على شاشة التلفزيون الاسرائيلي كان يجلس في استوديوالقناة العاشرة الصحافيان موتي كيرشنباوم ورفيف دروكر ، وحين بثّت القناة مقطع صغيرمن فلم بلعين ، اوقف رفيف دروكر البث وقال للسنمائي اليهودي الذي اعدّ الفلم : ما هذاالفلم ؟ انني اشعر بالخجل لانني اسرائيلي !!!

اما نحن الضحايا ، فلا يجب ان نجلد ذواتنا ، ويجب اننقول بكل فخر وتيه : ارفع رأسك انت فلسطيني ، ونستطيع ان نرفع رؤوسنا امام اولادناوامام احرار العالم . فنحن الشعب الذي تحدّى الاحتلال وصبر وصمد وعضّ على جراحه مئةعام كاملة .. وليس من اللائق ان نقسو على انفسنا ونعذّب ضمائرنا بحجة حساب الذات ،فليس هنالك احد في هذا العالم يحق له ان يلوم الضحية وان يطلب منها الدفاع عن نفسها . 

وقد بدا الرئيس عباس في العام المنصرم اكثر تكتما لكنهاكثر وضوحا ، وان قل كلامه وحديثه مع الصحافيين الا انه وضع العالم في زاوية حرجة ،وبتسارع غريب الحّ على سؤال واحد اربك فيه الامريكان والامم المتحدة والاتحاد الاوروبيوالدول العظمى . هل تريدون خيار الدولتين ؟ واذا كانت الاجابة نعم فيجب التنفيذ الفوري . 

في البيت الابيض امام اوباما ، وفي الامم المتحدة امامبين كي مون ، وفي الاتحاد الاوروبي امام ميركيل وهولاند ، وفي القاهرة امام مرسي ،وفي قطر امام القرضاوي ، وفي رام الله امام خالدة جرار . لم يغيّر موقفه ولم يتلوّنبل ظل يقول : نريد دولة معترف فيها من الامم المتحدة ومن دون عنف او عمليات تفجير ولااطلاق نار ولا ديناميت ، نريد دولة حضارية انسانية قابلة للحياة وللكرامة وتعترف فيهادول العالم وعلى رأسها اسرائيل . 

الامر بدا مضحكا في البداية ، ثم اصبح جديا ، ثم اصبحمبكيا ، ثم اصبح مصيريا ، ثم سننتصر . ومن باب التذكير نكرر عبارة داعية اللاعنف الاكبرغاندي ( في البداية يسخرون منك ثم يتجاهلونك ثم يحاربونك ثم تنتصر ) . وفي البدايةسخر الجميع من ابو مازن ، ثم تجاهلوه ، ثم حاربوه ، ولاحقا سنتصر . 

الولايات المتحدة الامريكية تهيمن على العالم ، وتسطوعلى قرار الدول ، وحين شاهدنا دول كبيرة ولها وزنها واسمها العريق ترتعد خوفا من السفيرالامريكي ولا تجرؤ على التصويت لصالح فلسطين ، عرفنا اننا على حق ، وان التاريخ يشرّفناان نكون اصغير دولة محتلة في العالم ، وافقر دولة في العالم ولكننا الوحيدون الذينيجرؤون ان يقولوا لا للولايات المتحدة ، وان يقولوا لوزيرة خارجيتها مليون لا حين يتعلقالامر بالقدس . وان صائب عريقات يقف في البيت الابيض ويقول شعبي يرفض المماطلة واناارفض قرار امريكا وهو ما لا يجرؤ زعماء دول غنية وقوية ان يفكروا في قوله . 

واعرف تماما واعترف ان عدم ايمان ابو مازن بالعنف الثوري، يقهر قلوب شبابنا الصغار وجنودنا وثوارنا ويحطّم معنويات القتال عندهم . لكن الامرليس هكذا فقط . فالمعركة سياسية بامتياز ، واسرائيل ستدرك لاحقا ان توجه فلسطين للاممالمتحدة سيكون اكبر حدث تاريخي في سياسة الشرق الاوسط منذ قرن .

وكما ارتعبت امريكا ان تستخدم الفيتو ضد دولة فلسطينوراحت تتوسل كولومبيا وغيرها ان تصوّت ضدنا ، فان عليها وعلى الامم المتحدة ان يبللواسراويلهم خوفا من النتيجة القادمة . فاذا صوّتت الامم المتحدة ضد دولة فلسطين هذه المرةستندم امريكا على هذا القرار لمئة عام قادمة وستعرف شعوب العالم ان الامم المتحدة انتهتوتحطّمت وانها مجرد خردة في مخازن شركات السلاح الامريكي . ويجوز لنا ان نقرأ الفاتحةعلى روحها ، وان نكتب ونقول لشعوب الارض : عظّم الله اجركم . لانها فشلت امام اعدلقضية في العصر الحديث .