دعا اللقاء المنعقد في (دار الندوة) بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة إلى مسيرة شعبية تنطلق بعد صلاة الجمعة القادم من جامع الإمام علي في الطريق الجديدة إلى مدافن مجزرة صبرا وشاتيلا.

وقد شارك في اتخاذ هذا القرار ممثلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية، وفصائل وهيئات فلسطينية، وذلك للتضامن مع الأقصى والقدس وفلسطين ومع الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطات والمرابطين.

افتتح اللقاء رئيس مجلس إدارة دار الندوة الوزير السابق بشارة مرهج وقال: من بيروت نعلن التضامن مع أهل القدس وفلسطين في كفاحهم البطولي بمواجهة العدو الصهيوني وجماعات المستوطنين ونوجه لهم تحية التقدير والإكبار لوقفتهم الثابتة دفاعاً عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي يحاول العدو بوسائله القمعية استباحة حرمه وطرد المرابطات والمرابطين الذين يدافعون عنه من ساحاته.

وتلا ورقة العمل منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور جاء فيها: لأننا نعتقد أنَّ التضامن مع أهلنا في القدس وكل فلسطين مع الشهداء والأسرى، مع المرابطين والمرابطات ليس مهمة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وحده، بل هو واجب على كل لبناني شريف، وعربي مخلص، ومؤمن صادق، فالذي يتحدد اليوم على أرض فلسطين ليس مصير فلسطين وحدها بل مصير الأمة كلها التي يعيد اليوم أبناء فلسطين البررة تصحيح بوصلتها وتوجيه أنظارها إلى العدو الحقيقي والى المعركة الواجب حشد كل الطاقات فيها.

لذلك فإننا في الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة ومن هذه الدار في قلب بيروت عاصمة العروبة والحرية والمقاومة ومن منابر متعددة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، حرصناً على مواكبة كل ما يجري من أرض فلسطين من مواجهات وصدامات، من اغتيالات واعتقالات،  من حرق وهدم، من توحش وتدمير، وكنا بذلك نستكمل أداء واجبنا تجاه فلسطين التي تحررنا وهي تتحرر، وتوحدنا وهي تقاوم.

في هذه اللحظات التضامنية التي نأمل باستكمالها عصر اليوم بوقفة تضامنية مع الإعلام الفلسطيني المتألق التزاماً وعطاءً، ومع هناء المحاميد مراسلة الميادين في فلسطين، والتي بموقفها بعد استهدافها تقول كما قلنا في بيروت عام 1982 "هناء تحترق ولا تستسلم"، ولتؤكد أنَّ العدو يستطيع أن يخفي جزءاً من الحقيقة التي كانت هناء من أبرز كاشفيها وناقليها، كما فعل مع وجه هناء الرضي المشرق، لكنه لم يتمكن من إخفاء كل الحقيقة التي ستبقى متوهجة كما هو وجه هناء وحيويتها.

فمن هنا إذ نحيي الشهداء مهند الحلبي، فادي علون، وضياء التلاحمة، وهديل هلشبون، وعبد الرحمن عبيد الله، ومعتز الدجاني، ومعهم كل الشهداء  والأسرى والجرحى، فإننا مدعوون إلى التحرك على أكثر من صعيد:

  1. ندعو القيادات الفلسطينية عقد اجتماع للإطار القيادي الفلسطيني والى تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة المتجددة تزيل كل العوائق من وجهها لا سيما الانقسام الفصائلي والتنسيق الأمني، وتواكب الحراك الشبابي المقدسي، الذي يستحق منا كل تقدير واعتزاز، كما تستحق كل مدننا وبلداتنا ومخيماتنا وقرانا المنتفضة كل تقدير واعتزاز.
  2.  نوجه تحية إكبار وإجلال إلى أبطال عملية بيت بوريك قبل أيام، وهي العملية النوعية الثانية عشرة خلال هذا العام، والتي من شأنها أن تهز دعائم الأمن الصهيوني ركيزة هذا الكيان الغاصب.
  3. علينا جميعاً أن ندرك أن هذه الانتفاضة مؤهلة لأن تستمر وتتسع وتشمل كل فلسطين ولأن تدحر الاحتلال عن القدس والأرض المحتلة حيث بات علينا أن ندرك أنَّ فلسطين لا تحررها الحكومات ولا المفاوضات بل المقاومة والانتفاضة والمواجهة مع العدو بكل أشكالها.
  4.  ندعو القوى الشعبية العربية، من أحزاب وجمعيات ونقابات، من مؤتمرات واتحادات، إلى التحرك الفوري انتصاراً للأقصى والقدس وكل فلسطين، والضغط على الحكومات للتحرك دفاعاً عن الحق الفلسطيني ودعماً لانتفاضته.
  5. دعوة كل منابر الثقافة والإعلام والإبداع إلى وضع برامج دعم انتفاضة الأقصى والقدس وفلسطين سوءاً عبر التغطية الإخبارية المميزة أو التحليلية المعمقة، أو بمهرجانات الشعر والفن حتى يتسلل الهواء النقي الجامع من القدس إلى كل الأرض العربية الملوثة بالاحتراب والفتن والتحريض الطائفي والمذهبي والعنصري.
  6.  ندعو كل الهيئات الحقوقية العربية والدولية إلى ممارسة واجباتها في استئناف مقاضاة العدو ومسؤوليته على جرائمهم المتعددة الأشكال والمستويات.
  7.  ندعو كل المرجعيات الروحية في لبنان، وعلى مستوى الأمة إلى القيام بواجباتها بوجه من ينتهك المقدسات الإسلامية والمسيحية. وفي هذا الإطار نقترح عليكم التجمع بعد صلاة الجمعة أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب والانطلاق في مسيرة داخل مخيمي صبرا وشاتيلا باتجاه مدافن شهداء المجزرة التي باتت من أبرز رموز الإجرام والإرهاب الصهيوني.
  8.  ندعو إلى تفعيل المقاطعة للعدو، والى قطع كل علاقة علنية أو سرية مع العدو، والى اعتبار مناهضة التطبيع أساساً لكل مواجهة مع جرائم العدو.
  9. دعوة الطلاب والشباب في لبنان والأمة إلى الاعتصام في الجامعات والثانويان تضامناً مع شباب فلسطين والحراك الشبابي المقدسي.

وحيا أمين سر فصائل منظمة التحرير وحركة "فتح" الحاج فتحي أبو العردات الشعب الفلسطيني على مقاومته والصامدين في القدس والضفة وغزة وأراضي 48 وهم يواجهون العدو الصهيوني، ويدافعون عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وأضاف: "نقول للشعب الفلسطيني في الداخل أنكم لستم وحدكم فأحرار الأمة والعالم ومعكم، وطالب بإجراءات عملية لدعم الشعب الفلسطيني والمطلوب اليوم الوحدة الوطنية الفلسطينية أن تترجم إلى فعل استناداً إلى قرارات منظمة التحرير".