صدرت مؤخرًا عن دار الشامل للنشر والتوزيع دراسة محكمة بعنوان "أم كلثوم في تجربة المعتقلين الفلسطينيين - فضاء حرية" للأديب والباحث الفلسطيني حسن عبد الله.

تسلط هذه الدراسة الضوء على ظاهرة ثقافية وفنية برزت في المعتقلات الإسرائيلية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت أغاني أم كلثوم تُستمع في المعتقلات لمدة ساعة يوميًا، لتصبح مصدرًا للطاقة الروحية والتسلية وسط الظروف الصعبة التي عاشها المعتقلون.

يستند الباحث في دراسته إلى تجاربه الشخصية كمعتقل في الثمانينيات وتفاعله مع أغاني أم كلثوم، بالإضافة إلى خمسين مقابلة مع معتقلين سابقين امتدت فترات اعتقالهم ما بين 1967 و1997.

واستخدم عبد الله في بحثه المنهج التاريخي والكيفي لتحليل تأثير صوت أم كلثوم على المعتقلين الفلسطينيين.

تناولت الدراسة في فصولها العلاقة بين أم كلثوم والفلسطينيين، بما في ذلك حفلاتها في فلسطين في أعوام 1928، 1931، و1933، إضافة إلى أغانيها الداعمة للقضية الفلسطينية.

وجاء الفصل الأخير ليبحث في تأثير أغاني أم كلثوم داخل المعتقلات الفلسطينية.

خلص الباحث في دراسته إلى عدة توصيات مهمة، منها ضرورة تعزيز البحث الأكاديمي حول تجربة أم كلثوم الفنية والإنسانية في الجامعات العربية، ودعوة المؤسسات الثقافية والإعلامية الفلسطينية إلى تسليط الضوء على هذه التجربة، كما أوصى بإطلاق اسم أم كلثوم على ميدان أو مسرح في مدينة رام الله تكريمًا لدورها الوطني.

وأشار الباحث أيضًا إلى أن تجربة أم كلثوم تمثل نموذجًا حيًا لتكامل الفن والسياسة، داعيًا الدارسين إلى تحليل هذه العلاقة ودور الفن في دعم القضايا الوطنية، واستعادة الروابط الثقافية والفنية بين الدول العربية من خلال إقامة أنشطة فنية مشتركة.