ترأس رئيس دولة فلسطين محمود عباس مساء يوم الأحد بمقر الرئاسة في مدينة رام ألله اجتماعا للجنة المركزية لحركة "فتح". وحيا سيادته وأعضاء اللجنة ألمركزية أسرانا المحررين من سجون الاحتلال الذين أفرج عنهم ضمن الاتفاق القاضي بالإفراج عن جميع الأسرى المعتقلين قبل اتفاق "أوسلو" واعتبرت اللجنة المركزية، أن الإفراج عن هؤلاء الأسرى يمثل خطوة أولى على طريق تحرير كافة أسرانا البواسل من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الناطق الرسمي باسم حركة "فتح"، وعضو لجنتها ألمركزية نبيل أبو ردينه أن الإفراج عن الأسرى تم وفق المطالب الفلسطينية التي رفضت الشروط والتصنيفات الإسرائيلية القاضية بمحاولة إبعادهم أو استثناء عدد منهم وعدم ربط قضيتهم بملف المفاوضات بحيث يفرج عنهم ضمن الإطار الزمني المتفق عليه. وفيما يتعلق بملف المفاوضات، قال أبو ردينه إن اللجنة المركزية استمعت إلى تقرير حول سير المفاوضات، مؤكدة أن الهدف الأساسي من المفاوضات هو إقامة دولة فلسطين المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضاف أن كافة قضايا الوضع النهائي مطروحة على طاولة المفاوضات ضمن السقف الزمني المتفق عليه مع الإدارة ألأميركية والمتمثل بتسعة اشهر مشدداً على أن الاستيطان يمثل العقبة أمام الوصول إلى السلام العادل والقائم على أساس حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة.

وجددت اللجنة المركزية رفضها المطلق لكل الأنشطة ألاستيطانية مؤكدة الموقف الفلسطيني الذي يعتبر كل الاستيطان في الأرض الفلسطينية غير شرعي ومخالف للقانون الدولي. واعتبرت أن تصاعد وتيرة العطاءات الاستيطانية خلال الفترة الحالية ما هي إلا محاولة إسرائيلية لإفشال الجهود الأميركية الساعية لإحياء عملية السلام. وثمنت اللجنة المركزية التوصيات التي أعلنت عنها دول الاتحاد الأوروبي بخصوص الاستيطان، ودخولها حير التنفيذ في مطلع العام 2014، داعية بقية دول العالم إلى تبني هذه التوصيات استنادا وانتصارا إلى القانون الدولي والشرعية الدولية.

وأكد أبو ردينه موقف اللجنة المركزية القاضي بإنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي من خلال تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين حركتي "فتح" و"حماس" التي نصت على تشكيل حكومة توافق وطني، وإجراء الانتخابات العامة خلال 3 أشهر. وقال إن اللجنة المركزية رفضت كل طروحات حركة "حماس" الهادفة إلى تكريس الانقسام وإدامته، والالتفاف على الاتفاقات الموقعة من خلال الدعوة التي وجهتها لتوسيع المشاركة في إدارة قطاع غزة، أو إقامة كونفدرالية بين الضفة وغزة.

وأضاف أبو ردينه أن هذه الطروحات تؤكد أن "حماس" لا تزال متمسكة بالانقسام وتسعى لإدامته من خلال المناورات ألداخلية والمراهنة على أجندات خارجية لا تخدم المشروع ألوطني مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وحركة "فتح" وقواه الحية لن يبقوا أسرى لمصالح حركة "حماس" إلى ما لانهاية.

وأوضح أن سيادة الرئيس أطلع أعضاء اللجنة المركزية على نتائج زياراته الأخيرة إلى جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الهادفة إلى تعميق التنسيق العربي المشترك في المواقف حيال التحديات الراهنة، ولقاء سيادته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والاتصالات مع القيادة الروسية. وقال إن اللجنة المركزية أكدت الموقف الرسمي الفلسطيني الداعم لحق الشعوب العربية في امتلاك إرادتها الحرة، والوقوف إلى جانب خيارات الشعب المصري الشقيق وجيشه البطل. وأضاف أن مركزية "فتح" جددت التأكيد على موقف الحركة الداعي لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعيا حركة "حماس" إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر ألشقيقة معتبرا أن هذا التدخل يمثل خروجا عن الإجماع الوطني ألفلسطيني ويلحق أفدح الأضرار بقضيتنا. وفي الشأن الداخلي للحركة، أوضح أبو ردينه أن الاجتماع تطرق إلى الملف الداخلي للحركة، حيث ناقش جدول أعمال الدورة المقبلة للمجلس الثوري، ونتائج عمل لجنة الإستراتيجية والمجلس الاستشاري للحركة لعرضها أمام المجلس الثوري.

وقال إن اللجنة المركزية اطلعت على نتائج اجتماعات وفد المجلس الثوري لحركة "فتح" مع الأقاليم الجنوبية للحركة والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.