قد كتبنا غير مرة وسنظل نكتب ونقول إن ما بين تونس وفلسطين، هو ما بين الحقيقة، ومالكيها وهؤلاء نحن- فلسطينيين وتونسيين- والحقيقة هي حقيقة علاقة المنبت الواحد، المصير الواحد، باللغة العربية الفصحى ذاتها، وبالعمل الموحد ذاته، فما بيننا وتونس، وشائج القلب، ومسارات الروح، وعهد الدم المقدس، ولعمرنا إن هذا ما يجعلنا نرى النور في نهاية النفق المظلم، لطالما أن لفلسطين علاقات على هذا المستوى الحميم، مع أشقائها العرب الأصلاء، أصحاب النخوة، والفروسيات النبيلة.
لسنا وحدنا اليوم، وفلسطين لن تكون غير الجامعة لأمتها، حتى وبعض الأمة غارق في بحور الوهم، وأحابيل الخلاص الفردي..!! وعلى هذا الأساس، وانطلاقاً من هذا الموقف، وهذا الوعي، وهذا الإيمان، يذهب سيادة الرئيس أبو مازن لعواصم الأخوة، يبحث وإياهم هموم الأمة، وقضاياها، وهموم قضيتها المركزية.
حراك سياسي أخاذ، بقلب مفتوحة طاقاته على الأمل، وبرامج العمل، هذا هو حراك فلسطين بقرار سيادة الرئيس أبو مازن، وهمته، وبرؤيته التي لا تعرف غباشًا حتى في الليلة المدلهمة.
وسنعرف جيدًا ودائمًا إن ما يصنع النصر، إنما هو المثابرة والمطاولة، وكلما تجسد التمسك بالثوابت المبدئية بليغًا في خطابه، وحاسمًا في قراره.
نعم متفائلون، فمن يرى ابتهاج عرب فلسطين، بفلسطين، سيرى مستقبل الفرج مشرقًا بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
نتذكر هنا ما قاله الزعيم الخالد ياسر عرفات إبان الانتفاضة الكبرى، ويوم لجأ الاحتلال الإسرائيلي لتكسير عظام أذرع الفتيان الطرية، كيف تكف عن لقمه بالحجارة ، يومها قال الزعيم الخالد، نحن وإياهم والزمن طويل، فقصر الزمن قليلاً بأوسلو، حين نهضت فوق بعض أرض البلاد، سلطة الشعب الوطنية، ونهض معها العمران الذي بات يعلي مقومات الدولة في كل اتجاه وعلى مختلف المستويات.
نعم متفائلون، وقد قال شاعرنا "لنا في أرضنا ما نعمل، نربي الأمل" ، قد ربيناه حقًا، واشتد عوده اليوم، وقد بات يمشي على قدمين في دروب الحرية جميعها، جاء بمقعد المراقب لفلسطين في الأمم المتحدة، ورفع علمها في باحتها، وعقد لها علاقات العضوية مع العشرات من المنظمات والاتفاقيات الدولية.
ستسقط اللحظة المريضة ولا شك في ذلك، وستندحر أقاويل الضغينة، وفبركات المؤمرات الدفينة..!! على السجادة الحمراء من الجزائر إلى تونس، مشت فلسطين بخطوات سيادة الرئيس أبومازن، وسنأتي هذه المرة من تونس، إلى مقام الدولة، إن عاجلاً. أو آجلاً، فلطالما كانت تونس هي تونس البشارة، وقد ثبت ذلك بعد أن قفزنا قبل سبعة وعشرين عامًا من حضنها، إلى موطئ قدمنا الأول.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها