بهندام وعباءة ومشية ملفتة، تلفت انتباهك الأخت الفاضلة "جيهان السرساوي" هذه السيدة الفتحاوية الأصيلة المكافحة الصابرة وهي تتحدث بفكر وثقافة وحوار مع الآخرين والرؤية التنويرية لمجريات ما يحدث من هضم للحقوق وتهميش للذات والمطالبات بالمستحقات والفروض في قطاع غزة، تلفت انتباهك هذه المرأة الفتحاوية البطلة وهي تتحدث بكلمات مرصونة ومصفوفة علينا تكثيف زيارة ذوي الجرحى والأسري والشهداء جميعا دون تفرقة بين هذا و ذاك، إن الزمن أثبت وإن السنين لها حديث آخر، فامرأة الأمس ليست هي امرأة اليوم  سحرٌ من كلامها عندما تأخذ نفساً أنثوياً في برنامج إذاعي او غيره لتكمل بكل ثقة نحن مللنا من إيقاع الأطر والحدود والمنهجية المتبعة المقيتة، تقول السيدة  جيهان السرساوي أنا كامرأة فتحاوية فلسطينية وغيري من النساء ما زلنا نعيش إرهابا ممنهج بسبب الانقسام البغيض، بالواقع وما زلنا نبحث عن حق مستحق حرمنا منه طيلة السبعة سنوات المنصرمة، تشارك في المنتديات والندوات وتراها تارة في التغطيات الإعلامية وأحياناً باحثة شبابية و كاتبة ومصورة

المرأة الفتحاوية الأصيلة يا سادة تنقصها أشياء كثيرة كغيرها من النساء لكن المشكلة في قطاع غزة اكبر مما نتوقعها، لا يملك أحد أن ينادي أو يطالب بحق الغير أطلاقا لأنه قط حصريا لذلك الفصيل وإننا بلد نملك قيادة فتحاوية عظيمة يرأسها الأخ "محمود عباس"، تبحر بنا إلي بر الأمان دوماً، وعلماء ومفكرين ومثقفين ليسوا محصنين من الخطأ لكنهم يسعون للتغيير والتطوير والتعايش مع الواقع، وهم أدرى وأعلم بحق المرأة وحق صيانتها والمحافظة عليها وعلي موقعها وعلي مشاركتها في الحياة السياسية أيضا، ويملكون قناعة كاملة أنها ركن ركيز في تربية جيل بأكمله في تواجدها في المنزل كمربية و في المدرسة كمعلمة وفي عملها كقائده وفي المناسبات الوطنية كمشاركة تحت مظلة شرعيتنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا التي لا تتناقض مع الواقع بالمشاركة مع الرجل بحدود المنطق والعقل.

إن من حق أي سيدة أن تنتقد ومن حقها أن تقول لكنها لا تملك أن تتكلم بانتمائها وتعبر بصفتها سفيرة لوطن لا تملك فيه إلا إقامة مؤقتة، في الوجه الآخر نرفع القبعة احتراما لسيدات من بلاد عربية كان لهن أثر فاعل وبصمة واضحة .. وقدمن لنا جيلاً متعلماً في جميع المراحل التعليمية وتعايشن مع شرعية هذا الوطن وعاداته وتقاليده ووجدن في هذه الأرض جواً صحياً عبادياً وبركة في الرزق بمصداقية في العمل وتركيز على الذات .وإن كل مرحلة تاريخية لها قضاياها التي تحتاج إلى طاولات نقاش ولها أوراق عمل تحتاج إلى فرز وقراءة وقرار ليكون الناتج ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض  .