مساء الأربعاء 6\6\2016 نفّذ مقاومان فلسطينيان من يطا جنوب الخليل، وهما البطلان محمد مخامرة وخالد مخامرة، عملية في "تل أبيب"، وقد استهدفا مركز شارونا التجاري قرب مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية ومجمّع وزارة الدفاع، والذي ساعد على نجاح العملية القدرة على التنكر بلباس متدينين يهود مما سهّل لهما عملية الدخول الى المطعم، ثم تنفيذ العملية بقتل أربعة صهاينة وجرح آخرين، وهذا ما أثار الرعب لدى القوات العسكرية والاجهزة الأمنية، وهذه العملية البطولية اوصلت رسائل واضحة للجانب الاسرائيلي، وايضاً الى العالم وهي التالية:
أولاً ان الشعب الفلسطيني ليس عاجزاً، ولا عاقراً، وهو قادرٌ على الابداع، وعلى رد الصاع صاعين، وقادر ان يصل الى العمق، وهو شعب مقاوم، ولا يساوم ويعرف أين تكمن مصلحته الوطنية، وهذه العملية بعيداً عن الحسابات السياسية الا انها تقول للصهاينة انسحبوا من ارضنا، ومن مقدّساتنا، ومن ترابنا، واتركونا وشأننا لأننا نريد حريتنا واستقلالنا مثل باقي الامم.
الرسالة الثانية موجهة الى المجتمع الدولي والقيٌمين على القرار الدولي أنّ ظلمكم وسكوتكم على الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا سيدفع شبابنا وشعبنا الى استخدام كل وسائل المقاومة ضد حكومة نتنياهو ليبرمان بينيت التي تأخذ قرارات علنية بتصفية شعبنا وقضيتنا، وللصبر حدود.
أمّا الرسالة الثالثة فهي الى ذوي البطلين ونقول لهم اننا نعتز بكم وبأبنائكم، ولهم المجد، وكل عمل بطولي له ثمن، والمهم فلسطين التي تظلنا.
والرسالة الرابعة الى جماهير شعبنا والى عمالنا، والى اهلنا في الخليل، وفي يطا الصمود والبطولة، علينا ان نتحمّل الثمن القاسي الذي فرضه العدو الصهيوني ومنها التخطيط لتدمير البيوت، وحرمان أربعة وثمانين الف عامل فلسطيني من الضفة وقطاع غزة من العمل داخل الخط الأخضر وهذا يؤدي الى أزمة اقتصادية لأن أسواق العمل العربية لا تستقبل العمال الفلسطينيين، فأين يذهب شبابنا وعمالنا، وليس امام عمالنا الا العمل في المستوطنات، وفي أراضي الثمانية والاربعين.
والرسالة الاخيرة هي اننا لا يمكن الا ان نحيي شهداء وجرحى اي عملية بطولية، لكن لا احد ينكر بأن العملية العسكرية لها أهداف سياسية يجب ان تحققها، وان تكون المكاسب والفوائد اكبر من الخسائر، ومن هذا المنطلق فإن التوافق الفلسطيني الضمني بعد الانتفاضة الثانية ان تتركز العمليات العسكرية في المناطق المحتلة العام ١٩٦٧ لأن العالم بأسره يتعاطف معنا في مثل هذه الحالة لأن مقاومة الاحتلال هو حق طبيعي للشعوب، ولذلك على من يخطط لأية عملية ان يحسب النتائج جيدًا، وإذا كانت القيادة قد اشارت في بيانها الى هذه العملية فإن الامر لا يتعلّق بالابطال لأن لهم كل التقدير، ولكن في الجانب السياسي هناك ملاحظات لا بد من أخذها بعين الاعتبار.
الرحمة لشهدائنا الابرار والمجد لأسرانا البواسل.
أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها