خاص- مجلة القدس/ ليس المخيم مكسرعصا.. ولا حقل تجارب أو دريئة للرماية.. ولكن يكون بندقية تباع وتشترى لا تقرأ ولاتكتب.. ويرفض أن يكون مختبراً للمعادلات السياسية في علم الخرائط.. كل ذلك لا يفضيفي نهاية الأمر إلا مزيداً من الإرباكات والفوضى والمشي على عكاز الوصاية والتبعيةوتعبئة استمارات الرصاص الطائش..

حيث يصمت المخيمقابضاً على جمر الثوابت والأزقة تلملم خلالها العبر والصمود، وتصرخ أتيت إليكم ولاتعرفون كم أفراد عائلتي من الشهداء، ورغيف الخبز ملطخاً بدمائه حين أصابه مقنع موتوروسقط في شوارع المخيم نازفاً، ومات، ومكبرات الصوت تعلن مراسم الجنازة...

يتدافع الناس كتلاًبشرية في كل الاتجاهات خوفاً وهلعاً بحثاً عن مكان آمن من رصاص غزير وبشكل جنوني وشارعيكتظ بالناس، أطفال ونساء، ومختلف الأعمار، يتدافعون هاربين نحو الأزقة.. صرخات النسوةوبكاء الأطفال واستغاثة معاق، أنقذونا، أنقذونا.. فضولي يسأل، من يطلق الرصاص، هذاموت مجاني، البندقية الجاهلة ضد أحلامنا، والعصي في دواليب مشروعنا الوطني الفلسطيني،لا تضعوا المخيم في سلة الآخرين.

تقفر الشوارع،وحديث الناس المربك بالأسئلة، وكيل الاتهامات من كل حدب وصوب، يمر رجل طاعن في السنقائلاً، كل ديك في منطقته صياح.. 

المخيم ليس بحاجةإلى مورفين أو مهدئ، وليس حقيقة أجندات متنقلة على الفلاش مومري.. وبصوت عالٍ يقول،لن أكون كبش الفداء لمصالح الآخرين، أو فرق عملة في استراتيجيات إقليمية أو دولية..

ما يريده الأمنالاجتماعي أولاً وأخيراً، وتوفير شبكة آمان لأهله، دورة الحياة الطبيعية، تأمين لقمةالعيش، الحفاظ على نسيجه الاجتماعي الإنساني، ودوره النضالي.

كفى عبثاً أيهاالعابثون، الحمل ثقيل جداً جداً..

كفى استهتاراً،حيث الشهداء، والجرحى، والأسرى، والانقسام المهرّب بالأنفاق على حبال التسويف وفتاوىالحلال والحرام.

المخيم يريد إنهاءحالة الشواذ الظاهرة والمستترة بتوحيد الصف وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، يريداستعادة دوره النضالي لقضية وطنية عادلة وحقوق مشروعة، ودولة فلسطينية مستقلة ترفرفرايتها تحت الشمس.