قُوّتهم في الجوّ، من بعيد ومن فوق، يقذفون الحُمم والقنابل ويُدمّرون ويقتلون،

وعلى الارض، التي تعرف نمورها وابناءها، تتوه الضباع الدخيلة المُعتدية ولا تجد "لزنقتها" مخرجا،

تدور حول نفسها وتتعثّر بخطواتها عندما تُجهز عليها النمور،

الضباع "تتفرعن" على المدنيين العزل، تتحنجل وتتمختر في ازقة المخيمات وفي شوارع المدن والقرى،

تنشب انيابها ومخالبها في شباب حوّارة واطفال المغيّرحين عودتهم من مدارسهم،

وتحرث حارات وشوارع مخيم جنين ومخيم عين شمس وطولكرم ومخيم بلاطة ومخيم الفارعة،

الضباع نفسها بذاتها بمواصفاتها وصفاتها وغطرستها وحقدها وعدوانيّتها تبدو باهتة الاداء والفرّ قبل الكرّ امام النمور في قطاع غزة وجنوب لبنان،

"الميدان لأبو حميدان"، وفي الميدان يُكرم المُقاتل او يُهان، وشتّان شتّان بين المُعتدي وبين صاحب الارض حامي الحمى، حارس الشجر والحجر والبُنيان،

التاريخ سيكتب بماء الذهب سيرة الفُرسان الشُجعان، حُماة شجر الزيتون وشجر الارز، وسيتكللون بتيجان الزنبق والاقحوان والريحان،

وسيستمر الحكواتي في سرد بطولاتهم على مرّ الزمان.