بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الإثنين ٢٨-١٠-٢٠١٩

 

*فلسطينيات

الحكومة: مستشفى المطلع قدم فواتير بقيمة 68 مليون شيقل فقط ودفعنا 37% من المبلغ المطلوب

 قال الناطق الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، إن مستشفى المطلع قدم فواتير بقيمة 68 مليون شيقل فقط، والحكومة دفعت ما قيمته 25 مليون شيقل، أي 37% من المبلغ المطلوب حسب الفواتير‪.‬
وأكد ملحم، في بيان صحفي، أنه ليس صحيحاً مبلغ الـ 200 مليون شيقل، ورغم ذلك طلبت الحكومة من مدير المستشفى وليد النمورة تقديم أي مبالغ أخرى غير الواردة في فواتير الـ 68 مليون شيقل.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية اجتمع في وقت سابق اليوم، مع وزيري المالية شكري بشارة، والصحة مي كيلة؛ لبحث أوضاع مستشفيات القدس وآليات دعمها والحفاظ عليها، ودراسة حلول جذرية للأزمات المالية التي تعاني منها.
وقال اشتية إن وزارة المالية حوّلت مبلغ 20 مليون شيقل لمستشفى الأوغستا فكتوريا-المُطّلع، إضافة إلى 5 ملايين شيقل تم تحويلها قبل يومين، لمواصلة عمله كالمعتاد عقب إعلانه نفاد أدوية السرطان من مستودعاته.
وطالب اشتية المستشفيات بإرسال فواتيرها بشكل منتظم وشهري، ودعا الوزيرين لتسريع عمل الفرق الفنية في وزارتيهما بالتدقيق في الفواتير.

 

*مواقف فتحاوية

"فتح" تدين استمرار الاعتقالات السياسية بحق أبنائها في قطاع غزة

أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الاعتقالات السياسية التي تشنها مليشيات "حماس" في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان صحفي صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الاثنين، إن "حماس" ما زالت تعتقل العشرات من أبناء حركة فتح في سجونها ومقراتها، ومن بينهم أمين عابد، وعبد الله الحويحي، وسامر النمس، وهيثم مسعود، ومحمد أبو غوش، وخالد الغزالي، وذلك في إطار سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها بحق كل من يخالفها الرأي.
وأوضحت أن اعتقالهم واحتجازهم يتم في سجون تفتقد لأدنى المعايير الإنسانية، داعية أبناء شعبنا في الضفة الغربية للتضامن مع معتقلينا السياسيين في سجون الانقلابيين في قطاع غزة.


*مواقف "م.ت.ف"

عشراوي: السلم والأمن المجتمعي لا يكون إلا بوجود امرأة متسلحة بكامل حقوقها
 
أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، اليوم الأحد، على دور المرأة الفلسطينية الطليعي والمميز ونضالها المتواصل ضد الإجحاف المتراكم من مختلف مواقعها .

وأثنت عشراوي في بيان صحفي، لمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، الذي يصادف 26 تشرين أول من كل عام، على الدور الكبير الذي تلعبه نساء فلسطين في النضال الوطني وحق تقرير المصير والحرية والكرامة وفي بناء الدولة والمجتمع باعتبارها شريكا أساسيا وفاعلا ومكونا أصيلا في تحصين شعبنا وحمايته من خلال صيانة التعددية والديمقراطية الفلسطينية.

وأشارت إلى أهمية وجود تشريعات منصفة ونظام قانوني يساهم في حماية المرأة وتعزيز نظام الرقابة والمساءلة، ومواءمة القوانين المحلية مع الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" والقرار الأممي 1325، وإعلان بيجين وخطة العمل المنبثقة عنه عام 1995، وقبله إعلان مكسيكو عام 1975، وكوبنهاغن عام 1980، ونيروبي عام1985، والعمل على ضمان تنفيذ وتطبيق هذه القوانين في مختلف المجالات ومساءلة جميع الجهات التي تجحف بحقها.

وطالبت بإقرار قانون حماية الأسرة من العنف وقانون العقوبات وقانون الأحوال الشخصية بشكل عاجل، كما وشددت على ضرورة حماية حقوق المرأة الفلسطينية بما في ذلك حقها بالميراث ومواجهة العنف ضدها والوقوف في وجه سوء استخدام الدين والعادات والتقاليد لتبرير الظلم المركب الواقع عليها بهدف إقصائها وتهميشها، وقالت: "إن تحصين المجتمع لا يتم إلا بتحصين المرأة، وإن السلم والأمن المجتمعي لا يكون إلا بوجود امرأة متسلحة بكامل حقوقها".

كما وشددت على أهمية التنفيذ الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بشأن تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 30% في جميع مؤسسات دولة فلسطين، ولفتت الى ضرورة صياغة خطة وطنية لتمكين المرأة وتكوين مجموعات ضغط ومناصرة لدعمها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتعزيز مشاركتها الفاعلة في العمل السياسي ومواقع صنع القرار، وترسيخ الوعي المجتمعي العام تجاه حقوقها ومواجهة جميع أنواع التمييز المجحفة بحقها.

وحيّت عشراوي صمود المرأة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص النساء الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر والمقدسيات اللواتي يتعرضن إلى التطهير العرقي والتهجير القسري بشكل يومي، ونسائنا في أماكن اللجوء والمنافي، كما حيّت الأسيرات في سجون الاحتلال اللواتي قدمن التضحيات الجسام على درب الحرية والاستقلال، واستذكرت الشهيدات اللواتي دفعن أرواحهن فداء للوطن.

 

*اسرائيليات
الاحتلال يهدم جزءا من سور مدرسة "التحدي 17" جنوب غرب جنين
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، جزءا من سور مدرسة التحدي 17، واستولت على "كونتينر" تستخدمه المدرسة كمقصف، في قرية ظهر المالح المعزولة خلف جدار التوسع العنصري جنوب غرب جنين.
وكان هناك قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية وداهمت المدرسة وأعلنت محيطها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت الطلبة والأهالي من الاقتراب منها، قبل ان تهدم جزءا من سورها الخارجي.

 

*عربي ودولي

القاهرة: مؤتمر "ضباط الاتصال" يؤكد دعمه لتوجه فلسطين للانفكاك عن الاحتلال الاسرائيلي

أكد المؤتمر الـ93 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لـ "إسرائيل"، عن دعمه لتوجه دولة فلسطين بالانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة النظر في الاتفاقيات والبروتوكولات الاقتصادية الموقعة مع إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، كما أكد أهمية العمل على تعزيز التعاون والتنسيق بين الأمانة العامة ومنظمة التعاون الإسلامي باتجاه تطوير آليات المقاطعة الإسلامية وتكاملها مع المقاطعة العربية والدولية‪.‬
وطالب المؤتمر الذي اختتم أعماله، اليوم الإثنين، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة سعيد ابو علي، وعدد من ممثلي الدول العربية، وممثل منظمة التعاون الاسلامي، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، التي أعلنت في وقت سابق تأجيل نشر "القائمة السوداء" للشركات العالمية والإسرائيلية التي تعمل وتقدم خدمات للمستوطنات المقامة على الأراضي العربية المحتلة (الضفة الغربية والجولان العربي السوري)، بنشر القائمة السوداء وعدم الرضوخ لأي ضغوط تحاول منع تداول أسماء الشركات المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان والواردة في القائمة السوداء‪.‬
وأشاد المؤتمر، بمواقف بعض الهيئات والشركات الدولية التي قررت عدم التورط في انتهاكات حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها: الكنيسة الإنجليكانية لجنوب أفريقيا‪ (ACSA) ‬التي قررت بالإجماع دعم حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل‪ (BDS) ‬حتى تنهي احتلالها العسكري لفلسطين، كما أشاد بقرار الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأميركية التي سحبت استثماراتها من شركات داعمة للاحتلال الإسرائيلي‪.‬
ودعا المؤتمر إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الأمانة العامة ومختلف الجهات المتضامنة والداعمة  لحقوق الشعب الفلسطيني والمؤمنة بمبادئ القانون الدولي لتدعيم وتوسيع المقاطعة باعتبارها أداة ضغط اقتصادية في نطاق الحرص على التصدي لمخططات الاحتلال وممارساته العدوانية العنصرية والعمل على إنفاذ أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال‪.‬
كما استنكر المؤتمر محاولات تجريم الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل‪ (BDS)‬، خاصة وأن القانون الدولي كفل للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال مقاومته بكل السبل المتاحة، واعتبر أن حركة المقاطعة‪ (BDS) ‬جزء من المقاومة السلمية المشروعة ضد الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي‪.‬
وأكد أهمية متابعة وتعزيز عمل أجهزة المقاطعة العربية في متابعة جهودها وأنشطتها في تطبيق أحكام المقاطعة العربية وذلك استنادًا لقرار قمة تونس المنعقدة بتاريخ 31 مارس 2019 الذي نص على أن "مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ونظامه الاستعماري، هي إحدى الوسائل الناجعة والمشروعة لمقاومته وإنهائه وإنقاذ حل الدولتين وعملية السلام"، مُثمنًا التنسيق بين ضباط الاتصال في المكاتب الإقليمية منوهًا إلى ضرورة تعزيز التواصل والمتابعة مع المكتب الرئيسي للمقاطعة، فيما يتعلق بتنفيذ القرارات والتوصيات، وفي إطار جهود ضباط الاتصال في متابعة المستجدات ذات الصلة بأحكام المقاطعة العربية‪.‬
كما عبر عن تقديره لما تحققه حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل‪ (BDS) ‬من تقدم واتساع وتأثير في مواجهة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الأبارتهايد الإسرائيلي، ومن أجل تحقيق الحرية والعدالة في فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير‪.‬
وترأس وفد دولة فلسطين في المؤتمر: مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير السفير أنور عبد الهادي، والسفير المناوب بالجامعة العربية مهند العكلوك، والمستشار جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية‪ .‬
من جانبه قال عبدالهادي، إن نتائج المؤتمر هي عبارة عن رسالة سياسية، واقتصادية، مفادها بأن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة كل ما يحاك ويخطط له، ورسالة أيضا أن الأمة العربية داعمة وبجانب الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال، وإن أي علاقة عربية أو إسلامية مع إسرائيل في هذه المرحلة هي ضرر للشعب الفلسطيني‪.‬
كما أكد أن زيارة فلسطين هي زيارة للسجين وليس للسجان، ومن أجل مشاهدة الجرائم والانتهاكات التي تُمارس يوميا بحق الشعب الفلسطيني الذي يحتاج الدعم والمؤازرة.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

حركة "فتح" تُشارك في افتتاح معرض "الكتاب العربي" الرابع في صور
  شارك القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبد الله في حفل افتتاح معرض "الكتاب العربي" الرابع الذي نظَّمته جمعية "هلا صور" الثقافية الاجتماعية داخل قاعة الجامعة الإسلامية في مدينة صور، برعاية وحضور النائب في البرلمان اللبناني علي خريس، وشخصيات رسمية وشعبية وسياسية فلسطينية ولبنانية وعربية.

وجال العميد توفيق عبد الله في أجنحة المعرض مُبديًا إعجابه بما احتوته من إنتاج أدبي قيّم.

وفي تصريح صحفي نوَّه العميد توفيق عبد الله بأهميّة المعرض وبجهود منظّميه، وأشاد بدور الكتاب في دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني مُثمِّنًا جهودَ جمعية "هلا صور" والجامعة الإسلامية وملتقى الجمعيات الأهلية في صور، ودورها في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بشكل حضاري ووطني وقومي وإنساني.

من جانبها، رحّبت إدارة المعرض والجمعية بوجود العميد عبد الله لافتةً إلى أنّه يغني المعرض بحضوره وتأكيده على أهميّة الكتاب في العصر الحاضر. 

يُشار إلى أنَّ معرض "الكتاب العربي" الرابع يضمُّ مجموعةً من الكتب التي ترمز إلى القضية الفلسطينية وقضايا عربية ودولية، إلى جانب منشوراتٍ عربية وأجنبية تؤكِّد حقَّ شعبنا الفلسطيني في استعادة أرضه وحقوقه وإقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس.

 

*آراء
الوقايةُ خيرٌ من العلاجِ.. وأقلُّ كلفةً| بقلم: د.خليل نزّال
الوقايةُ هي تحصينُ الذّاتِ ضدَّ كلِّ ما يهدِّدُ الفردَ أو المجتمعَ من أخطارٍ وأمراضٍ، وهي التعبيرُ العمليُّ عن الإيمانِ باللهِ، إذ إنّها اختزالٌ حقيقيٌّ للقولِ المأثورِ: اعقِلْ وتوكّلْ، فليس المؤمنُ مَن يستسلمُ للصُّدفةِ أو الحظِّ وإنّما هو من يُعدُّ لكلِّ الاحتمالاتِ ويجهزُّ نفسَهُ لأسوئها، ليس من بابِ التّشاؤمِ وإنّما من منطلَقِ القناعةِ بأنَّ واجبَهُ يقتضي الاستعدادَ لمواجهةِ الخطرِ وبعدَ ذلكَ يتركُ أمرَهُ لمشيئةِ الله. ليس هناكَ استثناءٌ، فكلُّ جانبِ من جوانبِ الحياةِ تنطبقُ عليهِ هذه القاعدةُ الذهبيّةُ التي تشكّلُ خلاصةَ التجربةِ الإنسانيّةِ عبر التاريخِ. ينطبقُ هذا على توفيرِ مستلزماتِ الصّمودِ ضدّ الأعداءِ، مثلما ينطبقُ على اتخاذِ الاحتياطاتِ اللازمةِ ضدَّ الظّواهرِ الطبيعيّةِ وضدَّ الأمراضِ والأوبئةِ المختلفة. هكذا نفهمُ مسألةَ التوكّلِ على الله وإيمانَنا بأنّهُ "لنْ يصيبَنا إلّا ما كتبَ اللهُ لنا"، لأنَّ توكّلنا على الله هو الذي يدفعُنا على سبيلِ المثالِ إلى تركيبِ موانعِ الصّواعق فوق بيوتِنا، ثمَّ التضرّعِ إلى اللهِ عندَ اشتداد الرّياحِ ونزولِ الأمطارِ وما يرافقُها من رعدٍ وبرقٍ والدّعاءِ بأنْ يلطُفَ بنا.

غنيٌّ عن القولِ إنَّ الوقايةَ ليستْ خيارًا واحدًا ضمن خياراتٍ متعدّدةٍ يمتلكُ الإنسانُ تَرَفَ المُفاضَلةِ بينَها، وهي بحُكمِ نجاعتِها تتجاوزُ الاختيارَ لتصبحَ في مصافِّ الواجباتِ. فالوقايةُ هي خيارُ الفقراءِ والضّعفاءِ قبلَ غيرِهم، لأنّها ببساطةٍ لا تحتاجُ سوى إلى جزءٍ يسيرٍ من مستلزماتِ العلاجِ في حالةِ وقوعِ المرَضِ. والمرضُ هنا قد يأخذُ شكلَ غزوٍ أجنبيٍّ أو أسرابِ جرادٍ أو مرضٍ فتّاكٍ أو سيولٍ جارفةٍ أو نقصٍ في الثّمراتِ، لا فرْق، لأنَّ مواجهةَ هذهِ الحالاتِ الطارئةِ ستكونُ بحاجةٍ إلى أضعافِ ما نحتاجُهُ لتحصينِ أنفسِنا ضدّها.

