بحضور شعبي وحزبي مميز تقدمته قيادات الفصائل والتحالف الفلسطيني والأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية في الشمال ونقيب أطباء طرابلس الدكتور الياس أبي صالح، غصت قاعة الشهيد تحسين الأطرش في مركز حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي - طرابلس بالوفود القادمة من أحياء طرابلس ومخيمي البداوي والبارد للمشاركة في المهرجان الجماهيري الكبير الذي نظّمه اللقاء الوطني في الشمال للأحزاب والقوى الديمقراطية والنقابية رفضاً لصفقة القرن ومؤتمر البحرين المتآمر على القضية الفلسطينية بهدف إنهائها وتصفيتها بعد بيعها بأبخس الأثمان وذلك يوم الإربعاء 26/6/2019.
بدايةً عُزف للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم تحدث عريف المهرجان جهاد جنيد الذي أكد على التصميم على عدم التفريط بأية ذرة من حقوق الشعب الفلسطيني.
ثم كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها أمين سرها في الشمال ابو جهاد فياض وجاء فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة ممثلي القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والمؤسسات والفعاليات  اللبنانية والفلسطينية
نلتقي في طرابلس العروبة رفضًا لصفقة القرن وورشة البحرين المشؤومة.
بداية نوجه التحية إلى لبنان الرسمي والشعبي وإلى القوى والأحزاب اللبنانية أصحاب الدعوة لموقفهم الداعم للشعب الفلسطيني الرافض لصفقة القرن ولورشة البحرين التآمرية على شعبنا الفلسطيني وقضيته.
كما نوجه التحية للدول العربية التي رفضت المشاركة في ورشة البحرين، ونقول العار عليكم أيها القادة الذين شاركتكم في مؤامرة صفقة القرن وورشة البحرين وبعتم أنفسكم للإدارة الأميركية مقابل حماية عروشكم.
إن صفقة القرن هدفها تصفية القضية الفلسطينية ولا يقبلها الدين الاسلامي ولا الدين المسيحي وهي جريمة بحق الشعب الفلسطيني.
نطالبكم يا حكام العرب أن ترفضوا صفقة القرن لأن التاريخ سوف يسجل عليكم هذا الموقف المتخازل والأجيال القادمة لن تقبل بالخيانة للشعب الفلسطيني الذي يعيش في مخيمات البؤس والحرمان بسبب الجريمة الصهيونية منذ العام 1948واستمرار الاعتداءات الصهيونية اليومية على المدنيين والاطفال من شعبنا الفلسطيني والعربي واليوم تتكرر الجريمة من خلال صفقة القرن الامريكية.
إن موقفنا ثابت ولن يتبدل ولن يتغير مهما اشتدت المعركة السياسية مع أميركا والكيان الصهيوني ومن لف لفهم من الأنظمة العربية رغم كل الضغوطات المالية والسياسية لن نسلم ولن نفرط ولن نساوم على حقوقنا المشروعة بإقامة الدولة المستقلة  والحرية لشعبنا وأسرانا البواسل على أرضنا.
إن القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس أبو مازن يعتمد في صموده وثباته على تضحيات إيناء شعبنا ووحدته الداخلية لمواجهة  كل المشاريع والمؤامرات وخاصة صفقة القرن وورشة البحرين الخيانية في ظل تخازل النظام العربي مع الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد بأن الشعب الفلسطيني ماضٍ في كفاحه ولن يفرط بذرة تراب من أرض فلسطين. ونحن نتطلع لأمتنا العربية والإسلامية في هذه اللحظات التاريخية والمصيرية من تاريخ كفاح أمتنا ضد القوى الاستعمارية والصهيونية.
وقد حان الوقت كي تعبر أمتنا المجيدة وأحرارها عن موقف عربي أصيل ضد صفقة القرن الأمريكية وضد كل من يقف معها. فشعبنا يتعرض لأبشع المؤامرات والخيانة لقضيتنا المقدسة، ورهاننا على أحرار هذه الأمة التي لم تخذل نضال شعبنا وكفاحه يوما من أجل حريته واستقلاله الوطني، فنحن وأنتم في خندق واحد للدفاع عن شرف هذه الأمة التي يسلب اموالها ويبتزها ترامب التي رضيت لنفسها أن تكون دمية بأيدي القوى الاستعمارية للحفاظ على بقائها في الحكم.
وأردف بأن السلطة الفلسطينية تقاطع ورشة البحرين التي تحمل عنوان "من السلام الى الازدهار" معتبرة إدارة ترامب التي تعلن دعمها لدولة الاحتلال الصهيوني،  تسعى إلى إقناع الشعب الفلسطيني أن يقبل بحفنة من الدولارات لتحسين وضعه الإقتصادي والإنساني  وحرمانه من قيام دولة مستقلة.
وتابع  من هنا نعلن رفضنا لكل التفاصيل التي أعلنتها الإدارة الأميركية عن الجانب الاقتصادي من خطتها للشرق الاوسط وكان المطلوب من الإدارة الاميركية إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاستيطان فوق أراضنا من قبل الكيان الصهيوني، المطلوب حلول سياسية وإعطاءنا دولة يكون فيها الاقتصاد مزدهراً أسوة بباقي الشعوب على أرضنا وسيادتنا.
وطالب فياض  الشعوب العربية توجيه رسائل إلى حكوماتهم بالتأكيد على أن فلسطين ما زالت القضية المركزية لأمتنا العربية.
وتابع نحن واثقون كل الثقة بقدرات شعبنا لمواجهة هذه المحاولات والتي لن تمر أبدا بفضل دعمكم ومساندتكم، فالخطر الصهيوني – الأمريكي علينا جميعا، فهم يستهدفون ثرواتكم ومقدراتكم للسيطرة عليها، وهذا ما أعلنه صراحة  ترامب بكل وقاحة لن نحميكم دون دفع الثمن على شاشات التلفزة وأمام أعين زعماء العرب".
وأشار فياض إلى إن القدس ليست ملكا للشعب الفلسطيني فقط، وإنما ملكا للأمتين العربية والإسلامية والمسيحية، فهي مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقيامة السيد المسيح عليه السلام، وهي بوابة الأرض إلى السماء، وبمكانتها الروحية لا يمكن التفريط بالقدس عاصمتنا الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى.
وأضاف: "إن شعبنا سيواصل مسيرته النضالية رافضًا الخنوع والذل والمهانة دفاعًا عن حريته وكرامته".
وناشد فياض  الشعوب العربية  الوقوف إلى جانب أهلنا في فلسطين ضد الإرهاب الصهيوني الأمريكي المدعوم من الخونة في بعض الأنظمة العربية الذين ربطوا مصيرهم بالكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وبإدارة  ترامب.

كلمة  اللقاء الوطني للأحزاب اللبنانية في طرابلس ألقاها القيادي في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي رضوان ياسين حيث شكر كل من حضر وشارك في إنجاز هذا اللقاء للدفاع عن فلسطين.
وتابع: "هو المشهد الذي شاهدنا أمس للرؤساء والملوك العرب وكوشنير يلقى عليهم منافع صفقة القرن وهو رشوة علنية. إنكم بالمال تستطيعون أن  تشتروا ما شئتم إلا الكرامة.
إن شعب محتل أرضه ومصادر ممتلكات استطلع أن يفرض نفسه رافضًا للمؤامرة الخيانة في البحرين.
يريدون تكريس الهزيمة المعنوية للأمة إلا أن فلسطين قضية لا تموت وأن أي مشاريع لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني ساقطة لا محالة".
وأضاف: "إن وعد ترامب شبيه جدًا لوعد بلفور رغم الفرق الشاسع بعدد السنوات فإن مر وعد بلفور فإن وعد ترامب لن يمر لأن قدرة الشعب الفلسطيني اكثر قدرة على رفض كل مشاريع التصفية والانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني.
السمسار الأميركي يعرف كيف يوزع الرشاوي للأردن ومصر وغيرها من الدول العربية قد نسي أن الدول لا تباع وأن الحقوق لا تشتري".
وأردف: "الهدف الحقيقي للورشة هو تشريع سرقة فلسطين من أهلها ومن يقف خلفها يطعنون الأمة بخنجر مسموم عبر تمرير التطبيع وتوطين اللاجئين".
وحيا رضوان الموقف الفلسطيني الشجاع والمود، وأكد بأن فلسطين ستبقى قضية الأمة، كما وحيا القادة الشهداء صدام حسين وياسر عرفات.
كلمة قوى التحالف الفلسطينية ألقاها جلال وهبه وجاء فيها: "نلتقي رفضاً لورشة البحرين الخنجر السموم الذي دسّ في خاصرة الأمة العربية لطعن فلسطين.
في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة فأصبح الصمت طأطأه للرؤوس وهم يسعون لانتزاع فلسطين من عمقها العربي.
فإن سرقة القدس ومصادر الأراضي في الضفة وإلغاء حق العودة فقد وضحت الصورة فصار لزاما على القوى الفلسطينية أن تتجه نحو حوار جاد وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية دون أي استثناء لأي من الفصائل الفلسطينية لتمتين الموقف الفلسطيني لمواجهة كل التحديات الخارجية".
 كلمة الختام كانت لممثل القوى الديمقراطية والنقابية الدكتور روبير عبدالله الذي تساءل هل صفقة القرن هي تصفية للقضية الفلسطينية؟
وأكد على أن المفاوض الاميركي لم يكن يومًا المفاوض النزيه وهو الذي قدم فلسطين طبق لصالح الكيان الصهيوني تثبيتاً ليهودية الدولة وإنهاء قضية فلسطين إلى الأبد.