ذاهبون بإذن الله إلى التصويت في الجمعية العامة للأممالمتحدة، للحصول لفلسطين على عضوية غير كاملة، فهذا هو المتاح تحت سقف الجمعية العامة،أما العضوية الكاملة فمكانها مجلس الأمن، ومنعتنا الضغوط الهائلة للولايات المتحدةفي العام الماضي من الحصول على الصوت التاسع، وكما هو واضح فإن الموقف الأميركي مازال على حاله في الانحياز الكامل لإسرائيل !!!

ولذلك فنحن ذاهبون إلى الجمعية العامة، عسى أن يكونالضغط الأميركي أقل تأثيرا، خاصة وأن حصولنا على عضوية غير كاملة له فوائد كثيرة، ويغيرقواعد اللعبة التي تتمسك بها إسرائيل، ونصبح أكثر قدرة على الاستفادة من المنظمات التابعةللأمم المتحدة، خاصة محكمة الجنايات الدولية.

الموقف الإسرائيلي معروف، ويترجم إلى مغامرات خطيرة،سواء عبر التصعيد العسكري والأمني، أو على صعيد تصعيب الحياة اليومية الفلسطينية !!!

وكل ذلك مأخوذ في الحساب، لأنه لا شيء أصعب من بقاءالوضع على حاله، وإسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة لم تعرض علينا شيئا لهقيمة، بل التعنت على حاله، والإرهاب على حاله، والتهديد والوعيد هو نفسه لم تنقص وتيرتهدرجة واحدة.

المشكلة أن الطرف الفلسطيني الآخر، وهو حركة حماس التيتراجعت عن تأييدها لهذه الخطوة الفلسطينية الاستراتيجية، تتصرف كما لو أنها خارج الموضوع !!!

بل تتصرف بشماتة وهي ترى حجم هذا الضغط الإسرائيلي وحجمهذا الضغط الأميركي، والتصريحات الأخيرة للأخ الدكتور موسى أبو مرزوق المرشح المحتمللرئاسة المكتب السياسي لحماس بعد خالد مشعل، هي تصريحات غريبة، حيث نقل على لسانه تصريحاتيقول قوله «إن الرئيس أبو مازن لن يذهب إلى التصويت، بسبب تهديد أميركا بقطع الأموال،وهو لا يستطيع أن يحتمل ذلك»!!!

إذا صحت هذه التصريحات التي نقلت على لسان الدكتور موسىأبو مرزوق، فإن الإنسان يجب أن يتساءل، هل حماس تعتبر نفسها غير معنية، وأنها تراقبفقط من بعيد، وأنها تقيم حساباتها على الفشل الفلسطيني أو التراجع الفلسطيني؟ وما هودورها إذن؟

من المؤسف أن عدم الثقة بالذات الوطنية، أصبح سمة غالبةفي سلوك حركة حماس !!! فهكذا قالوا عن الرئيس ياسر عرفات في محادثات كامب ديفيد الثانية،وحين رفض الرئيس ياسر عرفات أن يتنازل عن أي شيء، لم يلطموا خدودهم ندما على عدم الثقةبالذات الوطنية !!! وهكذا قالوا في العام الماضي، وجاءت تقديراتهم، فبدأوا بحملة واسعةلتهميش الخطوة، وها نحن على أبواب التصويت، على بعد أيام من التصويت، فتأتي هذه التصريحاتللأخ موسى أبو مرزوق بالوتيرة نفسها، كما لو أن حماس ارتضت لنفسها هذا الدور، أن تلعنالظلام ولا تضيء شمعة واحدة في الصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني عالميا من أجل الحصولعلى دولة.

يا أخ موسى أبو مرزوق، لنفرض أن توقعاتك ثبتت أنها خاطئة،هل ستلوم نفسك وتعتذر، أم ستبحث عن شيء ما تقوله، وتبقي نفسك هناك بعيدا عن أي تعب،وخارج أي جهد، ومحافظا على الانقسام بنفس الوتيرة ؟؟؟

ما كنت أحب لك أن تقع في هذه الحالة، فإن الثقة بالذاتالوطنية أولى من المناداة السلبية بالويل والثبور.