زارَ المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين، فضيلة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في دارته، اليوم الثلاثاء 13-3-2018، يرافقه سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانيّة أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، والمستشار أول في سفارة دولة فلسطين حسّان ششنية.
وقد وضعَ فضيلة المفتي حسين سماحة المفتي دريان في صورة المستجدات كافّةً في الأراضي الفلسطينية وما تتعرَّض له المقدسات الإسلامية والمسيحية من انتهاكات من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي لتغيير طابعها الإسلامي والمسيحي والعربي.
ورأى أنَّ دار الافتاء اللبنانية دائمًا تحمل همَّ القضية الفلسطينية لأنَّها شريكة في الاخوّة والمصير والكرامة وفي المحافظة على المقدسات الإسلامية مؤكِّدًا أنَّ "المفتي دريان مناضل كبير وعالِم يدافع عن حقوق الأُمّة الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى".
وأضاف فضيلته: "إنَّ قرار ترامب إهداء القدس إلى الكيان الإسرائيلي هو قرار باطل، وهو عدوان على الشعب الفلسطيني، وعلى الأمة العربية، وعلى الأمة الإسلامية، وعلى أحرار العالم، وعلى الشرعية الدولية التي كان موقفها واضحًا خلال تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتصويت الدول في مجلس الأمن برفض هذا القرار"، وشدَّد على رفض القرار وكل ما يترتب عليه، وأشار إلى أنَّ نقل السفارة والقرار في ذاته لن يؤثِّر أبدًا على وضع القدس، مردفًا: "القدس عربية، إسلامية، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية التي لا نقبل بديلاً عنها، ولا نتنازل عنها وهي من الثوابت الفلسطينية الدينية والوطنية".
وقد قدَّم المفتي حسين لسماحة المفتي دريان درع القدس ومجموعة من الكتب عن القدس.
كما زار سماحة الشيخ محمد حسين، رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، يرافقه السفير أشرف دبور، والمستشار أول حسّان ششنية، بحضور نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، والمفتي الشيخ غالب عسيلي.
وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الفلسطينية والأوضاع في القدس، في ظل استمرار الغطرسة الصهيونية.
وبعد اللقاء صرَّح سماحة المفتي حسين قائلاً: "شرفٌ عظيمٌ أن نجتمع مع سماحة الشيخ قبلان في هذا الصباح الطيب والمبارك، وبالفعل وجدنا فيه وفي إخوانه النصير والظهير لقضية فلسطين ولجهاد ونضال وصبر وثبات لدى الشعب الفلسطيني، كما وجدنا فيهم الاخوة الصادقة والمنتمية الى القدس ومقدساتها وفلسطين وشعبها، ولا شك أنَّ الهموم مشتركة والآمال مشتركة أيضًا، ونحن مع هذه الهمم العالية والقوية سنحقّق كل الاهداف التي نسعى اليها، والفلسطينيون الموجودون في لبنان كل الشعب اللبناني الشقيق هو الظهير لهم، لا بل المشارك في نضالهم وصبرهم وثباتهم لتحقيق الاهداف الفلسطينية كافة، وفي قلب هذه الاهداف القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين الحُرّة والأبيّة، والتي ستتجاوز كل الصعاب التي تعترض هذه المسيرة المظفرة لأبناء شعبنا الفلسطيني".
وختم بالقول: "نُجدِّد شكرنا لسماحة الشيخ وكل الشعب اللبناني الذي يقف الى جانب أشقائه في لبنان، وفي فلسطين، وفي كلِّ مواقع الشتات الفلسطيني حتى نلتقي جميعًا في القدس في المسجد الأقصى المبارك، وقد تحقَّقت الآمال للفسطينيين وللعرب والمسلمين، لا بل لكل أحرار العالم بالحرية والاستقلال لفلسطين أرض الإسراء أرض الشهداء والحُريّة وأرض الأحرار".
كذلك زار المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين، شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز الشيخ نعيم حسن، يرافقه السفير أشرف دبور، والمستشار أول حسّان ششنية.
وبعد اللقاءـ كان لسماحة الشيخ حسين تصريحٌ ممَّا جاء فيها: "شرفٌ كبيرٌ نشعر به ونحن نزور سماحة شيخ عقل الطائفه الدرزية نعيم حسن، اخواننا الدروز أصحاب المواقف الطيبة الدائمة والنبيلة في نصرة القضية الفلسطينية وشعبها تذاكرنا تدارسنا بالقضية الفلسطينية وما تمر به وكل المستجدات على الساحة الفلسطينية والرفض الكامل الذي وجدناه من سماحته من كل الاطياف اللبنانية برفض القرار الجائر للرئيس الامريكي باعتبار القدس العاصمة للكيان الاسرائيلي، ومن ثم الشروع بمحاولة نقل السفارة في 14 ايار القادم، هذه المواقف تعطينا نحن الصامدين والمرابطين في القدس العزيمة والاصرار على أن نبقى صامدين حتى الوصول الى التحرير والحُريّة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبديّة والتي لا نرضى عنها بديلاً القدس الشريف، قدس الديانات، وقدس المقدسات، وقدس العرب، وقدس الفلسطينيين، وقدس كل الأحرار في العالم".
وأضاف: "انتهزُ هذه المناسبة للتأكيد على أنَّ الشعب الفلسطيني لن يفرقه ولن يؤثر على وحدته وأهدافه هذه المحاولة الجبانة التي تعرَّض لها رئيس الوزراء الفلسطيني، رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، في غزّة صباح هذا اليوم، آملاً أن يعطي هذا العمل لأبناء شعبنا التصميم والإرادة القويّة والعزيمة لإنهاء كل الخلافات، وعلى رأسها الانقسام المرير والبغيض ليعود أبناء شعبنا ولتعود الجغرافيا الفلسطينية، ولتعود الديمغرافية الفلسطينية هي الوحدة الواحدة التي نجابه بها كلَّ المؤامرات، وأنا اعتقد أنَّ هذه الوحدة كفيلةٌ بأن تتحطَّم عليها كلُّ المؤامرات التي تستهدف أبناء شعبنا وقضيّتنا وقُدسنا ولاجئينا وكلّ المعاني والثوابت الوطنية التي يسعى أبناء شعبنا لتحقيقها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها