فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا عسكريًا على لبنان لمنع تزويد الجبهة الشمالية بالأسلحة من الدول الحليفة لها، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء اليوم السبت 2024/09/28، نقلاً عن مصادر عسكرية.

يأتي ذلك في أعقاب نعي الجبهة الشمالية في لبنان، اليوم، أمين عامها حسن نصر الله، إثر غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أمس الجمعة، وهي الأعنف منذ بدء المواجهات في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الناضي.

وأفادت بأن جيش الاحتلال شن في الساعات الأخيرة هجمات جوية على جرافات لبنانية حاولت إعادة بناء ستة معابر حدودية بين لبنان وسورية، والتي كان الاحتلال قد استهدفها ودمرها خلال الأيام الماضية.

إضافة إلى ذلك، أخطر الجيش الإسرائيلي لبنان رسميًا بأنه لن يسمح بهبوط طائرات في بيروت قادمة من أي دولة معادية لإسرائيل.

وفي إطار الحصار العسكري الذي يفرضه الاحتلال على لبنان، ذكرت "يديعوت أحرونوت"، أن الاحتلال سيسمح بحركة المدنيين، لكن في حال وصول سفينة من إي دولة حليفة لجبهة الشمالية، قد يتم إيقافها قبالة سواحل لبنان.

ووفقًا للصحيفة، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي نحو 3,500 قنبلة وصاروخ على لبنان خلال الأسبوع الماضي، ضمن خطة تهدف أولاً إلى تدمير قدرات الاتصالات والرصد الجوي للجبهة الشمالية في لبنان، ومن ثم استهداف كبار قادة الجبهة.

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإنه يعتزم تصعيد هجماته في الأيام القادمة، حيث قال: "لا تزال لدينا قدرات أخرى لإضعاف اعدائنا في لبنان، وهناك مفاجآت نحضرها، والقتال لم يتوقف، والهدف هو إضعاف الجبهة الشمالية إلى أقصى حد".

وأضاف: إن "الجبهة الشمالية تعيش الآن في حالة من الفوضى والاضطراب، ونحن نركز الآن على خنقها مع جاهزية كاملة لمواجهة حلفائها ووكلائها، بما في ذلك الميليشيات في سورية".

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإنه نحو 600 ألف لبناني نزحوا من جنوب البلاد إلى الشمال، إضافة إلى نزوح 400 ألف شخص من أحياء الضاحية فرّوا من منازلهم، بذلك، يُقدر عدد النازحين اللبنانيين بنحو مليون شخص.

وقال الجيش: إن "تقديرات الجبهة الشمالية كانت خاطئة، واخترنا إستراتيجية تحقق النتائج، ولا يزال لدى الجبهة الشمالية قدرات، لكنها لم تنفذ إلا عُشر ما كان مخططًا له بسبب تضرر قدراته القتالية وفقدان القيادة والسيطرة".

واعتبروا في الجيش الإسرائيلي، أن الجبهة الشمالية لم تعلن عن خسائره الكبيرة بسبب حجمها.

كما يُقدّر الجيش أن خليفة  قائدها لن يكون شخصًا واحدًا، بل سيكون هناك عدد من الشخصيات التي ستتقاسم مسؤولياته العسكرية، المدنية، والتنظيمية، داخليًا وخارجيًا، نظرًا للخبرة الكبيرة التي اكتسبها.

وأضاف الجيش: "لدى الجبهة الشمالية بدائل ثالثة ورابعة للقيادات المستهدفة، ونحن ندرسهم لتصفيتهم أيضًا".

واخترق الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، ترددات برج مراقبة مطار بيروت الدولي، وهدد باستهداف طائرة مدنية حال هبوطها في المطار.

وقبل ساعات، حذر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، من أن الجيش لن يسمح بنقل أي أسلحة إلى الجبهة الشمالية، بما في ذلك عبر مطار بيروت الدولي.

وقال: إنه "لن نسمح بنقل الأسلحة إلى جماعة الجبهة الشمالية، بأي شكل من الأشكال، ونحن نعلم بنقل الأسلحة إلى الجبهة الشمالية، وسنعمل على إحباطها"، على حد ادعائه.

وأضاف: أنه "نعلن أننا لن نسمح للطائرات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط في المطار المدني في بيروت، وهذا مطار مدني للاستخدام المدني، ويجب أن يظل على هذا النحو".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه على لبنان لليوم السادس على التوالي، من خلال غارات على بلدات ومناطق متفرقة.