خاص - مجلة القدس/ ورَاح البشرُ، لا بل، إنفردوا، إعترفوا،إتفقوا وشجعوا فرادةَ وخصوصية الكتابة والتأليف في الأدب والعلم، والابتكار في الفنون(موسيقى، الرقص، والرسم والتصوير)، ومهارة الابداع في الادارة والتخطيط، ودقة البحثفي علوم الكون، وصدقية التنقيب في الاثار، وحذاقة التجدد والتطور الفردي الابداعي المتميزفي مجالات متنوعة.

 

تشهدُ حالياً بعضُالاعمال منحى متجدداً متطوراً إنه المنحى الجماعي التعاوني. نلحظ هذا النهج في الاعمالبكافة فروعه وصناعة الافلام وبعض الالعاب الرياضية (كرة القدم، كرة السلة، والكرة الطائرة)،ونجده أيضاً في العمل المسرحي ورحلات القمر. هذا العمل الجماعي التعاوني اتخذ منحىًمتميزاً بين العديد من قادة الفكر في العلم والأدب، الفن والبحث والتنقيب.

 

يتجلى العمل الجماعيالتعاوني بوضوح تام في الاعلام- تحرير صحف ودوريات يومية إسبوعية شهرية وفصلية وكذلكفي التلفزيون والعمل الإذاعي حيث تتناول المهمات مراقبة ومتابعة ونقل أحداث العالمعن كثب- حروب ونزاعات، صراعات وتطهير عرقي، فيضانات وسيول، زلازل وبراكين، إنجراف تربةومدّ بحري، وطال العمل الجماعي التعاوني ما طرأ على مملكتي النبات والحيوان من تبدلوتغير، إنقراض أنواع وظهور أجناس إثر تغير جيولوجي مناخي- حراري وإنساني.

 

أبحاث ودراساتوتقارير وريبورتاجات تناولتْ مواقف احتجاج وتأييد، تضارب آراء ورغبات مجموعات وأمم،وإقامة محاور ونشوب حروب بين الدول وارتكاب مجازر طائفية وعرقية. تناولها الاعلام وبثهامباشرة توكيداً لسبق إعلامي وكسب مادي أو حشر إنساني أو احتجاج حضاري.

 

وسائل الاعلامالحديثة وأنظمة البث والنشر ساهمتْ في نقل وقائع واحداث إنسانية وطبيعية بسرعة متناهيةغطتْ بقاع الأرض بفصل تكنولوجيا الفيسبوك، التويتر، اليوتيوب، السكايبي، الجوجل، الهواتفالذكية، والستايلات والأقمار الاصطناعية.

 

 وصناعة الافلام، كالاعلام، تشهد عملاً جماعياً تعاونياً،يشترك العديد من كتاب ونقاد، معلقين ومدققين، مصورين وفنانين، دور أزياء وصالونات مكياج،شركات تسويق وممولين في إنتاج عمل فني مشترك حَصَدَ أرقى الجوائز ونال اعلى درجات التقريروحَصَدَ مكافآت وجنى أرباحاً هائلة.

 

القفزة النوعيةفي العلم والتكنولوجيا تركت بصماتها الإيجابية، وأحدثت فقزة في منهجية العمل الجماعيفي العلوم والتكنولوجيا والهندسة التطبيقية والموسيقى، الرسم والنحت، النقش والبحث،التصوير والاكتشافات.

 

هل يمكن لإيجابيةالعمل التعاوني الجماعي الولوج إلى ألوان أخرى تربوية، فنية، تجارية ومهنية؟ الغايةوضع حد لفردية متزمتة ونزعة شخصانية ضيقة كانتسابُ العديد من العاملين في حقول ومجالاتالمعرفة والحضارة الانسانية.إذا كانت إلاجابة بلى، كيف تكون منهجية الأعمال وطرق الانتاجوالتطور، وتأثيراتها الاجتماعية- الدولية والإنسانية؟ وأي مدى تبلغُ صدقيتها وثباتهاوموضوعيتها؟

 

لقد شق العمل الجماعيطريقه بخطى راسخة في الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم الاحياء، إخترق الفضاء،غاص في أعماق البحار والمحيطات، دخل إلى صلب جينات الحيوان والنبات، وتناول بشكل رئيسصحة الانسان الجسدية والنفسية، ودرس تغيرات المناخ وتأثيرها على الأمن الغذائي.

 

غاية البحث والاستكشاف،التجارب والتنقيب خدمة الانسان وتحقيق أمنياته العيش في بيئة صحية نظيفة، وتأمين أمنغذائي للأعداد الهائلة من الناس والحفاظ على ثروات المحيطات الغذائية والبيئية، وحمايةالغابات والانهار والبحيرات من سموم الكيماويات ونفايات معامل الطاقة النووية.

كاليفورنيا 13/3/2012