يمثّلُ قطاعُ التّأمينِ بكلِّ أشكالِهِ واحدةً من أهمِّ وسائلِ الوقايةِ والاستعدادِ لما قد تأتي بهِ الأيّامُ، لذلكَ لا بدَّ أن يكونَ هذا القطاعُ خاضعًا للرّقابةِ الدّائمةِ بما يضمنُ قيامَهُ بواجباتِهِ، فهو أحدُ أعمدةِ الاقتصادِ في كافّةِ دولِ العالَمِ، وهو أحدُ مرتكزاتِ الثّقةِ في العلاقةِ بين المواطِنِ والنظامِ السياسيِّ والاقتصاديِّ، إضافةً إلى كونِهِ مساهمًا رئيسًا في نموِّ الاقتصادِ واستثمارِ رأسِ المالِ الوطنيِّ في ما ينفعُ النّاسَ. وهذا الدّورُ الذي يقومُ به قطاعُ التأمينِ يستدعي أن تقومَ الدّولةُ (الحكومةُ) بالمشاركةِ في إنجازهِ وخاصّةً في الجوانبِ المتعلقةِ بالمستقبلِ أو في حالاتِ المرضِ أو العجزِ عن العمل.

يبقى المجالُ الأكثرُ قربًا وتطابقًا مع مقولةِ "درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطارِ علاجٍ" هو مجالُ الوقايةِ من الأمراضِ باستخدامِ اللقاحاتِ المتوفّرةِ والتي تضمنُ الآنَ حمايةً من معظمِ الأمراضِ المُعديةِ والسّاريةِ المعروفةِ. ويجب التأكيدُ هنا أيضًا أن تعميمَ التلقيحِ المجانيِّ هو الخيارُ الأوّلُّ والأقلُّ كلفةً في الدّولِ ذات الإمكانيّاتِ المحدودةِ والتي لا تتوفّرُ فيها إمكانيّاتُ ووسائلُ العلاجِ لكثيرٍ من الأمراضِ. لقد استطاعت برامجُ التّلقيحِ الإجباريِّ والمجانيِّ أن تُجنّبَ البشريةَ مخاطرَ الأوبئةِ الفتّاكةِ، فقد تمّ القضاءُ نهائيًّا على مرضِ الجدري، وتمَّ الحدُّ بشكلٍ جذريٍ من خطر شللِ الأطفالِ والتهابِ الكبدِ الوبائيِّ وعشرات الأمراضِ الأخرى. ويشكّلُ الاهتمامُ بتطبيقِ برامجِ التلقيحِ بشكلٍ شاملٍ ومنتظمٍ فرصةً نادرةً للتغلّبِ على الكثيرِ من العقباتِ التي تعترضُ الرّعايةَ الصحيّةَ في فلسطينَ، وخاصّةً مسألةَ التحويلاتِ الطبيّةِ المُكلِفةِ، إضافةً إلى إنقاذِ المواطنينِ من ذوي الدّخلِ المحدودِ من الوقوعِ في خطرِ العلاجِ المُكلفِ في المستشفياتِ الخاصّةِ. هذا بالطبعِ بالإضافةِ إلى العديدِ من وسائلِ الوقايةِ ضدَّ أمراضِ العصرِ كالسّمنةِ والسّكري وارتفاع ضغطِ الدمِ وغيرها من الأمراضِ التي تستنزفُ صحّةَ الإنسانِ وجَيبَهُ وتثقلُ كاهلَ القطاعِ الصحيّ والموازنةَ العامّة. 

*المؤمنُ القويُّ خيرٌ من المؤمنِ الضّعيفِ، والقوّةُ بحاجةٍ إلى توفيرِ كلّ مستلزماتِ المقاومةِ ضدَّ الأمراضِ، ولا فرق بينَ مرضِ الاحتلالِ والاستيطانِ وبين مرضِ الجدري أو الحصبة.. كلّها أوبئةٌ بحاجةٍ إلى أنْ نكونَ دومًا أقوياءَ في وجهِها، وأنْ نُعدَّ لها ما استطعنا من قوّةٍ ورباطِ الخَيْلِ... ومن التلقيحِ أيضًا.