كم كان عظيمًا ان يلتحق الأشبال والزهرات في المعسكرات الصيفية عقب انتهاء دراستهم، وكان القرار الرئاسي ان أكون مشرفا عاما على هذه المعسكرات في مختلف محافظات الضفة، وكان الاحتلال يراقب عملنا عن كثب خاصة ان الأشبال والزهرات أصروا على لبس الكاكي تأسيا بالمقاتل والفدائي الفلسطيني الذي كانوا يسمعون عنه وأرادوا ان يقلّدوه ويتعلموا على السلاح الذي كان يقاوم به المحتلين وهو الكلاشنكوف.
اعتمدنا في هذه المعسكرات على المحاضرات المختلفة خاصة تاريخ القضية الفلسطينية وتارخ الثورة الفلسطينية وقياداتها. هذا التاريخ الذي كان مغيبا عن جيل شعبنا بعد الاحتلال. هذه الأمور كلها أثارت حفيظة الاحتلال وشنّ حملة عالمية ضدنا مدعيا اننا ندرّب الأطفال على السلاح، وطالب رئيس الكنيست في ذلك الوقت (ريفلين) بإغلاق هذه المعسكرات، وأرسل رئيس وزراء الكيان نتنياهو مذكرة الى هيئة الأمم المتحدة متهما ايانًا وكثيرًا من القادة السياسيين والاعلاميين في السلطة الوطنية بأنّنا (لا ساميين).
أثناء عملنا في غزة والضفة أنشأنا أيضًا إعلامًا من خلال مجلتين الاولى "الساحل" وكانت تصدر في غزة قبل دخولنا الوطن، والثانية "وطني" وهي استمرار للمجلة التي كانت تصدر في الخارج وجريدة أسبوعية ثُمّ يومية كانت تصدر في أريحا. وعقب عودة كادر مجلة "فلسطين الثورة" من قبرص الى الوطن استطاع التوجيه السياسي أن يستفيد من خبرتهم الاعلامية وأنشأنا جريدة اسبوعية باسم "فلسطين اليوم"، ورئيس تحريرها الاعلامي القدير حسن البطل، وكان مدير التحرير فيها الإعلامي القدير عبدالله عواد الذي عمل في عدد من الصحف الفلسطينية التي كانت تصدر في الوطن قبل دخولنا وكنت المشرف عليها.
توسعنا في انشاء المعسكرات الصيفية بأن استطعنا ان نضيف لها معسكرًا شتويًّا في اريحا.. كنا نستفيد من وجود قيادات الثورة بيننا ليقدموا شرحا مستفيضا عن القضية الفلسطينية والثورات الفلسطينية المتعاقبة وتاريخ نضال شعبنا المستمر منذ أكثر من مائة عام .. أخصّ من هذه القيادة الراحل هاني الحسن الذي كان قد سبقنا في قيادة التوجيه السياسي أثناء وجودنا خارج الوطن.