في مثل هذا اليوم 29-11-1967، صدر قرار الامم المتحدة رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة فلسطينية عربية واخرى اسرائيلية، وبالنسبة لشعبنا الفلسطيني فقد رأى في هذا القرار ظلما شديدا، فلقد كانت فلسطين كيانًا تاريخيًا لهم يعيشون فيه تحت اسماء متعددة سواء الاسم الآرامي أو الكنعاني او الفلسطيني منذ أكثر من ستة آلاف وخمسمئة سنة، وكانت فلسطين تحظى بقداسة عالية منذ أسري برسولنا العظيم محمد إليها، وعرج به الى السماوات العلى، إلى سدرة المنتهى، حيث صار قاب قوسين أو أدنى، وظلت فلسطين معترفًا بها تحت هذا الاسم لآلاف من السنوات وعبرت مراحل الامبراطورية العربية الاسلامية ابتداء من دولة الاسلام الأولى، دولة الخلفاء الراشدين، إلى الدولة الأموية ثم العباسية، وصولاً إلى الدولة العثمانية التي هزمت في الحرب العالمية الأولى، وبسقوطها انكشف وضع فلسطين من مخطط رهيب، وهو اعطاؤها لتكون وطنًا قوميًا لليهود الذين كشف مئات المؤرخين في العالم وآلاف الحفريات الكبرى، أن هؤلاء الذين نسجوا أكذوبة ((أرض الميعاد)) أي الإسرائيليون، ليس لديهم ولو بنسبة واحد في الألف بصمة وراثية على الإطلاق وأن هؤلاء المدعين ليسوا سوى خزريين مئة في المئة وليسوا إسرائيليين على الاطلاق.

ولكن على مستوى موازين القوى، فإن الفلسطينيين قبلوا قرار 181 بان يكون لهم دولتهم المستقلة الى جانب الدولة اليهودية التي باشرت القوى الاستثمارية والامبريالية باقامتها باعنف درجات العدوان في عام 1948 لأسباب كثيرة، من بينها عدم رغبة تلك الدول في أن يتواجد اليهود في بلادهم، لأن هؤلاء اليهود مدانون دينيا وثقافيا إدانة شديدة، والسبب الثاني، الرغبة في استخدامهم ليكونوا أداة في يد تلك الدول، تحركهم حين يضطرون الى المغادرة لكي يخدموا المصالح الكبرى لتلك الدول، وقد وصل هذا البرنامج ذروته بعد الحرب العالمية الثانية، حين ظهر البرنامج الاميركي بسفور شديد، ملء الفراغ في الشرق الأوسط، أو ببساطة الوجود الأميركي الذي سيرث الامبراطوريات الأوروبية السابقة.

التضامن مع الشعب الفلسطيني المستمر مقيد لجهة بقاء القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على المسرح الدولي، وليس مهمة الدول المتضامنة بسبب تأكيد حضورها في قضية عادلة على هذا المستوى أي القضية الفلسطينية، ولكن عنصر البطولة الخارق هو باسم الشعب الفلسطيني الذي استطاع الدفاع عن قضيته بشكل لم يكن معروفًا من قبل في التاريخ الإنساني، ثورة عظيمة، ونضال مستمر، وانتفاضات متواصلة، وشعب مثير للاعجاب، هو دائما جاهز للحوار وجاهز للاشتباك، فيا يوم التضامن أهلاً بك، ولتكن دائمًا عنوانًا من عناوين العالم ومن عناوين الحق والعدل والمقاومة.