كشفت الكاتبة والباحثة في الآثار والتراث الفلسطيني الدكتورة منى أبو حمدية، خلال اتصال هاتفي مع قناة “فلسطيننا” الفضائية، مع الإعلامية ريم مشيرفي عن تعرض المواقع الأثرية والمباني التاريخية في غزة والضفة الغربية لعمليات تدمير ممنهجة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، وذكرت أن هذه العمليات تهدف إلى طمس المعالم التراثية الفلسطينية وتشويه التاريخ، مؤكدةً أن هذا السعي يأتي ضمن خطة شاملة للاحتلال للاستيلاء على المواقع التراثية وتغيير الهوية الثقافية للمنطقة.
وأشارت أبو حمدية إلى أن الاحتلال، منذ تأسيسه، استهدف الموروث الثقافي الفلسطيني في محاولة لإحلال هوية مزيّفة تُعتمد على السردية التوراتية، وأضافت أن هذه الجهود الصهيونية مستمرة منذ عام 1948، عندما تم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، وأن ما يجري اليوم من تدمير هو استكمال لتلك الخطط القديمة، بهدف مسح الهوية الكنعانية العربية من المنطقة وإحلال هوية مزيفة.
كما دعت الدكتورة أبو حمدية المنظمات الدولية، وخاصة اليونسكو، إلى تفعيل دورها في حماية المواقع التراثية في فلسطين، وشددت على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه ما يحدث، مؤكدة أن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاقيات الدولية ويتجاهل القوانين والمواثيق العالمية.
وأعربت عن امتنانها للجهود الأكاديمية العربية، مشيرة إلى أن العديد من المثقفين والأكاديميين العرب ينادون بحماية التراث الفلسطيني، ويعقدون مؤتمرات دولية لتسليط الضوء على هذا الموضوع، ودعت إلى تكثيف هذه الجهود وتوجيه الأنظار الدولية إلى الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق التراث الفلسطيني، مشددةً على أن التراث الفلسطيني هو سلاح قوي في مواجهة الاحتلال، وأن الحفاظ عليه يعزز من صمود الهوية الفلسطينية أمام محاولات التهميش والإلغاء.