ناقش سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي، مع وزير خارجية اليونان السابق، عضو البرلمان، مسؤول السياسة الخارجية في حزب "سيريزا"، يورغوس كاتروغالوس نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وتداعياتها على واقع الحقوق الوطنية الفلسطينية، واستقرار وأمن منطقة شرق المتوسط بشكل عام.
وقال طوباسي خلال اللقاء الذي جرى في مقر البرلمان اليوناني، اليوم الأربعاء، إن النتائج كانت تعبيرا واضحا عن تفشي ثقافة الكراهية والعنصرية والتطرف في إسرائيل، والخطاب اليميني الشعبوي المتطرف طغى على البرامج السياسية للأحزاب المتنافسة، والقائم على العنصرية والقمع والتحريض والاستهتار بالقانون الدولي.
وأضاف، أن الأحزاب الصهيونية والقومية الدينية، تنافست على تأييد "صفقة القرن"، لضم الأراضي والمستوطنات، ومواصلة انتهاك حقوق شعبنا، ورفض أي فكرة للسلام العادل والثابت، من خلال تأكيدها في برامجها على استكمال تثبيت المشروع الصهيوني ضد شعبنا في كل ارض فلسطين التاريخية، ما أكد أن المتنافسين في التكتلين الرئيسيين هم وجهان لعملة واحدة، في غياب اي برامج لهم تتعلق بالبحث عن فرص سلام حقيقية بإنهاء الاحتلال.
وأكد طوباسي، أن نتائج الانتخابات عززت من جهة طبيعة النظام السياسي الإسرائيلي لدولة مارقة تهين القانون الدولي، ومن جهة أخرى صمود شعبنا في الأراضي 1948 أصحاب الأرض الأصليين وثباته في وجه سياسات الأبرتهايد، ومحاولات الترحيل، وقانون القومية العنصري، من خلال ما حققته القائمة المشتركة من نتائج متقدمة ومشرفة مثلت وحدة شعبنا ودعم ما تبقى من قلة لليسار الإسرائيلي.
واشار الى أن ما عزز استمرار الواقع القائم اليوم، هو التعاطي الخجول من طرف المجتمع الدولي مع تلك المعطيات، وعدم مواجهة الاتحاد الأوروبي لها، وللسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال والاستيطان، ما ساهم في عدم تطبيق القرارات الدولية واحترامها.
وطالب السفير بتجاوز المواقف الخجولة في إدانة إسرائيل، وعدم الاكتفاء بالبيانات اللفظية، والعمل على مراجعة الاتفاق الأوروبي مع إسرائيل، وفرض عقوبات عليها، تتفق والقانون الدولي ومبادئ نشوء الاتحاد.
ودعا إلى تفعيل دور اليسار الأوروبي، من خلال رؤية واضحة تقوم على أساس مطالبة الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق الرؤية الفلسطينية للسلام التي قدمها الرئيس محمود عباس، وضرورة التعاطي مع إسرائيل باعتبارها دولة احتلال وتمييز عنصري بالمحافل الأوروبية والدولية.
من جهته، جدد كوتروغولس التأكيد على موقف حزبه الرافض للاستيطان والاحتلال، وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود عام 1967، استنادا لمبدأ حل الدولتين، وما يشمله من طريق للسلام.
واتفق الطرفان على مواصلة التشاور المستمر، كما وجه السفير طوباسي دعوة لوفد من الحزب لزيارة فلسطين في الربيع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها