مر أمس السبت يوم الطفل العالمي الذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرته عام 1954 ليكون يومًا يقرب بين أطفال العالم من أجل التآخي وحماية الطفولة لحماية المستقبل وثمة أمم عديدة اعتمدت تواريخ مختلفة للاحتفال بيوم الطفل، ما جعل هذا اليوم مشتتًا دون رعاية أممية، سياسية، وأخلاقية، خارج الإعلانات الاستعراضية، تحفظ للأطفال أينما كانوا حقهم في الحياة الآمنة قبل كل شيء، حياة الطفولة بكل ما فيها من لعب، وتعلم، وبراءة .

لا شيء من هذه الرعاية حتى الآن ودليلنا هنا على هذه الحقيقة ما يتعرض له الطفل الفلسطيني من قمع وقتل واعتقال من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد بلغ عدد الأطفال الذين اعتقلهم جيش الاحتلال منذ عام 67 وحتى عام 2020 أكثر من خمسين ألف طفل معتقل، وهذا حسب إحصائية لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني، وثمة تحديث لهذه الإحصائية سيكون مع نهاية هذا العام.

الأبشع والأخطر والأكثر انتهاكًا لحقوق الطفل، الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي خلفت مئات الشهداء من الأطفال، وفي الضفة لا يكف الاحتلال الإسرائيلي عن ملاحقاته للطفل الفلسطيني، لا بالقمع، والاعتقال فقط، وإنما بالقتل أيضًا، وأحدث شهيد في هذا الإطار، الطفل محمد دعدس، ولن يكون بوسع أحد أن ينسى الطفل محمد أبو خضير، الذي أحرقوه حيًّا، والطفل علي دوابشة، الذي قضى حرقًا كذلك، وثمّة شهداء وشهيدات من الأطفال الرضع، والقائمة تطول، ويوم الطفل العالمي منصة احتفال استعراضي ...!!   

لا شيء يجعل هذا اليوم حقيقيًّا في رعايته للطفولة، ما لم ينظر العالم إلى الطفل الفلسطيني، الذي هو في الواقع التراجيدي، طفل العالم إذا ما احترم العالم منظومته الأخلاقية، وتصدى للتغول العنصري الإسرائيلي، الذي يسعى وعلى نحو محموم لاقتناص الطفولة الفلسطينية، بشتى سياسات القمع والاضطهاد، المعبأة بشتى أنواع الرصاص ...! تحية لأطفال العالم أينما كانوا في يومهم العالمي، ولهم نقول: هنا أقرانكم  يودون احتفالاً بهذا اليوم بتآخيكم معهم، ضد الاحتلال وسياساته العنصرية العنيفة، فلعلكم بهذا الموقف البريء من كل غاية سياسية، توفرون الحماية الدولية لهم، والتي ما زال الكبار في هذا العالم عاجزين عن توفيرها...!!  

المصدر: الحياة الجديدة