لا أحد كان يتوقع في يوم ما أن تمتنع أمريكا عن استعمال حق النقض في مجلس الأمن بما لا يتوافق مع رغبة إسرائيل، لذلك جاء القرار غير متوقع وصادماً لدولة الاحتلال ومتوافقاً مع رغبة الفلسطينيين.
لا بد أن هذا جاء نتيجة عمل دبلوماسي هادئ وناعم وبدون ضجه إعلامية، ومغايراً للنمط التقليدي الذي كان عليه مجلس الأمن على الدوام، والذي سيؤسس لمرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
يتساءل البعض ما الذي حدث وهل وصلت أمريكا والدول الدائمة العضوية والعالم بأسره حالة من القرف من تمادي إسرائيل في غيها وإدارة ظهرها للعالم، كون هذه الدولة تسيطر على دولة أخرى بالقوة المسلحة، أم أن الدبلوماسية الفسطينية كانت نشطة للغاية واستطاعت أن تصل لهذا الموقف بجدية وبصمت؟
في إسرائيل يسود جو من التخوف من مؤتمر باريس المنوي عقده في فرنسا في منتصف الشهر القادم 15\1\2017 إذ تشير بعض الدلائل إلى أن أوباما وقبل أن يغادر البيت الأبيض قد يتّخذ موقفاً لصالح الفلسطينيين في صراعهم الطويل مع دولة الاحتلال.
على أي حال نحن بحاجة الى أن يهب الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية، من شعراء وأدباء وكتاب وأحزاب سياسية لمساندة قيادتها السياسية وأن تضع العالم أمام مسؤولياته السياسية والأخلاقية، لكي يزال الاحتلال وترى الدولة الفلسطينية النور.
إنَّ الرئيس الفلسطيني قال في ذكرى الـ12 لاستشهاد سلفه، أن عام 2017 هو عام الدولة الفلسطينية، قد يكون الحديث مر مرور الكرام، لكن يبدو أن الرئيس كان يعني ما يقول وأن السنة الجديدة ستكون عام خير على الشعب الفلسطيني وعلى العالم بأسره.
على إسرائيل أن تدرك جيداً أن مساندة العالم لها وهي على باطل يجب أن يتوقف، وعليها أن تفكر جيداً في تنفيذ كل القرارات التي تنهي حالة الصراع بنيل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
علينا كفلسطينيين شحذ الهمم والاستعداد للمرحلة المقبلة بكل ما تعني الكلمة من معنى، لأن النصر صبر ساعة، ولأننا نقترب من نهاية الساعة الطويلة وبشائر النصر تلوح بالأفق بقيادة صلبة لا تلين وتعرف كيف تأخذ حق شعبها بالكامل، وشعب تحمَّل ما لا تتحمله الجبال ومؤمن أن النصر آتٍ لا محالة.