قال المحلل السياسي وأستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور أسعد العويوي، خلال مقابلة عبر الإنترنت على قناة "فلسطيننا" مع الإعلامية رشا مرعي، إنه لا يرى أن مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوقف إطلاق النار لمدة يومين في قطاع غزة يمكن أن تلقى قبولًا لدى الفلسطينيين قبل الإسرائيليين، حيث وصفها بأنها “مجرد استراحة لشعب مظلوم يتعرض للإبادة الجماعية”. وأكد العويوي على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن “هذه المبادرات لا تعدو كونها خداعًا للرأي العام على الصعيدين الوطني والعالمي”.
وأضاف الدكتور العويوي، في سياق رفض المتطرفين الإسرائيليين للهدنة، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية تسعى لفرض “الاستسلام” على الشعب الفلسطيني والمقاومة في لبنان، مشيرًا إلى أن “نتنياهو وأعوانه يعيشون وهم القدرة على كسر إرادة الشعوب”. وبيّن العويوي أن الشعب الفلسطيني يناضل منذ ستة وسبعين عامًا من أجل حقوقه الوطنية المشروعة.
وفيما يتعلق باجتماعات الدوحة التي عُقدت مؤخرًا بهدف استئناف المفاوضات حول الأسرى ووقف إطلاق النار، اعتبر الدكتور العويوي أن هذه المحادثات تندرج في سياق “الدعاية السياسية” التي تستهدف المجتمع الأميركي قبل الانتخابات، دون أن تكون لها نية حقيقية لوقف التصعيد. وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال القضية الفلسطينية في حملاتها الدعائية، قائلًا: “أميركا تمارس معنا نصبًا واحتيالًا سياسيًا منذ اتفاقية أوسلو وحتى اليوم”
وحول ملف الاستيطان في قطاع غزة، أوضح العويوي أن اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة سموتريتش وبن غفير يسعى لضم الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل لدولة الاحتلال، واصفًا هذه الخطط بأنها “محاولة لتصفية القضية الفلسطينية” عبر فرض الاستسلام كخيار وحيد أمام الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن “هذا الاستيطان ليس مجرد احتلال للأرض، بل هو إنهاء لآمال قيام دولة فلسطينية”.
وفيما يخص مساعي دولة جنوب أفريقيا لرفع ملف إبادة جماعية في قطاع غزة إلى محكمة العدل الدولية، أعرب الدكتور العويوي عن أمله أن تشكل هذه الخطوة ضغطًا حقيقيًا على محكمة الجنايات الدولية لاتخاذ قرارات بحق القيادات الإسرائيلية المسؤولة عن المجازر.
وعند الحديث عن الوضع في لبنان، قال الدكتور العويوي إن “حزب الله” في لبنان استطاع الحفاظ على تماسكه وصموده رغم الضغوط الكبيرة والاغتيالات، معتبرًا أن هذا الصمود قد يثني “إسرائيل” عن اتخاذ خطوات تصعيدية إضافية ضد الجنوب اللبناني.
وفي إطار زيارته الأخيرة إلى حكومة الاحتلال، أكد العويوي أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يتبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل، وأن الولايات المتحدة تسعى لحماية “إسرائيل” ودعمها سياسيًا وعسكريًا باعتبارها قاعدة متقدمة للمصالح الأميركية في المنطقة.
وعند مقارنة ظروف الحرب على غزة بلبنان، بيّن العويوي أن المقاومة في لبنان تحظى بعمق ودعم لوجستي أكبر، في حين يُحاصر الشعب الفلسطيني ويقاتل بقدرات محدودة.
وفي ختام اللقاء، وجه الدكتور العويوي رسالة للشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياهم إلى الارتقاء بمواقفهم إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن “هذا الشعب لم يتوقف يومًا عن النضال من أجل حقوقه الوطنية المشروعة، وينبغي على الجميع دعمه في قضيته العادلة”.