برعاية وحضور نائب المشرف العام على الساحة اللبنانية، سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور، اختتمت التعبئة الفكرية لحركة "فتح"ـ إقليم لبنان دورتها التأسيسية "دورة رائد الديبلوماسية الفلسطينية القائد الشهيد فاروق القدومي" بالتعاون مع الشبيبة والطلاب في الإقليم.

أقيم حفل التخريج في قاعة الشهيد الرئيس ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وحضره إلى جانب السفير دبور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، وقيادة الساحة اللبنانية وأمين سر وأعضاء قيادة الإقليم، وأمناء سر المناطق التنظيمية وأعضاء المناطق وكوادر حركية والطلاب الخريجون.

استهلت الفعالية بقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، تلاها النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد العاصفة. وبعد ترحيب عريف التخريج حسام سلمون، كانت كلمة للخريجين ألقتها فاطمة كيالي، أكَّدت فيها أن الدورة التنظيمية شكلت مساحة خصبة تمكن فيها الطلاب من التعمق في تاريخ وطننا مع إدراكنا أن الجغرافيا ليست مجرد حدود على خريطة وإنما هي جزء من ذاكرتنا، الجمعية "هي الزيتونة التي نتشبث بها، والأرض التي نتطلع للعودة اليها".

وأشارت إلى تعمق الطلاب في فهم سياسات وأهداف العدو والتعرف على أدواته واستراتيجياته الخبيثة التي يسعى من خلالها إلى قهر إرادة الشعب الفلسطيني. واعتبرت أن الانقسام الفلسطيني هو الهدية الأثمن التي يمكن أن تقدم للاحتلال، وأن الوحدة ليست مجرد شعار وإنما هي الطريق الوحيد لتحقيق أهدافنا.

ووجهت التحية والتقدير للاخ السفير أشرف دبور لرعايته الكريمة لهذا الحفل ولدعمه المتواصل للشباب الفلسطيني، مؤكدة أن هذا الدعم يجسد حرصه الدائم على تفعيل دور الشباب في النضال الوطني وتأهيلهم ليكونوا قادرين على حمل رسالة التحرير والعودة ورسالة فلسطين.

وألقت مسؤولة التعبئة الفكرية لحركة "فتح" في لبنان زينة عبد الصمد، كلمة حيّت فيها صاحب الرعاية لحفل التخريج ودوره الريادي في دعم الشباب الفلسطيني وحرصه على استنهاضهم فكريًا وثقافيًا. كما شكرت الشبيبة والطلاب على شراكتهم في الدورة والحرص على إنجاحها، كما تقدمت بالتحية من إعلام حركة "فتح" في لبنان لمشاركتهم في الدورة ودعمهم كافة القطاعات والأطر الفتحاوية في لبنان، وشكرت التعبئة والتنظيم لمشاركتهم في الدورة.

وحيت فريق التعبئة الفكرية في المناطق التنظيمية. وقالت: "إن لم نسمع صوت القذائف والرصاص كما يسمع أهلنا في غزة، ولم نتعرض للاعتقال وتُقتحم مخيماتنا كما يحصل في الضفة الغربية، فهذا لا يعني أننا لسنا في قلب العاصفة وفي صلب الاستهداف الاسرائيلي"، وأكَّدت أنه علينا أن نواجه مخططات الاحتلال بفكرنا ووعينا، وباستنهاض الأطر ورص الصف الداخلي والدفع باتجاه الاستقطاب لتمكين جبهة مواجهة الاحتلال.

وأكَّدت أن مقولة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بان الثورة ليست بندقية ثائر فحسب هي استراتيجية اتبعتها كبريات الدول في الاعتماد على مختلف قطاعات المجتمع. ودعت الأجيال الشابة إلى عدم الوقوع في فخ التضليل أو السير خلف شعارات، بل التحقق منها لدى قيادة الحركة واستقاء المعلومات منهم، وشددت على دورهم المحوري في صون الهوية الوطنية، مؤكدة مواصلة العمل لتحقيق الأهداف الوطنية.

بدوره، أكَّد أمين سر الساحة فتحي أبو العردات أن حركة فتح هي حركة الشعب الفلسطيني وليست حركة في الشعب الفلسطيني، هي حركة آمن بها شعبنا حيث جسدت طموحاته وحولت طوابير الفلسطينيين من طوابير لاستلام فتات المساعدات أمام مراكز الأونروا إلى شعب مناضل مكافح صاحب قضية، استطاع من خلال الرصاصات الأولى ان يجسد آمال الأمة في العودة وتحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار إلى أن أهمية حركة "فتح" تنبع من كونها تعبر عن كل إنسان يعتبر نفسه فلسطينيًا أو وطنيًا أو قوميًا أو حزبيًا يشعر بالانتماء لهذه الحركة، مؤكدًا أن أبناء حركة "فتح" سيستمرون في حمل الأمانة ويبقون الأوفياء لفلسطين وحركة "فتح" ومبادئها وأهدافها والمحافظين على وصايا الشهداء ولعذابات الأسرى والمعتقلين.

كما أكد  أبو العردات أن حركة "فتح" هي رائدة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن كافة قيادات الحركة بدءً من أبو عمار وأبو جهاد وأبو اياد استشهدوا على طريق تحرير فلسطين. وتطرق إلى العدوان الاسرائيلي المستمر على أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني وحرب الابادة الجماعية باستهدافه أبناء شعبنا العزل. وحيا أبو العردات صمود وبسالة شعبنا بقيادة الرئيس محمود عباس في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وصولاً لوحدة سياسية وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه في كافة مراحل الحوار لمواجهة كل ما يحاك ضد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.

وعند تسليم الطلاب شهاداتهم توجّه السفير دبور بالتهنئة لهم والاعتزاز بجهدهم ومثابرتهم في مراحل الدورة التثقيفية، مؤكدًا أهمية الوعي الفكري والوطني للأجيال الشابة، كما دور الشباب الفلسطيني في الحفاظ على الهوية الوطنية. وتطرق السفير دبور إلى خطورة الوضع الراهن الذي تمر به قضيتنا ومساعي الاحتلال للإطباق على مشروعنا الوطني، مؤكدًا بالمقابل الإصرار الفلسطيني على نيل حقوقنا ومواصلة النضال والتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة فيها، وقال: "إن الدولة الفلسطينية منجزة في قلوبكم كما في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني، وستنجز على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى".

وأكَّد أنه علينا أن نفتخر بفلسطين ودبلوماسييها وسفرائها حول العالم الذين كانوا رسلًا لقضيتنا أمام الشعوب. وأطلق على الدورة اسم دورة "رائد الديبلوماسية الفلسطينية القائد الشهيد فاروق القدومي"، تكريمًا لمسيرته الرائدة وليبقى عنوانًا وقدوة للأجيال.

وختم السفير دبور بالقول إن الآمال معقودة على الجيل الشاب وعلى دوره في مواصلة المسيرة وتحقيق النصر.

وفي لفتة تكريمية، سلّمت قيادة حركة فتح في البقاع ممثلة بأمين سرها فراس الحاج، السفير دبور لوحة مطرزة تحمل صورة الشهيد الرمز ياسر عرفات. كذلك قدم كل من التعبئة الفكرية والشبيبة والطلاب والخريجون درع الدورة إلى السفير دبور، عربون تقدير ووفاء لدوره الرائد في دعم الشباب الفلسطيني وتعزيز وعيه الوطني والفكري والثقافي.