صفقة القرن هي البدعة المجنونة، التي أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بارتماء واضح تحت أقدام إسرائيل، وبتسليم مطلق لهيمنة المسيحيانية اليهودية، وبتأثير الخواء العقلي والنفسي، يجب أن تسقط، وتتحول إلى وهم مهزوم، لا هوادة في المعركة، لا حياد وتخاذل ولا انهزامية، وكل الساقطين الذين يحضرون أنفسهم ليكونوا جزءاً من جوقة الخيانة لصالح هذه الصفقة العار والغبية يجب أن يعلموا أن عقابهم سيكون قاسياً، ورفضهم سيكون شاملاً، واحتقارهم سيكون واجبا وطنياً وقومياً ملزماً، لأنهم حين يقفون بأي شكل مع هذه الصفقة القذرة، فإنهم يكونون قد تخلوا عن حصانتهم جميعاً، ولا يستحقون سوى العقاب إلى حد النكران المطلق.
دونالد ترامب الذي ينتقد الرؤساء الأميركيين السابقين لأنهم لم يقوموا على مثل هذه الصفقة من قبل يكذب على نفسه بهذا الادعاء، فأميركا هي الحاضنة الأولى للمشروع الصهيوني، وعندما بدأت في أحقاب الحرب العالمية الثانية تبشر بملء الفراغ في الشرق الأوسط بعد رحيل الاستعمار القديم، إنما كانت تقصد حشد كل الظروف لصالح المشروع الصهيوني، ولصالح جعل إسرائيل هي القوة الأولى، وآخر مشاريع أميركا هي تقسيم المنطقة على أساس طائفي وعرقي، وجعل إسرائيل هي القوة المهيمنة في هذا السياق، وقد استعان الرئيس باراك أوباما بالإخوان المسلمين بكل مفرداتهم، سواء الجماعة الأم في مصر أو الأسحار الأخرى مثل داعش، وجبهة النصرة، وأنصار بيت المقدس، وأنصار الشريعة وغيرها من الأسماء التي مازالت تتوالد في العتمة، وقد تعرض مشروع التقسيم "تجزئة المجزأ، وتحويل كل قطر إلى دويلات وهمية".
ولكن هزيمة كبرى وهزيمة خارقة لحقت بهذا المشروع ومن تجندوا لمصلحته بيد الشعب المصري العظيم ودولته العميقة وجيشه الباسل، فأصيب المشروع بالشلل، لم يمت، ولكنه أصيب بهزيمة قوية، وكانت أميركا قد جندت له كل الإمكانيات من خرائط برنارد لويس، وخريجي فريدوم هاوس، الذين رأينا نماذجهم الساقطة تغزو الفضائيات ووسائط الإعلام، ثم مع الهزيمة ذابوا كأنهم لا شيء، لكن المشروع مازال قائماً، وصفقة ترامب المجنونة هي جزء منه، وعلينا إسقاطها بتحويلها إلى مجرد وهم مريض.
الشعب الفلسطيني يستطيع ذلك، فهو وحده الذي يمتلك أسرار وحدته، وعبقرية بقائه، وإبداعات نضاله، وحين يكون هو في مقدمة المقاومة فستكون إرادته هي المجسدة على الأرض، هكذا فعل حين أطلق ثورته المعاصرة، وانتفاضته المبدعة الخارقة، ومعركة الكرامة أول إشارة إلى محولي الانتصار الصهيوني إلى هزيمة وصولاً إلى طائرات الأطفال الورقية التي تثبت كم أن إسرائيل ليست سوى دولة افتراضية، وأن استمرار وجودها لن يثبت في الأرض إلا باعترافها راضية أو مرغمة بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
يجب أن تسقط صفقة القرن، صفقة ترامب، لا حياد ولا مهادنة ولا هوادة حتى تسقط، وعندها مشروع التقسيم سيسقط برمته، وتمتلك هذه الأمة حرية الوجود والاستقلال وليس إدارة الخلافات والانقسامات الخائبة المفتعلة.
شعبنا يستطيع، أليس هو وحده من أسقط مشاريع الإسكان والتوطين؟؟ أليس هو من أسقط تهجير الفلسطينيين إلى العالم الجديد؟؟ أليس هو من أسقط روابط القوى، ومغامرات التحالف الجارية في الخفاء مع إسرائيل؟؟ شعبنا يستطيع، فهو شعب الصبر والمعجزة، المهم أن يسلم الساقطون أن لا مكان لهم وأن عقابهم سيكون شديداً، يوم يصرخ الخائنون ويقولون يا ليتنا متنا قبل هذا وكنا تراباً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها