دعمًا لصمود أهلنا في القدس، ورفضًا لقرار المتصهين ترمب، وإحياءً لذكرى انطلاقتها الثالثة والخمسين، نظّمت حركة "فتح" في مخيّم نهر البارد مسيرةً جماهيريّةً انطلقت من وسط ساحة الشهيد أبو عمّار في المخيّم القديم بمشاركة الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، إضافةً إلى كوكبةٍ من الفعاليات والشخصيات الدينية والاجتماعية والوطنية، وحشودٍ غفيرةٍ من أبناء مخيمَي نهر البارد والبداوي وقرى الجوار اللبناني، اليوم الأحد الموافق ٣١-١٢-٢٠١٧.

وقد تقدّمت المسيرةَ سيّاراتٌ تزيَّنت بالعَلم الفلسطينيّ وبرايات العاصفة، وصُوَر الرّمز ياسر عرفات والرّئيس محمود عبّاس وشهداء اللّجنة المركزيّة وصُوَر الشهيد إبراهيم أبو ثريا وأيقونة فلسطين الأسيرة عهد التميمي، وفرقة من كتيبة "بيت المقدس" التابعة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني، ثُمّ اصطفَّت طوابير الكشّافة والفرق الموسيقيّة، فالأشبال والزّهرات وحَمَلة الرايات، تلتها تشكيلاتٌ للمكاتب الطّلابية والشّبابيّة الرّياضيّة والنّسائيّة الحركيّة.

وجابت المسيرةُ شوارع المخيم على وقع أناشيد العاصفة، والهتافات الوطنية والثورية الداعمة لصمود أهلنا في القدس وفلسطين.

بدايةً رحّب مسؤول إعلام حركة "فتح"-شعبة نهر البارد الأستاذ محمد أبو عرب بالجماهير شاكرًا تلبيتهم لنداء القدس، وأضاف: "إيمانًا منّا بحقِّ شعبنا في الثّورة لاسترداد وطنه المغتصب، وإيمانًا منا بالكفاح والنضال من أجل حرية الأرض والإنسان، انطلقَ المارد الفتحاوي ليُعلنها ثورةً ضدَّ المعاناة والطغيان.. فمن عيلبون كانت البداية، وفِي معركة الكرامة لنا حكاية، وفِي بيروت الصمود أجمل رواية، وسنتابع مسيرتنا النّضالية حتى النَّصر في النهاية".

ثُمَّ ألقى عضو قيادة منطقة الشمال، أمين سرّ الفصائل وحركة "فتح" في نهر البارد، أبو سليم غنيم كلمة حركة "فتح"، مُتوجِّهًا بالتّحية إلى شهداء الثّورة الفلسطينية، وإلى الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال، والجرحى، والمرابطين في القدس، والشعب الفلسطينيّ الصامد في الداخل والشتات، وإلى أيقونة فلسطين الأسيرة البطلة عهد التميمي.

وأضاف: "في الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وانطلاقة المارد الفتحاوي، إنَّنا في هذه الحركة سنُواصل نضالَنا بعزيمةٍ وإرادةٍ لا تلين على درب الحُريّة والاستقلال، ولم نتعب من المُضي قُدمًا في مقاومة المحتل الصهيوني، لتحقيق أهدافنا العُليا التي انطلقنا من أجلها منذ العام 1965، والمتمثّلة بكرامة الأرض والإنسان الفلسطينيين والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وتابع غنيم: "لقد استطعنا عبر عقود من النضال والعمل التراكمي أن ننتزع اعترافًا دوليًّا بأغلبية ساحقة بالدولة الفلسطينية، وإقرارًا دوليًّا بحقّنا الطبيعي والتاريخي والقانوني بتقرير المصير، وسنستمر في مقارعة الاحتلال في الميدان وفي المحافل الدولية إلى حين إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كافة اللاجئين إلى كامل التراب الوطني".

وقال: "إنَّ نضال حركة "فتح" لم يكن مقتصرًا على مقاومة المحتل الصهيوني بالسلاح والمقاومة الشعبية فقط، وإنَّما كان وما زال فكر حركة "فتح" يعمل كمنظومة يجمع بين ثناياه العملَ المقاوم وبناءَ الإنسان الفلسطيني، وتكريسَ الثقافة الفلسطينية بكلِّ أبعادها التاريخية والدينية والحضارية، إدراكًا من حركة "فتح" أنَّ أول ما يستهدفُهُ المحتلُّ هو الذاكرة والثقافة والتاريخ واللغة".

ثُمَّ أضاف: "إنَّنا نرى في انتفاضة القدس ومقاومتها الشعبية البطولية استحقاقًا وطنيًّا جاء رَدًّا تلقائيًّا على السياسات العنصرية الإجرامية، والإعدامات الميدانية، وحرق العائلات، ومواصلة الاستيطان والتهويد وتقطيع أوصال القدس، ورَدًّا طبيعيا على قرار ترمب النازي باعتباره القدس عاصمة (إسرائيل)، وتهديده بنقل سفارة بلاده إلى القدس".

وقد أكَّد غنيم تمسُّك حركة "فتح" بالوحدة الوطنية، فالوحدة الوطنية هي السبيل الأساسي إلى تحرير الوطن، مُتوجِّها بتحيَّة فخرٍ وعزٍّ من أبناء شعبنا المنتفضين في فلسطين والقدس الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في ابتداعهم لوسائل جديدة في مقاومة الاحتلال.

وفيما يتعلَّق بمخيم نهر البارد، أكَّد غنيم رفضه لسياسة "الأونروا" المجحِفة بحقِّ أبناء شعبنا عموما، وبحق أبناء نهر البارد خصوصا، مطالبا إياها بتحمل مسؤولياتها قبل فوات الأوان، كما أكَّد ضرورةَ الإسراع في استكمال إعمار المخيَّم، ودفع بدلات الإيجار لمَن لم يعودوا إلى بيوتهم إلى حين عودتهم.

وفي نهاية المسيرة أضاء أمين سرّ منطقة الشمال أبو جهاد فيَّاض، إلى جانب معتمَدي الفصائل وفعاليات ووجهاء المخيم شعلة الانطلاقة على وقع الأغاني الثورية.