افتتح السفير الياباني في لبنان تاكيشي أوكوبو، ومدير شؤون الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، المركز الصحي في مخيم الجليل- بعلبك، الممول من السفارة اليابانية، وذلك في احتفال أقيم في قاعة مدرسة القسطل في المخيم، بحضور رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، وممثلي اللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية.
بدايةً ألقى السفير أوكوبو، كلمة جاء فيها: "يسرني أن أكون معكم اليوم، للاحتفال باستكمال أعمال تأهيلية في مخيم الجليل (ويفل) للاجئين الفلسطينيين عبر مشروع مولته حكومة اليابان ونفذته وكالة الأونروا".
وأضاف: "للأسف، وعلى الرغم من المساعدات الدولية التي يتلقاها الشعب الفلسطيني في قطاعات عدة، إلا أن معاناة اللاجئين الفلسطنيين في لبنان ما زالت مستمرة في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة. لذلك واستجابة للاحتياجات الملحة للاجئين الفلسطينيين قررت اليابان تقديم منحة قدرها مليون دولار أمريكي للأونروا، بهدف تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية، ومعالجة مشاكل شح وتلوث المياه في المخيم، وأنا أفتخر أن أعلن اليوم أنه تم تحقيق هذه الأهداف بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الوكالة، إذ تم تجهيز مركز طبي تابع للأونروا بأحدث المعدات والمستلزمات الطبية، لتوفير عناية صحية آمنة وفعالة لمرضى المخيم".
وأشار إلى أن "المشروع ساهم في ضمان حصول الفلسطينيين على كميات كافية ومستدامة من المياه، عبر حفر بئر مياه جديد في المخيم، وتزويدهم بحاجاتهم من المياه النقية".
وقال:"ستبقى اليابان ملتزمة بدعم المبادرات الإنسانية والتنموية التي تساهم في تأمين الخدمات الأساسية للمجتمعات اللاجئة والتخفيف من وطأة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية عليها".
وتحدث رئيس بلدية بعلبك الحاج فؤاد بلوق فقال: "في الوقت الذي يتم اليوم افتتاح مركز صحي داخل المخيم ممولة من اليابان ، فإن الأونروا بشخص مديرها في لبنان قدمت وما زالت تقدم المساعدات للمخيم وسكانه، وهذا يدل على ما تتحلون به من مشاعر إنسانية نبيلة، وأصبحت للأسف نادرة على الصعيد الدولي بسبب الهيمنة الأميركية وتجاهلها لحقوق الشعوب وقضاياهم المحقة".
وتابع: "نعلم جميعاً حجم الأزمة والضائقة الإقتصادية والمالية التي يعاني منها وطننا الحبيب لبنان، والتي انعكست سلباً على قدرات المجالس البلدية التي حجبت عنها عائدات الصندوق البلدي المستقل والهاتف الخليوي منذ أكثر من سنتين، الأمر الذي جعلها عاجزة عن تأمين حتى رواتب العمال والموظفين، فكيف هو الحال بسائر الخدمات وكلفة المشاريع التنموية، وزاد من الأعباء الملقاة على عاتق البلدية أزمة النزوح السوري، والضغط على البنى التحتية والخدمات وفرص العمل، وفي الوقت نفسه لم يقم المجتمع الدولي بواجبه المطلوب تجاه المجتمع المضيف للنازحين، وبدل التوجه في مساعداته نحو الهيئات الرسمية والسلطات المحلية، فتح باب الفساد على مصراعيه بتعاطيه مع الكثير من الجمعيات التي قصرت عن عمد أو سوء إدارة في تنفيذ المشاريع، وخصصت معظم الأموال للدراسات ولرواتب الموظفين من الأقارب والأصدقاء والمحظيين لديها".
وقال: "نحن نتطلع إلى من يتحلون بإرادة الخير والعطاء، ويسعون إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة في مدينة بعلبك التي تفتح قلبها وتمد يديها لاستقبال كل الزوار والوافدين إليها، سواء الراغبين في رؤية قلعتها التي صنفتها منظمة الأونيسكو ضمن التراث العالمي، أم للتمتع في رحاب مواقعها الأثرية والدينية والبيئية والسياحية، لدعمنا ومساندتنا في تنفيذ المشاريع التي تضمنها خطتنا الإستراتيجية للمدينة، والتي تعود بالفائدة على كل المقيمين فيها".
وتحدث خالد عثمان باسم اللجنة الشعبية الفلسطينية في المخيم، فقال: "الشكر لكم على تجهيز هذا الصرح الطبي في مخيم ويفل، والذي يساعد كثيراً على التخفيف من معاناة شعبنا". مطالبًا بتقديم المساعدة لتأمين محطة تكرير للمياه في المخيم، لتصبح صالحة للشرب، مما يساهم في حل مشكلة تلوث المياه".
وأشار كوردوني إلى أن "حكومة اليابان وقعت الأسبوع الماضي اتفاقية جديدة بقيمة 22.4 مليون دولار مع الأونروا لتوفير تمويل حيوي للخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، ودعم اليابان المستمر والسخي يحمي توفير خدماتنا، ويساهم في الاستقرار في حياة اللاجئين الفلسطينيين، وفي استقرار منطقة الشرق الأوسط".
وتابع: "جميعنا يعرف الظروف الصعبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية، وهو أمر نشهده بشكل خاص في مخيم الجليل، حيث أن فرص العمل قليلة، إلى جانب الظروف المناخية القاسية، كانت دائمًا من الأمور التي يعاني منها هذا المخيم، وبفضل هذا المشروع الذي مولته اليابان بمبلغ مليون دولار أصبح المخيم يتلقى إمدادات إضافية من المياه، بعد حفر بئر عميق، وإصلاح بئر آخر، وتوسيع شبكة توزيع المياه، وتزفيت الطرقات، وقد تم توصيل حوالي 400 منزل في المخيم بشبكة إمدادات المياه، ويستفيد تقريباً 10 آلاف فلسطيني من هذا المشروع".
ونوه بالدعم الياباني "الذي أدى إلى نقل العيادة الطبية من خارج المخيم إلى داخله، وتجهيزها لتوفير جميع الخدمات الأساسية، وقد استفاد بشكل خاص من هذا المركز المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة".
وقال: "نحن ممتنون بشكل كبير للدعم الذي تقدمه اليابان، ونقدر التزام هذا البلد تجاه اللاجئين".
وأشار إلى أن "الشراكة مع اليابان تعود إلى عام 1953، وفي عام 2019 كانت حكومة اليابان ثامن أكبر مساهم في الأونروا، ولعبت دوراً حاسماً في الاستقرار المالي للوكالة، إن مساهمة اليابان في برامج الأونروا المختلفة اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ظل هذه المرحلة الصعبة للغاية التي تمر بها الوكالة على الصعيدين السياسي والمالي".
بعد ذلك قص السفير أوكوبو وكوردوني وبلوق شريط الافتتاح للمركز الصحي.
هذا وقد زار المدير العام يرافقه مدير منطقة البقاع حمد موح، ومسؤولة إعلام الأونروا في لبنان، رئيس بلدية بعلبك ومفتي بعلبك الهرمل فضيلة الشيخ خالد صلح والمطران الياس رحال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها