سابدأ بتوجيه الأسئلة للحكام العرب جميعًا، هل تريدون أن توصموا بأنكم قادة جمهوريات موز جديدة؟ هل تقبلون على أنفسكم الصمت المطبق أمام حرب الإبادة المجنونة التي تقودها الولايات المتحدة والغرب الرأسمالي واداتهم اللقيطة إسرائيل، والاكتفاء ببانات الشجب والإدانة والاستنكار للمجازر الوحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل؟ وهل الخطابات السياسية غير المقرونة بخطوات وإجراءات عملية تتناسب مع فظائع ومجازر حرب الأرض المحروقة الصهيو أميركية؟ والم يكفِ 75 عامًا من النكبة الفلسطينية؟ ولماذا لم يتجرأ أي من الملوك والرؤساء والأمراء والشيوخ أصحاب السمو على اتخاذ خطوة واحدة لهز العصا في وجه تل أبيب وواشنطن؟ ماذا تنتظرون لتجميد العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية والأمنية مع الدولة العبرية، التي أقامها الغرب على أنقاض نكبة فلسطين لاستباحتكم جميعًا دون استثناء؟ ولماذا العجز عن استخدام أوراق القوة المتوفرة بأيديكم دولاً ومجموعة؟ وهل الاتفاقات التي ابرمتموها مع إسرائيل استجابة لاملاءات الإدارات الأميركية المتعاقبة تحول دون تحرركم من قيودها في ظل فرصة تاريخية هامة بالنسبة لكم المتمثلة بحرب المحرقة الجديدة على قطاع غزة؟ وألم توقعوا اتفاقات الاستسلام بذريعة أنها تمهد ل"لسلام"؟ أين هو السلام؟ ألم تشكل اتفاقياتكم ضوءًا أخضرًا لمزيد من استباحة الشعب العربي الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية وآخرها الحرب الهمجية المنفلتة من عقال القانون الدولي الإنساني على غزة المحاصرة؟ وأين هو خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967؟ وأين منكم محددات وأولويات مبادرة السلام العربية؟ وألا تخشون من ردود الفعل الشعبية في أوساط شعوبكم الساخطة والغاضبة على سياساتكم المترددة والمتذبذبة والضعيفة؟ وهل ستحميكم أميركا من إرادة الشعوب العربية؟ الم تتعظوا من مقولة الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك، الذي قال "المتغطي بأميركا عريان"؟ ماذا تنتظرون لاستخدام ورقة النفط والغاز وعائداتها؟ ولماذا لم تجمدوا على أقل تقدير علاقاتكم الديبلوماسية والتجارية والاقتصادية والأمنية حتى الان بعد سبعة عشر يومًا من الحرب القذرة؟ ولماذا لا تستفيدوا من اللحظة الدولية حيث يتم فيها تحولات دراماتيكية في المنظومة العالمية لبناء النظام الدولي متعدد الأقطاب؟ وألف لماذا؟ وإلى متى؟ وكيف تقبلون على أنفسكم هكذا مواقف؟   


أيها الحكام العرب تيقنوا وتأكدوا، أن الشعب العربي الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير لا تريد منكم خوض أية حروب، ولا نريد منكم أن تكونوا نموذجًا لنظام كوريا الشمالية، الشعب الصغير، الذي تخشاه الولايات المتحدة، وتريد السلامة والاستقرار لدولكم الشقيقة والتطور لمواكبة روح العصر. ولكنها تريد منكم الارتقاء لمستوى المسؤولية الشخصية والسياسية الوطنية والقومية للتضامن الحقيقي مع اشقائكم الفلسطينيين. وتريد منكم استخدام أوراق القوة المتوفرة بايدكم لوقف الحرب الصهيو أميركية، التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ وكل معالم الحياة في محافظات الجنوب الفلسطينية خصوصًا وعموم الوطن الفلسطيني، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يذبح من الوريد إلى الوريد، وتأمين الممرات الإنسانية لايصال المساعدات والمواد التموينية والدوائية والمستلزمات والطواقم الطبية، ومنع تهجير الفلسطينيين في نكبة جديدة لتفريغ قطاع غزة البطل من سكانه الذين يصل تعدادهم إلى مليونين ونصف المليون إنسان، والذهاب للحل السياسي القانوني.، والعمل على تطبيق خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وحق تقرير المصير والعودة للشعب الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة من خلال عقد مؤتمر دولي عاجل لتكريس الحل السياسي الممكن والمقبول. 


أيها الاشقاء العرب آن لكم ان تعيدوا الاعتبار لانظمتكم وللمجموعة العربية ولقضية العرب المركزية، القضية المركزية. التي اكدت الحرب المسعورة الإسرائيلية الأميركية الغربية الرأسمالية، انها قضية العصر شاء من شاء وأبى من أبى. وتذكروا أن مصيركم مرتبط بالقضية المركزية، وإسرائيل المارقة التي اندفعت واشنطن وعواصم الغرب كلها للدفاع عنها، وخوض الحرب معها، وقيادة الحرب مباشرة عنها.

لأن الدولة المارقة والخارجة على القانون صنيعتهم واداتهم لاستعبادكم واستعباد شعوبكم الشقيقة، والتي أكد يوم السابع من تشرين اول / أكتوبر الماضي، انها دولة هشة، ولا تقوى على الدفاع عن نفسها، وانها وأجهزة اسستخباراتها وبرامجها السيبرانية ليست اكثر من فقاعة بلونية، ولن تفيدكم بشيء، لذا أرجو أن تنهضوا، وتعيدوا الاعتبار لانفسكم ولمكانة الأمة العربية، ووضعها تحت الشمس، وحماية الامن القومي العربي. والتاريخ لن يرحم أي حاكم مهما كانت مكانته من الحساب في حال تقاعس ولم يكن على مستوى المسؤولية الوطنية والقومية. 


الآن لا تنظروا ولا تتوقفوا أمام خلفيات وأسباب الحرب، اتركوها لما بعد إنتهاء الحرب. وانظروا للمستقبل بعيون المسؤولية وتحمل أعباء الأثقال الملقاة على عاتق كل منكم، وعليكم مجتمعين.