تقرير: أسيل الأخرس

مبادرات فردية وجماعية هنا وهناك، انطلقت وتدحرجت ككرة ثلج، منذ اليوم الأول للإعلان عن تسجيل حالات إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في بيت لحم، تدلل جميعها على أن هذه البلد مليئة بالخير، وأن شعبنا وظف الخوف من الفيروس لخلق أفكار إبداعية، تساعد الناس وتساندهم، وتخفف عنهم.

وتنوعت هذه المبادرات بين إرسال الطعام للخاضعين للحجر الصحي، ومساندة الأهالي في بيت لحم بعد الإعلان عن إغلاقها للحد من انتشار الفيروس، إلى أخرى قامت بها صيدليات ومصانع لمواد التنظيف والتعقيم، وصولا إلى قيام عديد الشبان بتعقيم أحيائهم ومناطقهم.

"شباب من أجل الوطن" مبادرة أطلقها المواطن كمال أبو سفاقة، دعا خلالها إلى تعقيم محافظة طولكرم، حيث بدأت بـ10 متطوعين، ثم امتدت الحملة ليشارك بها أكثر من 800 متطوع.

يقول أبو سفاقة "إن كل منطقة فرزت مجموعة من المتطوعين لتنظيف المنطقة ومن ثم تعقيمها، وهو ما لاقى ترحيبا من المواطنين".

ويشير إلى أهمية عامل الثقة في إنجاح المبادرات، خاصة أنها تهدف إلى مساعدة الآخرين، ويحتاج إنجاحها تعاونا ودعما من المحليين من أهالي المنطقة، ويجب انخراط المواطنين في المبادرات وإشراكهم لإنجاحها".

من جهته، يؤكد أمين سر حركة فتح في ضاحية ارتاح معتز مشرف، أن المبادرة التي نفذت في ارتاح، هدفت الى كسر حالة الخوف لدى المواطنين، وطمأنتهم من خلال تعقيم الشوارع والمنازل والمحال التجارية ومختلف الأماكن، بما فيها منزل المصاب بالفيروس.

ويوضح أن المبادرة التي دعت لها الحركة تمت بالتعاون مع بلدية ارتاح، وستعمم في محافظة طولكرم بأسرها.

ويشير مشرف إلى أن ضاحية ارتاح دخلت في حالة من الهلع منذ الاعلان عن أول إصابة فيها وزادت مع الاعلان عن حجر الضاحية، لافتا إلى أن المبادرات خففت من هذه الحالة خاصة أن جميع العينات التي أخذت من المخالطين للمصاب كانت سلبية.

بدوره، يقول منسق اللجنة المساندة للجنة الطوارئ في منطقة الخرب حسام الكرمي، إن منطقة الخرب التي يسكنها أكثر من 13 ألف مواطن، شهدت حملة لتعقيم الجوامع والمؤسسات والمنازل والشوارع والمدارس، وأن الحملة ستستمر حتى تعقيم منطقة الخرب جميعها.

ويضيف ان المبادرة يتشارك فيها أهل المنطقة وحركة "فتح"، مشيرا إلى أن لجنة الطوارئ أشركت خبراء ومختصين من أطباء، وممرضين، وأساتذة جامعات، ومدراء مدارس، للتوعية والرعاية الصحية والنفسية للمواطنين، خاصة لطلاب الثانوية العامة.  

يشار الى ان أسعار مواد التعقيم حافظت على مستويات مقبولة، وذلك بعد مبادرة إنسانية من أصحاب المصانع المختصة في هذا الجانب، بتحديد السعر فقط لتغطية تكاليف الإنتاج، مساهمة منهم في دعم المواطنين وتعزيز قدرتهم على مواجهة انتشار فيروس "كورونا".

كما شهدت مدينة الخليل مبادرات لافتة، منها ما أعلن عنه مصنع لإنتاج ملابس واقية من الفيروسات، ناهيك عن أخرى تتعلق بالتعليم عن بعد في المدارس والجامعات، لعدم إضاعة العام الدراسي على الطلبة.