استمرت فعاليات التنديد بصفقة القرن في الوسط الفلسطيني في بيروت وخاصة بمخيماتها. ففي مخيم مارالياس، صغرى مخيمات بيروت، وبدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل أطياف الشعب الفلسطيني وفي كافة أماكن تواجده، نظّم اعتصام أمام مركز المساعدات النرويجية في المخيم المذكور عصر الأربعاء 2019/6/26، وذلك تزامناً مع انعقاد اليوم الثاني لأكبر مؤتمر خياني لبيع فلسطين وشطب الهوية الفلسطينية في العاصمة البحرينية المنامة وتحت عنوان "السلام مقابل الازدهار" بدعوةٍ أمريكية ومشاركة بعض الدول العربية.
شارك في الاعتصام ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وتكتل المستقلين في المجلس الوطني الفلسطيني، وأعضاء قيادة حركة "فتح" -إقليم لبنان، وأمين سر وأعضاء حركة "فتح" قيادة منطقة بيروت، وممثل حزب الله، وهيئة المتقاعدين العسكريين في لبنان، ومدير عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي، والسفير صالح إدريس، ووفد أطباء من الأورغواى، ومسؤول شؤون العائدين في لبنان، وأمين سر وأعضاء شعبتي الغربية والجنوبية، وكافة الأطر التنظيمية والمكاتب الحركية والكشفية والأندية الرياضية في الشعبة الغربية، ونشطاء أجانب، وحشد من الأهالي.
بدايةً تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلاهما كلمة اللجان الشعبية ألقاها أمين سرها في بيروت أبو عماد شاتيلا، جاء فيها: "رفضاً لاجتماع المنامة وما يتمخض عنه من قرارات، واعتباره مؤتمر العار وتصفية للقضية الفلسطينية تحت شعارات براقة "الازدهار مقابل التخلي عن الوطن والأرض والشعب"، اليوم ختام تجمع التكاذب في المنامة الذي هندس هيكله خبراء اسرائيل في البيت الأبيض الأميركي بهدف تصفية القضية الوطنية وإنهاء "71" عاماً من النضال الوطني والشعبي للحفاظ على الهوية الوطنية. واليوم تتبرأ حفنة من الاتباع العرب بعيداً عن نبض شعوبهم بالتساوق مع أهداف الصفقة والدخول في بازار بيع أرض فلسطين وتراث العرب والمسلمين وأرض الديانات السماوية ومحورها المركزي القدس الشريف، وإننا نؤكد أن سياسة الإفقار والضغوطات الاقتصادية والاجتماعية لن تجعل شعبنا يركع ويستسلم، ولن يبيع وطنه مقابل أموال الدنيا ودولاراته".
وأضاف: "إن الغرب لا يفهم جيدًا حقيقة الشَّعب الفلسطيني ولم يبحروا في تاريخه الماضي والمعاصر، لا الفقراء يبيعون ولا الأغنياء يساومون، عندما تصل الأمور إلى الوطن فإن الشعب واحد موحّد وأكثر تماسكاً اليوم من الأمس حول القضية الوطنية الفلسطينية وتاريخ فلسطين وشعبها، وحاضره يشهد للفلسطينيين".
وتابع: "باسمكم نعلن أن حقوقنا الوطنية ليست للبيع والتجارة، وإننا في المخيمات نضع بصمتنا الوطنية مع أهلنا في فلسطين بأننا نرفض أي محاولة لا ترضي طموحنا الوطني في دولة مستقلة وحق عودة اللاجئين والقدس عاصمة دولة فلسطين، لن نوقع ولن نحضر ولو وقع العالم كله وعلى رأسه أمريكا وعربها".
وأشاد أبو عماد بموقف الرئيس أبو مازن الذي وضع خطًا أحمرًا واضحًا رافضًا الصفقة رسمياً وشعبيًا. كما أشاد بموقف منظمة التحرير بردها التام على هذه الصفقة التي أعطت الضوء الأخضر لكل هيئاتها بالتحرك الجماهيري وفَعَّلت الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في دعواتها للحوار لإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، عضو قيادتها في لبنان الحاج صلاح اليوسف، قال فيها: "إن مواجهة صفقة القرن تتطلب منا جميعًا أن نكون على مستوى المسؤولية، وهناك جهود لبنانية فلسطينية مشتركة لعقد مؤتمر موسع في بيروت مطلع الشهر القادم رفضًا للمؤتمر الاقتصادي الذي ينعقد في البحرين، والإعلان عن موقف واحد من رفض صفقة القرن الأميركية، ووضع خطة موحدة لمواجهات تداعياتها".
وأضاف: "إننا في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ندعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسعي مع لبنان والأشقاء العرب ومع الحلفاء والأصدقاء في العالم الذين يناصرون القضية وحقوق شعبنا، وإفشال المؤامرات عن طريق إلغائها أو تفريغها من مضمونها".
ورأي اليوسف أن صفقة القرن أصبحت على مشارف السقوط والفضل يعود إلى صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة الكفاح والنضال لنيل كامل حقوقه، والتفافه حول قيادته".
وتابع: الرئيس الفلسطيني أبو مازن هو صاحب القرار وبيده القلم الفلسطيني، فقط هو الذي يوقع ولن نسمح لأحد بالتوقيع نيابةً عنا، هو كلمة الشعب العليا التي تجوب أرض الوطن باسم الأحياء والأحرار والشهداء والأسرى، هو القائل أن القدس عربية فلسطينية وليست للبيع ولن تكون يومًا في المزاد العلني".
وألقى كلمة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، مسؤول مكتب الأسرى والمحررين في الحركة عباس قبلان، جاء فيها: "إنها فلسطين الأسيرة، فلسطين الجريحة، يريدون قتلها ويعملون لإزالتها، ويسعون لشطبها من التاريخ والجغرافيا، يريدون بيعها وهم لا يملكون حتى حق المرور فيها، يريدون المتاجرة بها وهم لا يعلمون أنها ليست للبيع ولا للمقايضة، وليست للسمسرات ولا للصفقات، وإن قضيتها ليست للمساومة ولا للمتاجرة، وهم لا يعلمون أن فلسطين هي فقط تُزرع فيها الأجساد وتُروى بالدم إلى أن يحين قطافها نصرًا وتحريراً، وهم لا يعلمون أن شرف تحريرها قد استقام وعده وقد دنا قطافه".
وتابع: "أيها الذين تريدون فلسطين حرة محررة وأبية منتصرة فلا يحجبن عنكم ضوضاء الصفقات ولا ظلمة الخيانة والمؤامرات، الطريق الوحيد الأوحد لاستعادة الحق هو طريق المقاومة والمواجهة، فالعدو فوق أرضكم في فلسطين قاتلوه بأيديكم وأسنانكم وسلاحكم مهما كان وضيعًا، وليكن شعاركم عندما تنصب البندقية ستنتصر القضية".
ورأى قبلان إن الرد على صفقة الذل يكون في الميدان والمواجهة، والرد يكون في الاتحاد والوحدة.
وألقى كلمة حركة الناصريين المستقلين "المرابطون"، أمين الهيئة القيادية للمرابطون العميد المناضل مصطفى حمدان، جاء فيها: "أيها المقاومون والفدائيون، إنني هنا معكم لأؤكد أننا نحن المرابطون أبناء فلسطين ثابتون على لاءاتنا الثلاث لاءات جمال عبد الناصر: (لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف)، ونحن هنا لنؤكد أن هذه الصفقة التي لم تولد وإذا ولدت فستولد ميتة، سقطت بفضلكم أنتم يا أهل فلسطين، وما هذا الدعم الذي خرج على امتداد أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج العربي إلا وقوفًا مع أنفسنا ومع ذاتنا ودفعاً لمفاعيل ما فعلوه في هذا الصقيع العربي عصابات الإخوان المتأسلمين الذين فرضوا هذه الصفقة، هذا للتاريخ ولن يستطيع أحد أن يزور هذا التاريخ".
وأضاف: "اليوم اذا كان هناك من فضل لإسقاط هذه المؤامرة، هو الفضل والركن الأساسي في إسقاطها هم أنتم أيها الفدائيون، أبناء الفتح، ونحن هنا لنؤكد المؤكد أولاً فيما يتعلق بموضوع البيع والشراء بسوق النخاسة، مهما دُفِعَ لهذا الشعب بديلاً عن فلسطين من تريليونات الدولارات كنتم وستبقون أبدًا الأوفياء لحق العودة إلى فلسطين والقدس الشريف".
واستطرد العميد مدان قائلاً: "هذه الصفقة جزء من صفقات ومن مشاريع، ونحن المرابطون معكم وإن أخطر وأخطر ما مررنا به معكم كان اجتياح ١٩٨٢ حيث خرجتم من بيروت، واليوم نحن هنا لنرفض هذه الصفقة".
وتابع: "عام ١٩٨٢ قال القائد أبو عمار أنني أخرج من بيروت لأعود إلى فلسطين، وإنصافاً للتاريخ عاد إلى فلسطين وبقي الكثير خارج فلسطين، لذلك نحن نعود لنؤكد ما قاله أبو عمار في رام الله، واليوم قيادة "فتح" في رام الله تقول ما قاله الياسر "شهيدًا شهيدًا شهيداً، وفلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها الأبدية، وسيرفع شبل من أشبال فلسطين وزهرة من زهراتها علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس، يرونها بعيده ونراها أقرب من القريب وإننا لعائدون إلى فلسطين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها