منذ توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة عجزت دولة الاحتلال عن تحقيق اختراق ملموس لدى الشعبين الأردني والمصري، خاصة في قطاعي الثقافة والأكاديمي.

حاولت كثيرًا من خلال مشاريع مباشرة أو غير مباشرة بالتعاون مع برامج أميركية وأوروبية، وإغراءات كثيرة بالسفر والمشاريع والمنح وورشات عمل ومؤتمرات، فشلت.

في الأسبوع الماضي، حضر وفد من جامعة عربية إماراتية ضمن برنامج مرتب للتعريف بالجامعة وحث الطلاب لتقديم طلبات للحصول على منح للالتحاق بها. لا ترفض المؤسسات الأردنية الأكاديمية طلبًا لزيارتها من أي جامعة عربية، لا بل تشجع مثل هذه الزيارات. الأردن منفتح على كل الدول العربية خاصة في مجال تطوير التعليم وتبادل الخبرات. ومنذ سنوات طويلة. 

بدأ هذا الوفد بزيارة الجامعة الأردنية، وبعدها كان سيزور الجامعة الهاشمية وجامعات أخرى، واحتشد الطلاب للاستماع، فهم تواقون للمعرفة والتعليم خاصة إن كان في الأمر منح تمكنهم من تطوير قدراتهم، لكنهم فوجئوا بعد خمسين دقيقة من أصل ساعتين، مدة الشرح والتفاعل المقررة، أن هذه الجامعة تشارك برنامجها مع معهد وايزمان والجامعة العبرية، فانفجر الغضب وانسحب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ونظم الطلاب اعتصامًا يطالب إدارة الجامعة بتوضيح ما حصل، فكان جواب مهند مبيضين، عميد شؤون الطلبة "إن الجامعة ترفض ما حصل في المؤتمر الذي عقد بكلية البرمجة لما فيه من تطبيع مع الكيان الصهيوني، ونقدر ما قام به الطلبة، وموقفهم مقدر ويحترم ومحل فخر واعتزاز". وقال: "إن تلك الجامعة طلبت عقد ندوة لعدد من الطلبة حول منح مقدمة بتخصص الذكاء الاصطناعي، ولم ترد ضمن الطلب معلومات تفصيلية حول الشركاء بتلك المنح، ولدى معرفة الطلبة بمشاركة جامعات صهيونية بالمنح انسحب طلبتنا من الندوة".

على إثر ذلك ألغت الجامعة الهاشمية وجامعات أخرى برنامج زيارة هذا الوفد، وأعلنت أنها ضد التطبيع بكل أشكاله وخاصة الثقافي والأكاديمي.

ما حصل يطرح سؤالاً مهما، وهو لماذا تقبل جامعة عربية أن تكون حصان طروادة لتحقيق ما عجزت عنه دولة الاحتلال؟ هل تعتقد أن الإغراءات المالية تمكنها من ذلك؟

دولة الاحتلال سعيدة جدا بما تجنيه من أرباح في علاقاتها التطبيعية، ماديًا ومعنويًا، أما شعوبنا، فتشعر بالحزن والغضب رغم أن مسؤولي الدول العربية يقولون إن علاقتهم بدولة الاحتلال في جزء منها لصالح الفلسطينيين، والفلسطينيون يقولون إنها صفعة وخنجر في قلوبهم.
أن تكون جامعة عربية حصان طروادة لدولة الاحتلال، فهو مرفوض ومدان، والأمل معقود على مستقبل تدرك فيه دول التطبيع أن هذا الدور خطير عليها وعلينا وعلى كل الشعوب العربية.

حيلة حصان طروادة لن تنطلي على حصوننا الشعبية والأكاديمية.

 

المصدر: الحياة الجديدة