تقرير: علي وهيب

قال نواب وأكاديميون ومحللون مصريون، إن حماس شريكة في صفقة القرن وأدوارها باتت مكشوفة، وأن تنقل قادتها بين االدول يضر بالتمثيل الفلسطيني ويصب في محاولاتها الدائمة طرح نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد النائب المصري مصطفى البكري، أن حركة حماس ليست ضد "صفقة القرن" وهي شريكة فيها قبل إعلانها حيث اتفقت عليها مع الأميركان والإسرائيليين والتنظيم الدولي للإخوان، ويجب في هذه الفترة فضح هذه الأدوار وحقيقة المواقف، وما تقوم به حركة حماس من مساعٍ مشبوهة ضد القيادة الشرعية هدفه تمرير المشروع الحمساوي وهو دويلة أو إمارة في قطاع غزة .

وقال بكري، إن حماس ستبقى على مواقفها الحالية ومماطلاتها لإفشال الوحدة الوطنية الفلسطينية لأن عودة اللحمة بين قطاع غزة والضفة الغربية يعني إنهيار مشروع "حماس"، مضيفا إن العالم بدأ يدرك تماما ما تقوم به حماس من مساعٍ لفتح قنوات اتصال مع أطراف إقليمية، ويعلم جيدا إن قيادة منظمة التحرير والشرعية الفلسطينية تريد إنهاء الانقسام فعليا وتريد وضع حد نهائي له وتريد أن تعبر بالمجتمع الفلسطيني إلى الديمقراطية والإنتخابات وإلى شراكة وطنية حقيقية قائمة على أسس سياسية واضحة المعالم.

من جانبه أكد نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية مصطفى يوسف، إن تنقل قادة حركة حماس من دولة الى دولة هدفه الوحيد هو بيع الدم الفلسطيني للمتآمرين والعودة لبناء تحالفات بصورة صريحة، معتبرا أن حماس لا تسعى الى مصالحة ولا إلى إنتخابات وإنما تبحث عن إقامة دويلة أو إمارة في قطاع غزة وأن تكون مندوبا لبعض دول الإقليم.

وقال يوسف، حماس تواصل ألاعيبها وهناك البعض يعتقد أنها تمثل الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، ولكن لا تمثل إلا نفسها بأعمالها وأنشطتها التآمرية وزج القضية العادلة التي تعتبرها الدول العربية من أولى إهتماماتها في خلافات خارجية لتواصل مؤامرتها الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا الخضوع الحمساوي مع أطراف وأقاليم دولية يتناقض مع القرار الفلسطيني المستقل والجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس من أجل إقامة دولة فلسطينية.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستقبل إياد الكردي، إن مشروع فصل قطاع غزة والتعامل معه في سياق منفصل عن مجمل القضية الفلسطينية هو ما تريده حركة حماس، وإن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يعتقد في جولاته الخارجية أن يحل مكان منظمة التحرير الفلسطينية وأن يحاول تقديم نفسه بديلا عن الشرعية الفلسطينية، ولكن مساعيه فشلت لأن الشعب الفلسطيني ملتزم بالوحدة ودعم قرارات الشرعية، مضيفا أن هذه المصالح والتفكير الحزبي الضيق سيضر بالقضية الفلسطينية التي هي أصلا في منعطف خطير.

إلى ذلك أكدت مساعدة رئيس تحرير جريدة المسائية رضوى السيسي، إن ما قامت به حركة حماس من الإرتماء في أحضان من يقدم لها الدعم المالي والسلاح لا أظنه يتفق مع شرف المقاوم، مؤكدة إنه لا بد من أن يعلم الجميع أن حماس هي الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية، وأنها وحدها من تتحمل مسؤولية إفشال كل مبادرات التسوية التي سعت مصر الى تحقيقها منذ عام 2001 مرورا باتفاق 2017 نهاية بما نراه الآن على أرض الواقع من ألاعيب مكشوفة خاصة فيما يتعلق بالانتخابات التي أعلن الرئيس محمود عباس عنها من الأمم المتحدة، وهي لم تعد مصدر ثقة حتى للسلطة الوطنية التي قدمت كل ما يمكن تقديمه لتحقيق المصالحة.

