شاركت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، فارسين أغابيكيان شاهين، اليوم الاثنين، في أعمال المنتدى الإقليمي التاسع لمنظمة الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة.

ورافق الوزيرة شاهين، سفيرة دولة فلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ولوكسمبورغ أمل جادو شكعة، وسفير دولة فلسطين لدى إسبانيا حسني عبد الواحد، ونائب الأمين العام لمنظمة الاتحاد من أجل المتوسط، ممثل دولة فلسطين في المنظمة، المعتز عبادي.

وقالت الوزيرة شاهين في كلمتها: "إنني أقف أمامكم اليوم ليس فقط كممثل لدولة فلسطين، بل كصوت لعدد لا يُحصى من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين دمرهم الوضع الحالي في غزة بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل. وفي هذه اللحظة بالذات، تعاني فلسطين أزمة إنسانية كارثية. لقد أودت الحرب التي لا هوادة فيها على شعبنا بحياة ما يزيد على 43,000 من الأبرياء، منهم عدد مفجع من الأطفال والنساء".

وتابعت: "هذا ليس مجرد صراع، بل إنه كارثة إنسانية تتطلب اهتماما دوليا عاجلا. إننا نتوجه إلى هذا المنتدى، وإلى العالم، بمناشدة من أجل العدالة والمساءلة والسلام".

وقالت: إن "دولة فلسطين تدعو الاتحاد من أجل المتوسط ​​وأعضاءه إلى الوقوف بحزم دفاعا عن القانون الدولي والمبادئ الإنسانية".

وأضافت: ندعوكم، شركاءنا الأوروبيين، وجميع الدول التي تتمسك بمُثُل العدالة، إلى اتخاذ موقف ثابت ضد الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والحقوق الأساسية لشعبنا، ويجب علينا إنهاء العنف، ورفع الاحتلال، والتأكيد على حق فلسطين في السيادة وتقرير المصير. وهذا ليس واجبا سياسيا فحسب، بل هو واجب أخلاقي".

وأردفت الوزيرة شاهين أن "دولة فلسطين، مثل أي دولة أخرى، لها الحق الأصيل في حكم نفسها والسيطرة على مواردها الطبيعية. لقد حرمت عقود من الاحتلال الفلسطينيين ليس فقط من أراضيهم ومنازلهم، بل من القدرة على الاستفادة من مواردهم الخاصة. إن هذا الاستغلال غير مستدام وغير عادل وإهانة مباشرة لحقوقنا الأساسية كشعب ذي سيادة".

وتابعت: "نطلب من هذا المحفل الموقر أن يدعم دعوتنا إلى الاعتراف بدولة فلسطين. الاعتراف هو أكثر من مجرد عمل رمزي، بل إنه خطوة نحو العدالة والمساواة اللتين تمنحان الشعب الفلسطيني مكانه الصحيح داخل مجتمعنا الدولي المشترك".

وقالت: إنه تم "إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز السلام والتعاون والاستقرار في منطقتنا. لقد تم بناؤه على أساس يدعم الحل العادل والسلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتحديدا من خلال حل الدولتين"، مضيفة "أن دولة فلسطين تحث هذا المنتدى على إعادة تأكيد التزامه بهذا المبدأ، بما يضمن عودتنا إلى حوار عادل".

ودعت الاتحاد من أجل المتوسط إلى توفير منصة متوازنة وشاملة، حيث يتم تقدير الصوت الفلسطيني على قدم المساواة، مؤكدة الاستعداد للمشاركة بشكل بنّاء في المناقشات التي يمكن أن تؤدي إلى النمو الاجتماعي والاقتصادي والتكامل والرخاء المتبادل.

وأشارت إلى أن في منطقة البحر الأبيض المتوسط تحديات مشتركة، سواء في ندرة المياه، أو النمو الاقتصادي، أو التنمية المستدامة، مبينة أنه من "خلال معالجة هذه التحديات معًا، يمكننا صياغة مسار مشترك للأمام يعود بالنفع على الجميع".

وقالت الوزيرة شاهين، في كلمتها: "نناشدكم، أنتم، شركاءنا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أن تعترفوا بالقيم المشتركة التي تربطنا معًا – الكرامة والعدالة والإنسانية. وتظل دولة فلسطين، على الرغم من عقود من الصعوبات، ملتزمة بهذه القيم. وسيواصل شعبنا، الصامد والعازم، المساهمة في هذا الاتحاد. نحن لا نجلب معنا تجاربنا ومعارفنا فحسب، بل نجلب معنا التزامًا ثابتًا بالإنسانية والكرامة والتقدم المشترك".

وأضافت: أنه "حان الوقت للوقوف شامخين في وجه كل أشكال التجريد من الإنسانية والتفوق. ولا يمكننا أن نسمح في مستقبل يُحرم فيه أي شعب، وخاصة أولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال، من حقوقهم الإنسانية الأساسية. ويتعين علينا أن نرفض الأيديولوجيات التي تبرر عدم المساواة أو العنف، لأنها تتناقض مع جوهر الاتحاد من أجل المتوسط".

وتابعت: نؤمن إيمانا راسخا بأن الاتحاد من أجل المتوسط يمكن، بل يجب، أن يكون منصة للسلام والمساواة. وندعو كل واحد منكم، كقادة لهذه المنطقة، إلى تجسيد المبادئ التي حددت هذا الاتحاد دائمًا، الاحترام المتبادل والعدالة والالتزام بمستقبل تتمتع فيه كل أمة وكل شخص بحقوق وفرص متساوية"، مشيرة إلى أن دولة فلسطين على استعداد للمساهمة في هذه المهمة.