في حديث على قناة فلسطيننا ضمن ساعة حوارية مع الإعلامي يوسف الزريعي، أكّد مسؤول هيئة التوجيه السياسي في لبنان وعضو قيادة الساحة اللبناني في حركة "فتح" الأخ جمال قشمر، أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو امتداد واضح لمشروع قديم يهدف إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وجعل فلسطين "أرضًا بلا شعب"، مشيرًا إلى أن هذا العدوان الوحشيّ لم يتوقف عن استهداف كافة الفئات والقطاعات الحياتية في غزة، من الأطفال إلى المرضى، إلى وسائل الإعلام، وإلى المدنيين المتشبثين بأرضهم رغم الظروف القاسية.
قشمر شدد في تصريحاته على أن استهداف حي الصفطاوي في شمال غزة وغيرها من المناطق يأتي ضمن مخطط إبادة معلن، يهدف إلى محو الوجود الفلسطيني، متابعًا: "المشروع الصهيوني سعى دائمًا لإبادة الفلسطينيين، سواء عبر القتل المباشر أو الحصار والتجويع، وخلق ظروف معيشية تجعل الحياة مستحيلة".
ورداً على تساؤلات حول غياب الدعم الدولي لوقف العدوان، قال قشمر: "الحراك السياسي الفلسطيني مستمر في كافة المحافل الدولية، لكننا لم ننجح حتى الآن في وقف العدوان لأسباب تتعلق بالسياسة الأمريكية الداعمة بشكل مباشر للكيان الإسرائيلي"، وأضاف أن هذا الدعم الأمريكي يتجاوز الدعم العسكري ليشمل غطاءً سياسيًا، يمكّن الاحتلال من الإفلات من المحاسبة الدولية، قائلاً إن "العدوان الإسرائيلي هو عدوان أمريكي إسرائيلي مشترك".
*دعوة لاستنهاض الموقف العربي*
قشمر لم يخفِ أسفه من ضعف الموقف العربي الرسمي تجاه المجازر التي يتعرض لها أبناء شعبنا في غزة، مؤكدًا على أن الموقف العربي الداعم لفلسطين يجب أن يرتقي لمستوى التحديات التي تواجه الأمة ككل وليس فلسطين وحدها، وأوضح أن تخلي بعض الدول العربية عن مسؤولياتها يساهم في تشجيع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه بحق الفلسطينيين، داعيًا إلى استنهاض الشارع العربي ومطالبة الأنظمة بمزيد من الدعم والإجراءات الفاعلة.
*لبنان في قلب المعركة*
انتقل الحوار إلى الحديث عن لبنان، حيث أشار قشمر إلى أن المقاومة اللبنانية سطرت أروع المواقف من خلال إطلاق جبهة إسناد من الجنوب اللبناني، لردع العدوان الإسرائيلي، ورأى أن الاحتلال يسعى إلى جر لبنان إلى حرب شاملة، حيث استهدف كافة المناطق اللبنانية بقصف كثيف، مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأوضح أن الاحتلال كان يظن أنه قادر على النيل من المقاومة اللبنانية، لكنه وجد أمامه رجالًا يمتلكون إيمانًا عميقًا واستعدادًا لا يلين للدفاع عن أرضهم وكرامتهم.
*رسالة إلى بريطانيا في ذكرى بلفور*
وفي الذكرى السابعة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم، طالب قشمر بريطانيا بالاعتذار عن هذا الخطأ التاريخي الذي ما زالت تبعاته تلقي بظلالها الكارثية على المنطقة.
وأشار إلى أن مفهوم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" قد قوبل بصمود فلسطيني مذهل، إذ ما زال الفلسطينيون على أرضهم رغم عقود من المجازر والمعاناة.
واعتبر أن صمود الفلسطينيين وتشبثهم بأرضهم كان ولا يزال الركيزة الأساسية لمواجهة المشروع الصهيوني القائم على الإبادة والتهجير.
*توحيد الصف الفلسطيني*
أما فيما يخص المصالحة الفلسطينية، فقد أكد قشمر على أهمية وحدة الصف الوطني، مشيرًا إلى اللقاءات الأخيرة بين حركة "فتح" وحركة "حماس" كخطوة إيجابية.
وأوضح أن منظمة التحرير ترى ضرورة أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية موجودة في غزة بعد انتهاء العدوان كما كانت قبل وأثناء العدوان، لتكون مرجعية فلسطينية وحيدة أمام المجتمع الدولي، وتفادي أي محاولة لفرض إدارات بديلة.
*الثبات حتى النصر*
وختم الأخ جمال قشمر حديثه بتأكيده على أن الثورة الفلسطينية لن تتوقف، وأن شعبنا الفلسطيني سيواصل الصمود والمقاومة بكل الوسائل الممكنة، مهما كانت التضحيات.
وأعرب عن أمله في دعم أوسع من الشعوب العربية، ليشكلوا معًا خط الدفاع الأول ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها