يسألنا إعلاميون في وسائل إعلام عربية ومحلية عن رأينا موقفنا ورؤيتنا في التطورات الحاصلة في الساحة الفلسطينية، وتحديدًا أحداث ما بعد اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية، ولقاءات الحوار بين وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح برئاسة أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب ووفد حماس في مقر قنصلية فلسطين في إسطنبول، وما تلاها من لقاءات مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق ومع قيادات فصائل تتمركز قياداتها في العاصمة السورية التي نالها نصيب ضمن حراك وتوجه حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في هذه اللحظات المصيرية، ويصف الإعلاميون هذه الحوارات واللقاءات بالخطوة أثناء سؤالهم عن نتائجها المتوقعة، وإمكانية تذليل العقبات لإنجاحها وأسئلة اخرى يحمل بعضها تفاؤلاً، فيما يحمل بعضها الآخر إحباطًا مرجعه (الاخفاقات السابقة) لم يستطع الإعلاميون الفلسطينيون والعرب التحرر منها رغم المتغيرات والوقائع، حتى أن بعضهم يكاد يراهن على الفشل وانعدام الجدوى نظرًا لحجم التدخلات الدولية والإقليمية من جهة، وتكريس منظومة الاحتلال الإسرائيلي كل قواها لمنع رؤية حالة فلسطينية سياسية صحية تؤثر ليس على روايتها ودعايتها التي تسوقها للامتناع عن الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحسب، بل لتبرير تجسيد مخطط الاحتلال الاستعماري العنصري، ومنع استكمال إنجاز استقلال فلسطيني في دولة ذات سيادة بات معترفًا بحدودها في الأمم المتحدة وفق رؤية منظمة التحرير الفلسطينية المنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية.. وأفظع ما في الأمر أن يكون في الطرف الآخر في اللقاء التلفزيوني رئيس ما يسمى مركز أبحاث متخصص في القضية الفلسطينية، أو رئيس مركز أطلق على نفسه مركز العودة، لكنه يكاد ينتزع الكأس الذهبية في إحباط المشاهد والمستمع الفلسطيني والعربي من يد أشهر ضيف دائم على قنوات التطبيع الفضائية المدعو (إيدي كوهين).. حتى أني قلتها مباشرة لواحد من هؤلاء: "أراك تتحدث باسم نتنياهو شخصيًا" في برنامج بثته إحدى الفضائيات التي تنتقي مساعدًا بارعًا مساندًا لتوجهاتها.
نبدأ في الإجابة على أسئلتهم، بما يشبه البسملة التي لا بد منها عند قراءة آية كريمة، فنقرأ لهم أن الوحدة الوطنية الفلسطينية لدى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والمناضلين في صفوفها عقيدة سياسية موازية لعقيدة المناضل الروحية لا تنفصل، ولا انفصام بينهما أبدًا، ليست خيارًا ولا تكتيكًا، ولا خطوة، ولا يجوز وصفها بأي مصطلح يمكن أن يطلق على مسار ما في العمل السياسي، ونؤكد لهم أن الشعب الفلسطيني يتنفس وحدة وطنية ثقافية واجتماعية تاريخية، رغم اضطرابات لون الطيف السياسي بسبب تدخلات خارجية طارئة على البيئة والمناخ الفلسطيني، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة المنطق المؤيد بالحقائق والأرقام والتواريخ والوقائع البيان لكل من يشاهدنا ويسمعنا أن عوامل الانقسام لدى الشعب الفلسطيني ليست موجودة ولا تقدر قوة في هذا العالم على دق اسافين بين شرائح الشعب الفلسطيني، وأن الاختلافات السياسية التي تجاوزت حدود اللياقة والحوار الديمقراطي، وأخذت منحى عنفيًا مغايرًا لمنهج الحوار العقلاني الديمقراطي الذي تميزت به الساحة الفلسطينية، وخرجت عن آداب وقيم الشعب الفلسطيني وسلوكيات قياداته الشرعية الوطنية في الحوار ليست إلا تعبيرًا عن قدرة مخابرات دول إقليمية وأخرى معادية للشعب الفلسطيني والقضية والقيادة الشرعية الفلسطينية على التغلغل في نفوس شخصيات في موقع القرار، والوسوسة لها ودعمها ماديًا لتثبيت منهج المصلحة الحزبية القاصر على حساب المصالح الوطنية العليا والقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي لطالما أكدت حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه قاعدة الارتكاز الإستراتيجية التي لا بد منها لاستكمال مسيرة الكفاح والنضال وانجاز التحرر والحرية والاستقلال ونبرهن على صواب رؤيتنا ونظرتنا في أخذ كلمات امناء الفصائل في اجتماعهم التاريخي برئاسة الرئيس محمود عباس أبو مازن، حيث أجمعوا- بدون تحفظ أو استثناء على شرعية الرئيس أبو مازن رئيسًا لدولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقائدًا لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ما يعني الاقرار بصواب منهجه السياسي، ومواقفه وقراراته في المواجهة مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري، وخطة ترامب الاستعمارية الجديدة (صفقة القرن) والضم، وتمسكه بالثوابت الفلسطينية وحقوق الأسرى وذوي الشهداء، وقضايا اللاجئين، وشجاعته في تحديد موقف فلسطيني عام من قضايا وطنية أخرى، لمسوا فيها روح وجوهر موقف وإرادة الشعب الفلسطيني، فتأكدوا أن الوحدة الوطنية الفلسطينية عقيدة سياسية، يمضي على مبادئها رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومعه قادة الحركة كافة ومناضلوها، وهذا ما دفع البعض للاقتراب أكثر مركز البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، والنظام السياسي الفلسطيني القائم على التعددية السياسية، وتداول السلطة سلميًا، والاقتناع بالانتخابات كسبيل ديمقراطي رئيس لبلورة المواقف من القضايا الوطنية المستجدة، وإقرار سبل التعامل معها.
لن نكل، لن نمل، لن نعجز، لن نستسلم، لن نيأس لن نرتد عن إيماننا، ولن نسلم أوراقنا لغير شعبنا، فقرار الحوار مع إخوتنا في الفصائل فرض نؤديه لتطمئن قلوبنا بالوحدة الوطنية، لا نطلب من وراء أدائه إلا نيل رضا شعبنا، ولتكريس انسجامنا مع عقيدتينا السياسية والروحية معًا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها