قال الكاتب والمحلل السياسي كمال زكارنة، خلال مقابلة عبر الإنترنت أجرتها معه الإعلامية ريم مشيرفي على قناة "فلسطيننا"، إن المحادثات القطرية حول صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة لم تحقق نتائج مهمة حتى الآن، مشيرًا إلى أن الوفد الإسرائيلي الذي أرسل رئيس الموساد إلى الدوحة يعبر عن “نوايا سيئة”، كما يعكس موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدد والمعارض بشدة لأي اتفاق حول صفقة التبادل. وأضاف زكارنة أن نتنياهو ما يزال يتمسك بموقفه المتصلب، رافضًا الوصول إلى صيغة توافقية لوقف العدوان.

وأوضح زكارنة أن هناك خلافات علنية بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت ونتنياهو، حيث صرح غالنت أن “الحلول السياسية قد تكون مؤلمة ولها ثمن”، مما أثار رد فعل غاضب من نتنياهو، الذي ألمح إلى إمكانية استبدال غالنت. ويرى زكارنة أن هذه التصريحات تشير بوضوح إلى عدم رغبة نتنياهو في إنهاء الحرب أو تحرير الأسرى الإسرائيليين، إذ ينطلق من “عقيدة دينية توراتية” تحفزه على مواصلة العدوان، معتقدًا أنه يعيش في زمن الانتصارات العسكرية الإسرائيلية التي شهدتها الأعوام 1948 و1967.

وفيما يتعلق بالوضع الداخلي “لإسرائيل”، أشار زكارنة إلى أن هناك تهديدات بانتفاضة من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون بإطلاق سراح أبنائهم. وأضاف أن استمرار رفض نتنياهو للتوصل إلى اتفاق قد يفاقم من الاحتجاجات الداخلية، مما قد يجبره على الرضوخ لإرادة الشارع الإسرائيلي.

وتحدث زكارنة عن استئناف المفاوضات بعد انقطاع دام شهرين، مشيرًا إلى أن البعض يعتقد أن عمليات اغتيال قيادات المقاومة في لبنان وقطاع غزة قد تجعل نتنياهو يعيد النظر في مواقفه. ومع ذلك، أشار زكارنة إلى أن خسائر الاحتلال في هذا العدوان، لا سيما في جنوب لبنان، تؤكد فشل هذا النهج، حيث لم تؤثر عمليات الاغتيال على صمود المقاومة.

وفي سياق متصل، تطرق زكارنة إلى تأثير الانتخابات الأميركية المقبلة على المفاوضات، موضحًا أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب حتى تتضح نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ يراهن على فوز الحزب الجمهوري وعودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، معتبرًا أن فوز ترامب سيفتح المجال أمامه لاتخاذ قرارات أكثر جرأة فيما يتعلق بالصراع في المنطقة، حيث إن الحزب الجمهوري يتبنى مواقف داعمة بشكل غير مشروط “لإسرائيل” على عكس الحزب الديمقراطي الذي يروج لحل الدولتين.

وعند الحديث عن دور المجتمع الدولي في متابعة الجرائم المرتكبة في غزة، أشاد زكارنة بدور دول مثل جنوب أفريقيا ونيكاراغوا وإيرلندا وإسبانيا في تقديم مذكرات لمحكمة العدل الدولية تدين “إسرائيل” بتهمة الإبادة الجماعية. وأوضح أن الولايات المتحدة هي الجهة التي تعطل تنفيذ القرارات الدولية عبر تهديد محكمة العدل الدولية إذا أصدرت مذكرات اعتقال ضد القادة الإسرائيليين، مما يجعلها تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال.

وفيما يخص المشهد اللبناني، أكد زكارنة أن الاحتلال الإسرائيلي فشل حتى الآن في فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، مشيرًا إلى أن جهودًا تُبذل حاليًا للتوصل إلى هدنة قصيرة يتم خلالها وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان على نحو متزامن.

وفي الختام، تطرق زكارنة إلى زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، معتبرًا أنها تأتي في سياق “إنقاذ إسرائيل” في ظل الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال على الجبهتين الجنوبية والشمالية. وأضاف أن هوكشتاين يسعى إلى تحقيق شروط سياسية لم تتمكن “إسرائيل” من تحقيقها عسكريًا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تبذل الجهود كلها لدعم الاحتلال ومساعدته على مواجهة الخسائر المتزايدة على الأرض.