب الفلسطيني في استكمال استقلاله وبناء مؤسسات دولته ذات السيادة، بعيدًا عن فكرة المنافسة على مقاعد في مجلس نيابي، واقرب ما يكون على معركة مصيرية سترسم نتائجها مصير النظام السياسي الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية، ويقاس عليها حجم التدخلات الإقليمية في تقرير مصير الشعب الفلسطيني، وإدراكا من قيادة الحركة للأهمية التاريخية للانتخابات في الثاني والعشرين من أيار/مايو أيار المقبل، فقد قررت أن يكون القادة في الأطر التنظيمية من رأس الهرم وحتى أمناء سر الأقاليم في مواقعهم ومهامهم الحالية وكذلك كل من كان نائبا سابقا أو وزيرا وذلك لإفساح المجال أمام أسماء جديدة تتولى مهمة استثنائية في السلطة التشريعية، فتتاح الفرصة لظهور قيادات قادرة على تجسيد معنى العمل البرلماني في دولة فلسطين العتيدة، فالنجاح في هذه المهمة سيعود بالنتائج الإيجابية على فتح وفلسطين والقضية، خاصة إذا علمنا أن الحركة قد قررت أن تصرف من ميزانيتها على الحملة الانتخابية الدعائية وألا تسمح لأحد من مرشحيها الصرف من ماله الخاص  حتى لو كان في أحسن أحواله المادية أو رجل أعمال، فهذه قائمة فتح ونجاحها نجاح لفتح وكل اسم فيها سيعمل من أجل الشعب الفلسطيني والوطن ولكن عبر توجهات ومبادئ وبرنامج حركة فتح.