بقلم: ماهر حسين

  خاص -مجلة القدس العدد السنوي 333

كان من اللافت هذا العدد الكبير من الوفود والشخصيات التي توافدت الى رام الله للمشاركة في الجلسات الإفتتاحية للمؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وقد أدت كثافة الحضور والرغبة بإلقاء الكلمات في الافتتاح الى تأجيل أعمال المؤتمر يوماً كاملاً لإتاحة الفرصة أمام الجميع للحديث والمشاركة في هذا الحدث التاريخي.

شعرت بالفخر وأنا أشاهد العالم يقف تضامناً مع فلسطين وقضية فلسطين ومع الحق الفلسطيني من بوابة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).. البوابة الفلسطينية الخالصة .

وفود عربية وأجنبية، شخصيات إعلامية وأصحاب فكر، قادة أحزاب ونشطاء داعمون ومؤيدون لقضية فلسطين في كل المحافل.

حضرت مصر والجزائر والأردن وتونس والمغرب والكويت والسودان والعراق والبحرين ..كل وفد عربي رسمي وحزبي شكل حضوراً نعتز به.. وكيف لا ونحن من نفتخر ونفاخر دوماً بعروبتنا وبامتدادنا القومي العربي.

في الحقيقة إن ذكر الأسمـــاء مأزق كبير بالنسبة لي بحيث انّ المقال لا يتّسع لذكر الجميع. ولكن كل الوفود والشخصيات العربية التي حضرت تم الترحيب بها بشكل مميز وكان هناك جهد كبير في التعامل معهم و توفير كل سبل الراحة لهم، فهم ضيوف وأصحاب دارٍ في الوقت عينه.

 هذا الحضور العربي من كل الأصقاع والأحزاب كان مدركاً تماماً لأهمية حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وواعياً لدورها. فالكل يعرف أهمية الحفاظ على وحدة فتح  والحرص على نجاح مؤتمرهـا.

وبالتزامن مع الحضور العربي حضرت شخصيات دولية الى رام الله للمشاركة في مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني السابع. العديد من الشخصيات المرموقة من ممثلي المؤسسات والأحزاب العريقة، منها المنظمة الإستراكية الدولية والمجموعة الاشتراكية الديمقراطية في البرلمان الاوروبي وحزب الشين فين الإيرلندي الصديق والحليف ورئيس لجنة فلسطين في البرلمان الاوروبي وثلةٌ من ممثلين عن الاحزاب الإشتراكية في العديد من دول العالم . إضافةً الى الحزب الشيوعي الكوبي والصيني  وممثل روسيا الإتحادية، كذلك الهند والنيبال و ممثل عن حزب العدالة والتنمية التركي.

الكل جاء للمشاركة في مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) في دلالة واضحة على مكانة حركة فتح الدولية وعلى نجاح الحركة في الوصول بصوتها ورسالتها الى كل العالم، وهذا مؤشر على تميّز دورهـــا في نسج العلاقات مع أحزاب ومنظمات ومؤسسات ودول العالم خدمةً لفلسطين ولقضية فلسطين المحقّة والمقدّسة.

إنّ رسالة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) للعالم واضحة ومحددة. الحرية والإستقلال والكرامة والتنمية والبناء والتحرير والحق وبالطبــــع السلام .

يعود سر هذه المشاركة الدولية الواسعة في مؤتمر حزبي هو الى أن حركة فتح ليست من الاحزاب التي تتبع دولةً أو نظاماً لتكون علاقتها قائمة على علاقة مصالح مع هذه الدول أو جزء من اجندات الدول التي تقيم فيها.

لقد أثبتت حركة فتح عبر تاريخها منذ اول رصاصةٍ أنها لا تتحالف مع جهة أو نظام ضد آخر وبالتالي فان فضاء العالم مفتوح لها لنسج علاقات صداقة وشراكة مع الكل خدمةً للقضية الاسمى أي فلسطين وقضية فلسطين .

إنّ حركة فتح ليست بحركةٍ منغلقة الفكر وتتبع فكراً سياسياً منغلقاً وصارماً في تحديد معسكر الأعداء والأصدقاء، لهذا نراها قادرة على تكوين علاقة مع كل التيارات والاحزاب من أجل فلسطين فنحن لسنا بأتباع ذاك التنظيم الدولي أو تلك النظرية السياسية او الإقتصادية لنكون في موقع الحكم على الآخرين وفي معسكر واحد.

انّ حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كيانٌ منفتحٌ على كل الأفكار وقادرة على التواصل مع كل الاحزاب ولديها مختصون للحـــوار مع الجميع بحكم أن بوصلة فتح هي فلسطين لا غير فلسطين. فالحديث مع حزب المؤتمر في الهند يكون عن فلسطين وعن مفاهيم الحرية والسلام والتعايش وليس عن دين أو قومية إذ إنّ كل فكرة وانتماء في فتح لها موقع ومكان وحضور. فحين نتحدث مع الهند نتحدث أيضاً مع حزب (الشين فين) الإيرلندي و يكون محورنا قضايا التحرر .

وهنا أودّ أن أذكّر القارئ الكريم بأن فتح الفلسطينية العربية لا تفرق بين أحد على أساس الدين والجنسية والطائفة واللون واللغة والجنس. التواصل والحوار متاح مع الجميع وللجميع دون أي تردد ولدينا ما يجمعنا مع الآخر اكثر مما يفرق .

وهنـــا أقول بوضوح.. وحدها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من بين كل الأحزاب والمنظمات الفلسطينية والعربية قـــادرة على القيام بهذا الدور. وأكررها بلا تردد وحدها فتح بمقدورها تأدية هذا الدور، أي جعل قضية فلسطين قبلة لجميع الأحرار في العالم.

وحدها فتح تستطيع نسج هذا المستوى من العلاقات لأن فتح فلسطينية صرفة بلا ثنائية إنتماء سوى للإطار العربي وللمدى الإنساني.

هناك تاريخٌ حافل من العلاقات مع الأنظمة في كل العالم ومع مؤسسات العالم وهناك كذلك تاريخ مجيد من العلاقة مع حركات التحرر في العالم، و نجاحات يجب ان تستمر في هذا المجــال الحيوي والهام.

إننا نأمل أن يكون هذا محط اهتمام لقيادة الحركة الجديدة المنتخبة ومجلسهـــــــــا الثوري.

قضيتنا توُجب علينا أن نصل لكل مكان في العالم لحشد المزيد من الأصدقاء لفلسطين والمزيد من المناصرين والداعمين لقضية فلسطين من انصار الحرية والإستقلال والسلام.

يتوجب علينا الوصول الى كل أقطارالارض والى كل حزب ومجموعة تؤمن بالحق والعدالة وتؤمن كذلك بالحرية لنشرح لهم الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

وعلى كل فتحـاوي أن يفهم بأن هذه الوفود العربية والدولية هي رصيد إضافي ونتاج لقوة فتح و حضور فتح  وتأثير فتح في المحافل المحلية والدولية. كل هذه العلاقات تمثل البنية التحتية لعلاقات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية مع العالم.

علينا أن نكون مدركين تماما" لأهمية نسج العلاقات مع الجميع مع العمل الحثيث للمحافظة عليها، ولهذا دوما" أقول بأن موقف الفتحاوي وكلمته عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبأي لغة من لغات العالم يجب أن تكون مثالا" للإلتزام والوعي بأهمية فلسطين الجامعة لكل أنصار العدالة والحق والحرية بالعالم.

لقد جال القائد الرمز أبوعمار العالم أجمع...لم يترك دولة ومكاناً أمكنه الوصول اليه إلا وفعل وهذه هي المسيرة تستمر بمزيد من العلاقات وبمزيد من التحركات للحفاظ على قوة فلسطين الناعمة بحضورها وتأثيرها.

وسيكون علينا أن نعزز العمل في هذا المجال من خلال مفوضيات تابعة للحركة وناشطة وفاعلة لتصل كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الى كل العالم ولتكون كما أشرت التعبير الحقيقي عن قوة هذه القضية وتأثيرها.