نظَّمت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى (الأونروا) والاتحاد الأوروبي يوم الاثنين 12 حزيران 2017 احتفالاً في بيروت عرض خلاله الطلاب الذين حازوا على منح دراسية من برنامج الأونروا للمنح الممول من الاتحاد الأوروبي إنجازاتهم التعليمية.
وحضر الاحتفال رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان د.أليكسيس لوبر، ومدير الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، إلى جانب عدد من موظّفي الوكالة.
وقد قدَّم الاتحاد الأوروبي منذ العام 2005 منحًا دراسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وصلت قيمتها إلى 12.5 مليون يورو سمحت لـ600 طالب فلسطيني باستكمال دراستهم في جامعات لبنانية.
وبالرغم من ذلك لا تتخطّى نسبة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الحائزين على شهادات جامعية 6.2% وفق الدراسة التي أعدّتها الجامعة الأميركية في بيروت حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في العام 2015.
لقد ساهم هذا المشروع المموَّل من الاتحاد الأوروبي في تعزيز اعتماد لاجئي فلسطين الشباب على نفسهم خصوصًا على المستوى الاقتصادي وتسهيل وصولهم إلى سوق العمل. وشملت المنح المقدَّمة اختصاصات مختلفة منها الهندسة والعلوم والفنون.
خلال الاحتفال عرض عدد من الطلاب من مختلف الاختصاصات والجامعات مشاريعهم النهائية وأطروحاتهم. أمَّا ممثلو الوكالات المشرفة على هذا البرنامج فقد رؤوا بنفسهم ثمار هذا الاستثمار المهم في مستقبل اللاجئين الفلسطينيين الشباب.
وقال السيد كوردوني في هذه المناسبة: "تتعدد قصص نجاح الطلاب وهي تشمل أخصائيين شباب مبدعين يعملون في القطاع الخاص وغير الربحي وكذلك في الأونروا. أود ان أهنئ الطلاب، وأعرب عن تقدير الوكالة لدعم الاتحاد الأوروبي الذي سمح للطلاب بتحقيق أحلامهم."
كذلك دعا كوردوني المانحين إلى دعم التعليم الجامعي للاجئين الفلسطينيين من خلال برنامج المنح في الأونروا خصوصًا مع انتهاء دعم الاتحاد الأوروبي.
أما السيد لوبر فقال: "الحصول على منحة فرصة رائعة، وهي ما يميّزكم أنتم التوّاقون إلى العِلم، أصحاب الطموحات الكبيرة. ولكن المنحة هي في الوقت نفسه مسؤولية تجاه مجتمعكم، فالأثر الإيجابي الذي تتركه على حياتكم وعائلتكم ومجتمعكم مهم جدًا. لذلك، فأنا أدعو الجهات المانحة الأخرى إلى دعم برنامج المنح في الأونروا من أجل زيادة عدد المستفيدين ما يسمح للوكالة من خلال استراتيجيتها الجديدة بوضع رؤيتها قيد التطبيق ورسم خارطة طريق أكثر فعالية تسمح بزيادة عدد الخريجين الفلسطينيين".
حصلت ألاء معروف على منحة دراسية من الاتحاد الأوروربي وتخرجت في مجال هندسة الكمبيوتر من الجامعة اللبنانية الأميركية وقالت في هذه المناسبة: "لقد غيّرت سنوات الدراسة الخمس التي أمضيتها في الجامعة حياتي. أدركت أنّ الحياة الجامعية لا تقتصر على معدّل العلامات فحسب بل تتمحور حول بناء الإنسان الاجتماعي والقائد."
وأضافت: "فتحت هذه المنحة لي الأبواب على حياة مختلفة تمامًا. لا تنتهي الرحلة هنا مع شهادة البكالوريوس. أريد أن أتابع دراستي لأترك بصمة في حياة طلاب آخرين تماما كما تركت هذه المنحة بصمة في حياتي".
كذلك شكر محمد علي وهو طالب أدب انكليزي في الجامعة اللبنانية الاتحاد الأوروبي وبرنامج المنح في الأونروا قائلا: "ساعدتني المنحة في مهنتي وخففت من العبء المالي. لولا هذه المساعدة لتهت وأنا أعتبر ذلك إنجازًا مهمًّا في حياتي."
الاتحاد الأوروبي والأونروا: معاً من أجل لاجئي فلسطين
عمل الاتحاد الأوروبي والأونروا على بناء شراكة استراتيجية يحكمها هدف مشترك ألا وهو دعم التنمية البشرية ومساندة الاحتياجات الإنسانية وتقديم الحماية للاجئي فلسطين وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. يعدّ الاتحاد الأوروبي اليوم أكبر مانح متعدد الأطراف للمساعدات الدولية المقدمة للاجئين الفلسطينيين. ويمكّن هذا الدعم الأكيد والمستمر الأونروا من توفير التعليم ذات الجودة لما يقارب النصف مليون طفل وخدمات الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 3.5 مليون مريض في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. وسمحت هذه الشراكة لملايين اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على مستوى تعليمي أفضل وعيش حياة صحية والوصول إلى فرص العمل وتحسين ظروفهم المعيشية ما يساهم في تقدم المنطقة برمتها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها