في غزة، لا تُسمع سوى أصوات القنابل وأزيز الطائرات، اختفى ضحك الأطفال وحل مكانه صمت الطفولة، الحرب لم تترك فقط بيوتًا مهدمة، بل أرواحًا صغيرة مثقلة بالصدمة والخوف.

أطفال لم تتجاوز أعمارهم الستة أعوام فقدوا اليوم القدرة على الكلام بسبب الرعب الذي يعيشونه مع تواصل العدوان على غزة، ففقدان أحد أفراد العائلة أو العائلة بأكملها والإصابة بإعاقات وبتر الأطراف وغيرها من الظروف المأساوية نتج عنها مشكلات نفسية وجسدية كالتبول اللاإرادي، العدوانية، والخوف الشديد وذلك وفقًا لتقارير أضاءت عليها "صحيفة الغارديان" البريطانية.
وفي مواجهة هذا الواقع، تحاول المؤسسات الإنسانية توفير الإسعافات النفسية الطارئة، إذ تجمع الأطفال في أنشطة جماعية مثل اللعب والرسم والغناء، لتخفيف بعض من وطأة الحرب على أرواحهم الصغيرة، لكن لا يمكن الحديث عن الدعم النفسي في القطاع دون توفير الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء والمأوى، فكيف يمكن لطفل أن يشعر بالأمان وهو جائع أو يرتجف من البرد؟

ووفقًا لليونيسيف، هناك سبعة عشر ألف طفل في غزة بلا مرافق، فقدوا آباءهم وأمهاتهم بسبب القصف المتواصل منذ نحو العامين وهم اليوم يواجهون بمفردهم الحرب وأجبروا في كثير من الأحيان إلى لعب دور الأب والأم لأشقائهم الأصغر منهم سنًا.

ومنذ أكثر من عامين وأطفال غزة يبحثون عن الضوء في ظلام وظلم هذا العدوان، لم يختاروا الشقاء بل فرضه الاحتلال عليهم وحرمهم كل حقوقهم وحول طفولتهم الملونة الى سوداء وزرع الخوف مكان ابتساماتهم ودمر أحلامهم وقضى على آمالهم في حرب استباقية يخوضها ضدهم وخوف من مستقبل مجهول ينتظر طغيانه الذي لا بد له أن يتبدد مهما طال بطشه وكبر صلفه.