الشَّعب الفلسطيني بكل فئاته الاجتماعية والتنظيمية والسياسية، في الوطن، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وداخل الخط الأخضر، وفي الشتات القريب والبعيد، موحد بدرجة غير مسبوقة مع قيادته الشرعية التي يقف على رأسها زعيمنا الرئيس أبو مازن، ممتلئ بالثقة بالوعي العميق أنَّه لا بديل عن هزيمة كاملة لصفقة القرن بكل أبعادها، أولاً هزيمة منطقها السياسي الذي هو منطق الحركة الصهيونية، وحلفائها التاريخيين جماعات المسيحيانية اليهودي الذين هم كثيرون في أميركا ولكن طابعهم المسيطر عليهم أنهم بلا ملامح، وأنَّهم يحتاجون دائماً إلى رئيس أميركي غبي لكي يختبئون وراء أكتافه، ووجدوا ضالتهم في دونالد ترامب الذي جعلهم يحتلون البيت الأبيض، ويفتحون ملفات عديدة دفعة واحدة مثل العداء المطلق للقانون الدولي، العداء المطلق للهجرة التي كانوا أكثر من يمارسها، والعداء المطلق لحرية التجارة الدولية التي كانوا أكبر المنادين بها، وهم يواصلون الضجيج دون أن يغلقوا ملفاً واحداً.
نتنياهو، وائتلافه اليميني في إسرائيل، يشترك مع ترامب في هذه اللعبة الخطرة، ولكن كل واحد بطريقته الخاصة، نتنياهو يستخدم أكتاف ترامب العريضة والغبية في فرض الأمر الواقع، وبقاء الاحتلال، وإخلاء مسؤوليته عن أي شيء آخر، انظروا الجرائم التي يرتكبها، آخرها معركة ترحيل الخان الأحمر، ومعركة سرقة أموال الفلسطينيين على خلفية مخصصات أسر الشهداء والأسرى والجرحى، إنَّه يتصرف بمنطق العصابة، بمنطق الدولة الافتراضية، بمنطق أنَّ الفرصة متاحة من قبل أميركا ترامب، لكن مشاكل ترامب على ترامب أن يحلها وحده، إن استطاع.!!!
أمَّا ترامب نفسه فيخوض المعركة بعقل خالي الوفاض من أي منطق سياسي أو فكري أو قانوني، وكأنَّه يقول للعالم أنا وحدي على حق وليذهب العالم ومصالحه ورؤاه إلى الجحيم، يستوي في ذلك أقرب حلفائه التاريخيين مثل الاتحاد الأوروبي، أو أكثر أعدائه التاريخيين مثل كوريا الشمالية التي التقى مع زعيمها الشاب كيم جونغ أون، وأشاد باللقاء بشكل مبالغ فيه ثم ها هو يرسل وزير خارجيته بومبيو لأنَّ الشَّك يقطع عليه الطريق بسبب عمق كيم جونغ أون الزعيم الكوري الشمالي، وهو نوع مختلف لم يتعود عليه سمسار العقارات السابق دونالد ترامب.
المعركة في أشدها، وخاصة أنَّ زعيمنا الرئيس أبو مازن بحكم خبراته المتراكمة بشأن قضيته، لم يقل لا لأي شيء عدواني أو عبثي بشأن هذه القضية، وحقوق شعبنا فيها إلّا وقدَّم البديل، وفي خطته التي عرضها في مجلس الأمن هذه السنة قدَّم البديل الكامل، مرجعية جديدة بدون أميركا التي فقدت أهليتها، ومؤتمر دولي، وتراجع ترامب عن خطته العدوانية السَّاقطة منذ انكشاف فشلها.
في هذه المعركة يجب أن يقطع الطريق على صغار العملاء والتافهين والساقطين، في كلّ شعب وفي كلّ أمة هؤلاء موجودون، ولكن يجب أن يغلق الطريق أمامهم، ما داموا قد جندوا أنفسهم ضد الأولويات الوطنية لشعبهم، يجب إبادتهم سياسياً وأمنياً وتنظيمياً، وأن لا يترك لهم ولو منافذ صغيرة، فشعبنا الذي يقاتل الحركة الصهيونية وتابعيها منذ مئة وواحد وعشرين سنة لن يعجز عن ملاحقة هؤلاء الصغار مهما تلفعوا بأسماء وأسباب كبيرة، إنهم جواسيس ساقطون وهم يعرفون ذلك، والأمثلة أمامهم واضحة فالأخوان المسلمين الذين امتد وجودهم قرابة مئة سنة، وهزموا وتلاشوا من حياة شعبهم ولم يعودوا شركاء بأي قدر، فهؤلاء لا يليق بهم سوى الهزيمة الكاملة.
أمَّا الموضوع الآخر، فهو أمتنا العربية، وعليها أن تخوض المعركة كاملة وليس كحالات صغيرة متعادية ومعزولة، وفلسطين تتيح لهم ذلك، ألم يقل جمال عبد الناصر إنَّ فكرة الثورة المصرية جاءت من بلدة الفالوجا في فلسطين التي كان محاصراً فيها مع كتيبته، هذه معركة يجب أن نخوضها ونحقق فيها كامل الانتصار!!!.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها