- وعلى الصعيد العربي والإسلامي والدولي، يمكن تكثيف الدروس في:

- أولاً: وقفت الدول العربية كافة إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمت قيادة منظمة التحرير والدولة الفلسطينية، وتبنت توجهاتها السياسية والديبلوماسية والقانونية في الجامعة العربية والمحافل الدولية كافة.

- ثانيًا: عقد مؤتمر عربي إسلامي في العاصمة السعودية الرياض في 11 تشرين ثاني/نوفمبر 2023، وتم تشكيل وفد ثماني عربي إسلامي للتحرك في المحافل الدولية المختلفة لدعم الشعب الفلسطيني ووقف الإبادة الجماعية، ورفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وقدموا الدعم المالي والمساعدات الإنسانية المختلفة، ورغم الحاجة لزيادة تلك المساعدات، ورفع سقفها أكثر وأكثر، والضغط على دولة إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأميركية لإلزام أداتهم الوظيفية بإدخال المساعدات الإنسانية بمشتقاتها المختلفة بكثافة كل المعابر وخاصة معبر رفح الدولي، وهناك نية من قيادة المملكة العربية السعودية لتكريس دورية تلك القمة لتعزيز التعاون العربي الإسلامي المشترك في دعم القضية الفلسطينية.

- ثالثًا: دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتأسيس تحالف دولي لتكريس استقلال دولة فلسطين، وهو ما أعلنه وجسده وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة في 27 أيلول/سبتمبر الماضي، والذي يفترض أن يعقد مؤتمرًا للدول العربية والإسلامية والأوروبية وغيرها المنضوية تحت لوائه في العربية السعودية بعد التحضيرات الضرورية له.

- رابعًا: رفض المملكة السعودية التطبيع المجاني مع إسرائيل النازية، وإصرارها على الربط بين إقرار واعتراف إسرائيل بالدولة والشعب العربي الفلسطيني وبحقوقه السياسية والقانونية، ووضع مداميك لرؤية متكاملة وفق قرارات الشرعية الدولية لاستقلال الدولة الفلسطينية، رغم الضغوط الأميركية الكبيرة عليها، رفضت قيادة المملكة التطبيع المجاني مع الدولة العبرية.

- خامسًا: رفض كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية للتهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني، ورفض كلا الدولتين تهجيرهم لأراضيها، مع أن الولايات المتحدة الأميركية قدمت إغراءات هائلة لكلا البلدين الشقيقين، ليس هذا فحسب، إنما قدمت كل من القاهرة وعمان المساعدات كافة وفي مختلف المجالات لتعزيز الصمود الفلسطيني.

- سادسًا: قدمت الدول الإسلامية الدعم السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والمساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.

- سابعًا: على أهمية أشكال الدعم المذكورة، إلا أن هناك أوراق قوة باليد العربية والإسلامية حتى الآن لم تستخدم للإسهام بوقف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، وهي أوراق مهمة واستراتيجية بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، وأعتقد أن الوقت تأخر في استخدام تلك الأوراق، أمل أن يتمكنوا من تفعيلها في أقرب الآجال.

- أما على الصعيد الدولي:

- أولاً: شهد العالم تحولات دراماتيكية إيجابية في أوساط الرأي العام العالمي وعلى المستويين الرسمي والشعبي لصالح القضية والشعب الفلسطيني وأهدافه ومصالحه العليا، ولعل المظاهرات الحاشدة في دول العالم قاطبة وبخاصة في الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية شاهد حي على ذلك.

- ثانيًا: الحصول على العديد من القرارات الأممية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الأممية الداعمة للحقوق الفلسطينية.

- ثالثًا: رفع دولتا جنوب إفريقيا ونيكاراغوا دعاوي قضائية ضد دولة إسرائيل باعتبارها دولة إبادة جماعية، ومطالبة ألمانيا بوقف توريد السلاح للدولة الإسرائيلية، ودعم العديد من دول العالم دعوى جنوب إفريقيا، التي ستقدم خلال الأيام القادمة أسانيد جديدة لتأكيد جوهر دعواها باعتبار إسرائيل دولة إبادة جماعية لتسريع قضاة محكمة العدل الدولية بإصدار فتواهم الهامة بهذا الخصوص.

- رابعًا: دعوة المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قضاة المحكمة لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل ووزير حربه غالانت، التي تأخرت، الأمر الذي يفرض على قضاتها بإصدار المذكرات ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

- خامسًا: اعتراف أربع دول أوروبية وغيرها من دول العالم بدولة فلسطين، مما رفع سقف الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 149 دولة، ويعتبر ذلك خطوة مهمة على طريق رفع مكانة دولة فلسطين لعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.

- سادسًا: اتضح بشكل فاضح وهمجي وقوف قيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من دول الغرب الامبريالي مع حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه، وتبني الرواية الصهيونية، والترويج لها، وملاحقة أنصار السلام الداعمين للشعب الفلسطيني، وتقديم كافة أشكال الدعم للدولة النازية الإسرائيلية، الخارجة عن القانون، وما زالت واشنطن تحديدًا حتى الآن تحول دون وقف حرب الإبادة الجماعية، ورفض تأمين الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني، رغم صدور قرار من مجلس الامن الدولي تحت الرقم 2735 في 10 حزيران/يونيو الماضي وغيرها من القرارات والتوجهات والتحولات الهامة والايجابية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني التحرري.

مما لاشك فيه، أن العديد من النقاط تم التعرض لها فيما سبق، ولكن جردة الحساب السريعة لدروس وعبر والتحولات التي شهدها العام الأول من الإبادة، أملت إعادة التأكيد عليها، والتذكير بها، بغض النظر إن كانت سلبية أم إيجابية للاستفادة منها، وللتخلص من النواقص والسلبيات، وتعزيز الإيجابيات، وحماية شعبنا الفلسطيني من النازية الإسرائيلية التي تقف خلفها الولايات المتحدة الأميركية بكل مقدراتها السياسية والديبلوماسية والعسكرية الأمنية والاقتصادية المالية والإعلامية والثقافية، لأن إسرائيل تعتبر أداتها الأهم في إقليم الشرق الأوسط الكبير.