خاص / مجلة القدس                                                                                             

طائرةٌ ورقيّةٌ

طارتْ مع هبّةِ ريح

أحلامٌ ورقيةٌ

أشياءٌ كثيرةٌ أمقتُ عتمتَها

خطوةٌ تكادُ تتلاشى في مسيرةِ السحب

لا أملكُ سواها

هنا البيتُ قبلَ أن يصيرَ حبّاً قديماً

ألمُ الأحلامِ اللذيذةِ عندَ ظلال البيت

أدركُ معنى الغيابِ ولهفةَ الغائبِ

ولكنني أكتشفتُ الحنانَ على أطرافِ وردةٍ

وتحسّستُ دويّ غيمةٍ جاريةٍ بين يديّ

ما جدوى غربةٍ لا تفارق

ما جدوى خواطرَ جميلةٍ بلا أمل

لستُ حجراً بين شارعين لتنساني عصافيرُ الغاباتِ

وطني يفلتُ من النوافذِ

من أوراقِ الورودِ اليانعة

مثلما تنكسرُ صورةُ القمرِ بين الاغصان

ينكسرُ حلمُنا

لم يعدْ بمقدورنا أن نميّز ملامحَنا

بكاءُ خيالٍ وأشياءٌ أخرى

كمثلِ يومٍ هذه الحياة

عابرةٌ بلا روح

كأشباحِ غيومٍ

رصيفٌ بمنازلَ مهدمةٍ

دموعٌ وعدمٌ

كما لو أن السماءَ تبكي في ساعةِ غضبْ

لا صباحَ يتجاوز لهفتي

 دمي وردة حمراءُ في مزهريّةٍ عند نافذةمهشّمة

سرابٌ يلامسُ أطرافَ أصابعي

أسرابُ صفصافٍ تبتعدُ للوصولِ الى شمسِ هنالك

أوهامٌ وأحلامٌ طريق الحياة

طريقٌ ليس فيها بلاد

ذاتَ يومٍ أغبرَ بثيابٍ شتوية

غدٌ بيدٍ مرتعشةٍ في الضباب

غريبةٌ غربتنا

يا أيتها الأرضُ

يا أيتها السماءُ

يا أيتها البلادُ

أغيثينا من الهلاك

أيامُنا عابرةٌ في صقيع الكواكب

ماضينا مراكب

سفر وحقائب

نمضي الى أقصى البلاد

الى آخرةٍ سعيدةٍ

وأرضٍ لا تصلها الطيور

في نهاراتِ الرّوح

للسروةِ ذكرياتٌ

للشمعةِ رمادٌ

بلغنا سنّ اليأسِ

نسيانٌ في كلامِ العصافير

على الشبابيكِ عتمة

شربنا قهوتَنا حتى العتمةِ

لم نعثرْ علينا في ظلالِ الرّصيفِ

 ضوءُ المصابيح دفءٌ للروح

ليس من سماءٍ كقهوتنا

ليس من ذعرٍ إلا وعشناه

المدنِ/ الطائفيةِ/ الهويةِ

ثرثراتُ الموتى في البساتين

ثرثراتٌ بلا حدود

ثرثراتُ ما كان وما سيكون

هذي بلادٌ من فراغ

كخاطرةٍ تأتي وتذهب

تترنّح

حياتُنا غامضةٌ

 حيثما تكون ريحٌ تكون

ملامحنا ليست خضراء

ضحكتنا كالإسمنتْ

لم يتغير شيءٌ على صعيد الأسى والزمن الجارح

نسمةُ غريبٍ تنعش وجه الياسمين

طائرةٌ ورقيّةٌ بكل اللغات والأغاني

رسمناها على الجدران بريش الحمام

نصوصٌ مجرّدةٌ من الخواطر

قدمتْ قسطها للعلا

تمضي وليس من مكان

كطعمِ الليل انكسرتْ

كطعمِ الفراشاتِ سرتْ في الطرق

لكل طريق نهاية

ليس لحكايتنا نهاية

طائرةٌ ورقيّةٌ على أغصان شجرة

إذاهبّتِ الريحُ يبكيها المطر.