شدد وزير خارجية دولة فلسطين رياض المالكي، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية مملكة بلجيكا ديدي رينديرز، على أهمية دعم المبادرة الفرنسية لإحلال السلام في المنطقة وفق مبدأ حل الدولتين.
جاء ذلك خلال استقبال المالكي لنظيره البلجيكي والوفد المرافق له في مقر وزارة الخارجية بمدينة رام الله ظهر اليوم الأحد.
ووضع المالكي نظيره البلجيكي بشأن الموقف الفلسطيني الداعم للمبادرة التي اطلقتها فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام، مبينا جهود الدبلوماسية الفلسطينية في تسويق هذه المبادرة الفرنسية على مختلف المستويات العربية والإسلامية والأفريقية من خلال الاجتماعات التي عقدت خلال العام الحالي، والتي رأى فيها انها المبادرة الوحيدة المطروحة على المستوى الدولي للخروج من الفراغ السياسي في عملية السلام في الشرق الاوسط، والناجم عن فشل مبادرة وزير الخارجية الأمريكي كيري في آذار من عام 2014، في ظل التعنت الاسرائيلي الرافض لأي فرصة لتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين، حيث تستمر الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتانياهو وائتلافه اليميني المتطرف بخلق وقائع جديدة على الأرض لتقويض حل الدولتين من خلال مواصلة سياسة الاستيطان والتحريض العنصري ضد القيادة والشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الميداني استعرض المالكي سياسة التصعيد الاسرائيلي في تنفيذ قوات الاحتلال لجرائم بحق الشبان الفلسطينيين على الحواجز العسكرية الاسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية، كذلك التوسع في مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات عليها، مشيراً الى قرار وزارة الجيش الاسرائيلية بالتعاون مع منظمات استيطانية بإقامة مدينة استيطانية جديدة بين مدينة رام الله ونابلس، حيث تبدأ بإعادة توطين أكثر من 40 عائلة يهودية متطرفة تسكن حاليا في البؤرة الاستيطانية العنيفة "عمونة"، مطالبا دول الاتحاد الأوروبي بخطوات عملية لإنقاذ حل الدولتين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وضرورة الضغط على حكومة الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
واستعرض المالكي الجهود الذي يبذلها الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحة الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية، والتحضير لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية، مشيداً بالجهود المبذولة والمستمرة من قبل جامعة الدول العربية وجمهورية مصر العربية، حيث أشار الى ان هناك أجواء ايجابية وليونة من قبل حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة.
من جهته، أعرب وزير الخارجية البلجيكي عن دعمه للمبادرة الفرنسية، مؤكدا ضرورة التحرك السياسي على مستوى بلجيكا والاتحاد الأوربي، كما جدد موقف بلده الرافض للاستيطان الاسرائيلي، معتبرا انه عقبة في وجه عملية السلام وفي تطبيق حل الدولتين.
كما شدد الوزير البلجيكي على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية لما لها من مصلحة عامة للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، وأعرب عن رغبة بلاده في مواصلة تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لمؤسسات الدولة الفلسطينية في الأرض المحتلة وللشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، معربا عن رغبة بلاده بالمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في باريس نهاية الشهر الجاري.
وبحث الجانبان خلال الاجتماع سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، خاصة امكانية تشكيل لجنة مشاورات سياسية، بالإضافة الى تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية والاقتصادية وتبادل الخبرات والزيارات بين البلدين.
حضر اللقاء مع الوزير وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، والمستشار أول غادة عرفات، والمستشار ايهاب الطري، وسكرتير أول رولا عفيفي من ادارة الشؤون الأوروبية، والمستشار أول وائل البطريخي مسؤول الإعلام في وزارة الخارجية، والملحق سهيل طه من مكتب الوزير.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها