يوماً بعد يوم، يثبت إن محاولات نتنياهو للبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية هي محاولات مكلفة جدا، وقد تدفع باتجاه حلقات جديدة من العنف في هذه المنطقة المبتلاة بإضراب كبير، وتصريحات وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بوضع الصندوق القومي الفلسطيني على قائمة الإرهاب والزعم بان الصندوق القومي متورط في نشاطات إرهابية هي بالطبع تصريحات كاذبة تماماً، لأن الصندوق القومي الذي أنشئ منذ العام 1964، وهو يقوم بالنشاطات المالية لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هو مؤسسة معروفة للجميع، وليس بعيداً عن الرقابة المالية في العالم، كما إن النشاط المالي للمنظمة عموماً يحظى بقدر كبير من الإشادة من أطراف دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، ومجموعات المانحين، وبالتالي فإن هذا الاتهام من إسرائيل كاذب بالمطلق، ويدل على حجم الارتباك الإسرائيلي السياسي نتيجة النشاط المهم الذي تقوم به إدارة الرئيس الأميركي ترامب لإحياء جهود السلام في المنطقة وجاهزية القيادة الفلسطينية للتعامل بإيجابية مع هذه الجهود التي أعلن عنها ترامب خلال اتصال مع الرئيس أبو مازن ودعوته له باللقاء في البيت الأبيض، وكأن إسرائيل صدمت من جراء هذه المكالمة ودعوة اللقاء والنشاط الأميركي الملحوظ باتجاه فلسطين، فسارعت حكومة نتنياهو إلى تصعيد نشاطها السلبي، فجاء تصريح ليبرمان رجاء التهديد الإسرائيلي بالعدوان على قطاع غزة، وقصف مواقع سورية في تدمر، بالإضافة غالى استمرار الانتهاكات اليومية بحق شعبنا في الضفة والقدس الشرقية، بل إن تشجيع حماس على التشبث بالانقسام وحديثها عن مجلس لإدارة قطاع غزة، ومؤسسة الانقسام هو في السياق نفسه.

العالم أصبح أكثر انتباهاً للممارسات الإسرائيلية التي تشير بوضوح إلى أن حكومة نتنياهو تعيش على فكرة واحدة، وهي فكرة فرض الأمر الواقع من جانب واحد، وعندما يثبت إن هذا الأمر الواقع الإسرائيلي، غير شرعي ويتعارض مع مصالح العالم نرى هذا الارتباك في المشهد الإسرائيلي الذي يتجه دائما إلى العنف، وخلط الأوراق بلا منطق، وكأن نتنياهو يقول أنا أو الطوفان، ويتضح إن فرض نظرية الزعيم الأوحد في إسرائيل لا تقل خطورة في استمرارها على الشرق الأوسط بما فيه إسرائيل نفسها.