من حق اي دولة تحترم نفسها ان ترفض اعتماد سفير دولة اخرى لديها ا دون إبداء اسباب, لأن هذا يدخل ضمن سيادتها ولا يحق لدولة ان تفرض على دولة اخرى قبول اوراق سفير لا تريده الا في حالات جمهوريات الموز السابقة حيث كانت الولايات المتحدة تفرض ما تشاء, او في حالة الأنظمة العربية التي تقبل اي سفير اميركي حتى لو كان اخرس واطرش واعمى وابرص. وقد رفضت البرازيل مؤخرا قبول اوراق اعتماد المستوطن داني ديان كسفير, وهاجت حكومة اليمين والمستوطنين وماجت لأن البرازيل ترفض سفيرا مستوطنا يقيم في ارض محتلة. وتماحك حكومة اليمين البرازيل الآن لفرض ارادتها عليها ولكسر موجة المقاطعة للمستوطنات وانتاجها وتستعين بالطبع بالحليف والراعي الحصري للاحتلال وهو الولايات المتحدة لكي تضغط على البرازيل وتقبل مستوطنا سفيرا.
واعتقد ان اختيار المستوطن لم يكن عشوائيا بل كان مقصودا لتأزيم العلاقات مع البرازيل ولإحراج الحكومة البرازيلية التي اتخذت مواقف مؤيدة للشعب الفلسطيني باعترافها بالدولة الفلسطينية وسحبها للسفير ابان العدوان على غزة. ولتلقين من يقاطع المستوطنات درسا دبلوماسيا. فالبرازيل دولة في مصاف الدول العظمى ولا اظنها سترضخ للإملاءات الاسرائيلية فهي ليست جمهورية موز، والبرازيل تفخر بكبريائها وافلاتها من السطو المنظم الذي مارسته الولايات المتحدة على ثروات اميركا اللاتينية لدهر من الزمن الى ان تسلمت احزاب شعبية الحكم بدل الجنرالات الفاسدين الذين نصبتهم اميركا.
العالم يقاطع منتجات المستوطنات وهناك مقاطعة نقابية واكاديمية تجتاح العالم الغربي كله, ولا اظن ان دول اميركا اللاتينية سترضخ لضغوط لكي تقبل بما يرفضه الآخرون الآن, باستثناء حبيبنا اردوغان الذي يمتدح مزايا التطبيع مع اسرائيل ويحث دول المنطقة عليه فهو يرى العالم من منظور مصالحه فقط.
تحية للبرازيل على موقفها ونأمل منها الثبات عليه رغم ضغوطات اعوان الاحتلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها