فازت الطالبة في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس زينب عز الدين جاموس، بالمرتبة الثانية في المسابقة المعمارية العالمية لإحياء القرى الفلسطينية المهجرة التي تطرحها هيئة أرض فلسطين سنويًا، وقيّمت المشاريع في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة "53" طالبًا فلسطينيًا وعربيًا من "12" جامعة من بلدان مختلفة، بعد أن تأهلت على مستوى فلسطين لتنافس مشاريع من جامعات دول عربية أخرى.

ومشروعها يدور حول إعادة إحياء قرية المزار المهجرة قضاء جنين، التي دمرها الاحتلال وهجر أهلها قسرًا إلى مخيم جنين للاجئين، من خلال مسرح الذكريات، ويسلط المشروع الضوء على السردية الفلسطينية الجمعية، والبطولات والأحداث النضالية التي تشهد قصة الشعب الفلسطيني الصامد حيث بدأت قصّته في القرية قبل التهجير، ثم يتتبع المشروع استكمال سرديتها في مخيم جنين للاجئين، حيث أن ذكريات المخيم هي جزء لا يتجزأ من الذاكرة الفلسطينية.

‎‎‎‎‎‎‎واختارت التدخل المسرحي، لأن المسرح هو الأداة التي تُمكِّن الشعب الفلسطيني من حكي قصصه بحرية وعفوية بلا أدنى حدود بين الراوي والمشاهد، بحيث يعبر عما مر به ليصل بمشاعره للجمهور من خلال خشبة المسرح الارتجالي، بالإضافة إلى قدرة المسرح المعمارية على تعزيز وتوظيف التراث غير المادي والمادي معًا، مستخدمين منصة الأداء حيث الملابس التي تتمثل بالزي الفلسطيني، والحوار المسرحي الذي يمثل اللهجات الفلسطينية والأناشيد الشعبية، بينما ممثل المسرحية هو الشعب الفلسطيني بنفسه.

ويبدأ التدخل المسرحي، ما قبل التحرير داخل زقاق مخيم جنين للاجئين، حيث يمتلك المسرح قيمة فنية باحتضانه مسرح الحرية، يتكون التدخل من مجموعة هياكل حديدية قابلة للحركة، تمكّن أبناء المخيم من التعبير عن قصصهم بشكل ارتجالي، حيث المسرح بالنسبة للمخيم هو أداة للمقاومة.

ويعزز المشروع حق العودة الفلسطينية، والوعي بأهمية التراث غير المادي الذي يتمثل بالقصص المروية والمتناقلة عبر الأجيال التي حرص الأجداد على سردها للأطفال على مدى الأزمان، بحيث أنها جزء من الهوية الفلسطينية، ودليل على الوجود الفلسطيني والتاريخ الفلسطيني، الذي يحاول الاحتلال طمسه وتزويره.