لم يكن ولن يكون بوسع تقرير صحفي محشو بالمغالطات وشائعات الغايات التآمرية البغيضة، كالذي نشرته الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، وفبركت بتقولاته، إحداث توتر في العلاقات الفلسطينية السعودية (!!) نقول ليس بوسع تقرير من هذا النوع، ولن يكون بوسع أي تقرير آخر على شاكلته، أن يعكر صفو العلاقات الفلسطينية السعودية، إذ هي علاقات الأخوة بعمقها التاريخي، وأصالتها التي جعلتها طوال هذا التاريخ، ولا تزال تجعلها العلاقات غير القابلة للتشكيك والتشويش المغرض، وحيث المملكة العربية السعودية، لم تتوانَ يومًا عن التعبير عن موقفها المساند لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة، ونضاله العادل، تحت راية ممثّله الشرعي والوحيد، منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة تشديدها المتواصل على موقفها التاريخي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا إلى جانب دعمها المالي الذي لم يتوقف يومًا.
لا تريد (إسرائيل) اليمين العنصري المتطرّف، من وراء هذا التقرير، الذي هو تقريرها في غاياته السياسية دون أدنى شك، سوى الترويج لأكاذيب نتنياهو عن توسع علاقاته العربية (!!) وأنَّ هذا التوسُّع يأتي على حساب علاقات فلسطين مع أشقائها، وتاليا ضرب المعنويات الفلسطينية بروحها العربية، كي تصاب بالعدمية وحتى تعود منقطعة الجذور، وعلى نحو ما يدمر حتى شخصيتها الوطنية وكينونتها السياسية!! وبالقطع هذا ضرب من ضروب المستحيل، وبالقطع أيضًا هذا ضرب من ضروب أوهام الفكرة العنصرية التي لا تدرك أنّ علاقات فلسطين العربية ليست علاقات تاريخ وحضارة وعقيدة وثقافة واحدة فحسب، بل هي أيضًا علاقات المستقبل الواحد، أن يكون مستقبل الكرامة والحرية والازدهار للأمة العربية جميعها، في المحصلة الاستراتيجية، وبحقيقة أنّ انتصار فلسطين بدولتها السيدة وبعاصمتها القدس الشرقية، هو مَن سيحقّق هذا المستقبل.
ستحكم الحتمية التاريخية حضورها بقيامة دولة فلسطين، التي تحت رايتها سيكون الحل العادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي صاغتها العربية السعودية، وهي تتطلّع إلى الحل العادل للقضية الفلسطينية.
سقطة مهنية كاملة لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بنشرها هذا التقرير المفبرك، الذي يندرج في إطار "البروباغاندا" التي هي الدعاية والترويج الأحادي المنظور، وهذا ما لا يحقق الأخلاق الصحفية، ولا يجعل النزاهة ممكنة لصحيفة سياستها التحريرية، على هذا النحو المعيب.