من جانبها أكدت رئيسة الشؤون العربية في جريدة روز اليوسف شاهيناز عزام، إنه يتأكد يوما بعد يوم أن هذا الانقسام يصب في خدمة استراتيجية إسرائيل، وجوهرها عدم إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967، وهناك مخطط يمكن رؤيته بدقة من خلال الاطلاع على سلسلة التفاهمات التي تجريها حماس بواسطة جهات إقليمية مع دولة الاحتلال، وبتقديري أن هذا المسعى كله يندرج في سياق ترتيب المسرح لتنفيذ صفقة القرن التي يمثل فصل قطاع غزة أحد أركانها الأساسية، منوهة إلى أن حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني لانها باعت نفسها لمن يدفع ولمن يبحث لها عن مصلحة حزبية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت: "إن حماس تاجرت بالدم الفلسطيني والمصلحة الوطنية هي أبعد ما يكون بالنسبة لها، وإقامة دويلة في غزة هي ما تريده حماس الآن، مشددة على أن هذا لن يحدث لأن الشعب الفلسطيني شعب متعلم ويقف خلف قيادته الشرعية ولن يقبل إلا بالوحدة الفلسطينية وفكرة إقامة إمارة إسلامية في غزة هو تكريس للانقسام وللمشروع التصفوي للقضية الفلسطينية".

وقالت: "إن حركة حماس بمماطلتها الحالية أصبحت جزءا من صفقة القرن وهي شريكة مع إسرائيل في محاولة الترويج والاستفادة من هذه الصفقة وتقديم نفسها كحاكم لدولة غزة في خطوة خطيرة، ووافقت على بنود تلك الصفقة المشبوهة كإقامة ما يسمى مستشفى ميدانيا في شمال قطاع غزة، وهو عار على حركة حماس ان تسمح بإقامته بدلا عن المطالبة بالوحدة الوطنية الفلسطينية".

وقال المحلل السياسي أحمد عز العرب، إن تدخل حركة حماس في الشؤون الداخلية للدول هي إضرار بالقضية الفلسطينية في وقت تحتاج القضية الى أصوات داعمة لحماية المشروع الوطني فعلاقات حماس المشبوهة مع المتآمرين والسماح بفتح قاعدة عسكرية أميركية تحت مسمى مستشفى مقابل وقف المقاومة التي تتفاخر بها حماس دائما، مؤكدا إن ما يجري تحت شعار القضايا الإنسانية وخوفا على أهلنا في غزة على حساب الحل السياسي للقضية الفلسطينية هو أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية في هذه المرحلة.

وأوضح أن تقبيل الأيادي هي ثقافة إخوانية للخضوع لأولي الأمر، ولمن يدفع أكثر وهذا سيؤثر بالطبع على القضية والمشروع الفلسطيني، منوها إلى أن حماس وإن وافقت على الانتخابات لكنها ستكون عائقا في تنفيذها ولن توفر البيئة الملائمة لعقدها، وأنه رغم تغني قياداتها ظاهريا برفض صفقة القرن لكن ما يجري على الأرض الآن هو تقاطع مصالح دولة الاحتلال وأطراف إقليمية وحماس في تعزيز الانقسام في غزة، على أمل أن تمر المؤامرة على الشعب الفلسطيني وإنهاء المشروع الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والقبول بكيان هزيل في قطاع غزة.

وتساءل عز العرب، لماذا لا تقوم حركة حماس بتنفيذ إتفاق المصالحة الفلسطينية التي وقعت عليه بتاريخ 12-10-2017 ؟ ولماذا يواصل قادتها نشر الأكاذيب والافتراءات والهجوم على الرئيس محمود عباس الذي يقف سدا منيعا في وجه المؤامرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية ويقول "لا" لـ "صفقة القرن"؟ فكل هذه المعطيات تجعلنا نوجه أصابع الاتهام لقيادة حركة حماس الانقلابية التي ترفض المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير وتسعى لإقامة دولتها المزعومة في غزة، بدعم تفاهمات ومساعٍ مع أطراف دولية تعمل ليل نهار لتقويض المشروع الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس قال مرارا لن تكون هناك دولة فلسطينية في غزة ولا بدونها.